التعليم الثانويالثانية ثانوي

شرح قصيدة يا طائر البان(محور الشعر الجاهلي) – الثانية ثانوي

شرح نص يا طائر البان 2 ثانوي

شرح قصيدة يا طائر البان من محور الشعر الجاهلي لشاعر عنترة بن شداد من ضمن محاور السنة الثانية ثانوي. شرح القصيدة مع تحليلها والإجابة عن الأسئلة.

التقديم: قصيدة يا طائر ألبان
نص على شكل قصيدة غزلية جرت على تفعيلات بحر البسيط ورويها النون مقتطفة من ديوان عنترة بن شداد تندرج ضمن المحور الأول الشعر الجاهلي للسنة الثانية ثانوي تعليم تونس
تعود قصيدة “ يا طائر ألبان ” إلى الشاعر الجاهليّ عنترة بن شداد العبسي، وُلِد عام 525 م في نَجد، والده من سادات قبيلة عبس وأمّه حبشية، لذا كان منبوذًا من قبيلته وتمّ اعتباره في عِداد العبيد، لكنّه تمرّد على واقعه طامحًا إلى نيل حرّيته والاعتراف به وبنسبه، فعُرِف بفروسيته وشجاعته إلى جانب قوله الشِّعر، فكان من أشهر فرسان العرب وشعرائها، كما اشتهر عنترة بن شداد بحبّه الشديد لابنة عمّه عبلة فكتب فيها أشعار كثيرة عذبة وجميلة، إلى جانب أغراض شعرية أخرى نظم فيها ⇐

الموضوع: قصيدة يا طائر ألبان
مناجاة عنترة لطائر ألبان معبرا عن أوجه التشابه بينهما محملا إياها رسالة للحبيبة
تعدّ هذه القصيدة المعنونة بـ “ يا طائر ألبان ” من أشعار عنترة بن شداد الجميلة التي نظمها في محبوبته عبلة، وهي قصيدة قصيرة يُناجي فيها الشاعر طائر ألبان ويندمج معه ويُحمّله الرسائل إلى محبوبته، وقد تم تقسيمها إلى عدة مقاطع فيما يأتي شرح موجز لها:

التقسيم: قصيدة يا طائر ألبان
المقاطع:
1- من البيت الأول إلى البيت الرابع: وظيفة الإثارة
2- البقية: وظيفة الحياة

الشرح والتحليل: قصيدة يا طائر ألبان
شرح المقطع الأول
يا طائِرَ ألبان قَد هَيَّجْت أَشجاني
وَزِدتَني طَرَباً يا طائِرَ ألبان
إِن كُنتَ تَندُبُ إِلفاً قَد فُجِعتَ بِهِ
فَقَد شَجاكَ الَّذي بِالبَينِ أَشجاني

يُخاطب الشاعر في بداية القصيدة الحمام البرّي ويُناجيه لإظهار حزنه من خلاله؛ إذ أثار صوت هذا الحمام في نفسه الأحزان وذكّره بألمه وحُرقته على فراق محبوبته، وتخيّل الشاعر أنّ الحمام كان يُصدر صوت حزين لفقدانه حبيبًا له حاله كحال الشاعر نفسه، فكلاهما يشترك بالحزن والألم على فراق المحبوب، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

الطائر: يُقصَد به الحمام البرّي ⇐
ألبان: شجرة صحراوية ⇐
أشجاني: أحزاني ⇐
طربًا: حزنًا وهمًا ⇐
إلفًا: حبيبًا ⇐
شجاك: أحزنك ⇐
البَين: الفراق ⇐

الشرح والتحليل: قصيدة يا طائر ألبان
شرح المقطع الثاني
زِدني مِنَ اَلنُّزُوح وأسعدني عَلى حُزْنِي
حَتّى تَرى عَجَباً مِن فَيضِ أَجفاني
وَقِف لِتَنظُرَ ما بي لا تكون عَجِلاً
وَاحْذَرْ لِنَفسِكَ مِن أَنفاسِ نيراني
وَطِر لَعَلَّكَ في أَرضِ الحِجازِ تَرى
رَكباً عَلى عَالِجْ أَو دونَ نَعمانِ
يَسري بِجارِيَةٍ تَنهَلُّ أَدمُعُها
شَوقاً إِلى وَطَنٍ ناءٍ وَجيرانِ

يطلب الشاعر في هذا المقطع من الحمام أن يُكثر من النّواح والعويل علّه يُساعده في التخفيف من همّه وحزنه، ثم يطلب منه ألا يكون متسرعًا في الاستجابة لأحزانه وعدم الاقتراب منه كثيرًا لأنّ حرارة الحزن ولهيبه قد تؤذيه، وفي ذلك إشارة إلى شدّة شوق الشاعر إلى محبوبته، وأنه يُخاطب نفسه للتهوين عليها حتى لا يسبب له ذلك الشوق الأذى ⇐

وبعد أن تبصّر الحمام بحال الشاعر وعرف ما يُعانيه يطلب منه أن يذهب إلى الحجاز حيث محبوبته ليرى القافلة التي تُقلّها، ويصفها الشاعر للحَمام حتى لا يتوه ويستطيع الوصول إلى المحبوبة؛ فهذه القافلة تسير ليلًا وكأنها فتاة صغيرة تبكي لفراق أهلها وأحبائها، وهذا معناه أنّ المحبوبة تُبادله مشاعر الاشتياق والحب نفسها، ومن المفردات التي تحتاج إلى توضيح ما يأتي:

النبوح: الصراخ والعويل، وهو أيضًا صوت سجع وصياح الحَمام ⇐
عالج والنعمان: هما جبلان تكثر حولهما الرمال، وتستريح القوافل عندهما أثناء سفرها ⇐
تنهل: تتساقط ⇐
ناءٍ: بعيد ⇐

الشرح والتحليل: قصيدة يا طائر ألبان
شرح المقطع الثالث
ناشَدتُكَ اَللَّه يا طَيرَ الحَمامِ إِذا
رَأَيتَ يَوماً خُمُول القَومِ فَلْنُعَانِي
وَقُل طَريحاً تَرَكناهُ وَقَد فَنِيَت
دُموعُهُ وَهوَ يَبكي بِالدَمِ القاني

في المقطع الثالث من قصيدة يا طائر البان، يُناشد الشاعر الحمام بالله، ويستحلفه بأن ينقل له رسالة هامة. وهذه الرسالة تتعلق بحالته الحزينة والمرضية، وذلك إذا رأى قوافل المحبوبة التي يصفها في القصيدة.

ويستخدم الشاعر في هذا المقطع عدة مفردات تعبر عن حالته الصعبة، مثل “طريحًا” وهو المقيم على فراش المرض، و”الدم القاني” وهو الدم الذي يبكيه بدلاً من الدموع، والتي تعبر عن شدة الألم والحزن الذي يعاني منه الشاعر.

وتتميز قصيدة يا طائر البان بسيطرة عاطفة الحزن والاشتياق على أبيات القصيدة، وتمتاز بالأسلوب الإنشائي في نظم هذه الأبيات، والتي تتضمن تكرار بعض المفردات لتأكيد شعور الشاعر، والتنويع في المحسنات البديعية المستخدمة في هذه القصيدة.

وبهذا المقطع يعبر الشاعر عن حالة الأسى والحزن الذي يعيشه، ويناشد الحمام بالله أن ينقل له رسالته للمحبوبة، وأن يصف لها حالته الحالمة والمرضية، في محاولة منه لجذب انتباهها وشفقتها عليه.

السمات الفنية في قصيدة يا طائر ألبان
تمتاز قصيدة يا طائر ألبان لــ “ عنترة بن شداد ” بمجموعة من الخصائص والسمات الفنية، من ضمنها ما يأتي ذكره:

سيطرة عاطفة الحزن والاشتياق للمحبوبة على أبيات القصيدة ⇐
الاعتماد على الأسلوب الإنشائي في نظم هذه الأبيات ⇐
تكرار بعض المفردات بغرض تأكيد الشاعر على ما يشعر به ⇐
التنويع في المحسنات البديعية المستخدمة في شرح قصيدة يا طائر البان ⇐

مَن هو عَنْتَرَةٌ بْنُ شَدَّاد؟
عَنْتَرَةٌ بْنُ شَدَّاد بْنُ قُرَادِ الْعَبَسِيّ (525م– 608 م)، فارِس عَربي يُعَد من أشهر شُعراء فَتْرَة ما قبل الإسلام. أشتهرَ
بِشعر الفُروسية، وبِغَزلهِ العَفيف مَع مَعشوقَته عبلة، ولهُ مُعلقة مَشهورة

اشتق اسم عنترة من ضرب الذباب يقال له العنت وإن كانت النون فيه ليست بزائدة (مثل قبيلة كندة أصلها كده) فهو
من اَلْعِتْر وَالْعِتْر الذبح والعنترية أيضاً هو السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب. وإن كان الأقدمون لا يعرفون بأيهما
كان يدعى: بعنتر أم بعنترة فقد اختلفوا أيضاً في كونه اسماً له أو لقباً. وكان عنترة يلقب باللحاء، من الفلاح أي شق في
شفته السفلى وكان يكنى بأبي الفوارس لفروسيته ويكنى بأبي المعايش وأبي أوفى وأبي المجلس لجرأته في الغسل أو لسواده الذي هو كالقلس، وقد ورث ذاك السواد من أمه زبيبة، إذ كانت أمه حبشية وبسبب هذا السواد الكثيف عده القدماء من أغرب العرب.

درج بعض الرواة على تسمية عنترة باسم عنتر أحياناً، ولربما استناداً إلى ما سمعوه من قوله:
يدعُونَ عنترَ والرّماحُ كأنّها * * * أشطانُ بئر في لبَان الأدهمِ
وقوله في موضع ثان:
ولقَد شفَى نفسِي وأبرَأ سَقَمهَا * * * قيل الفَوارس وَيَكُ عنتر أقدمِ

مولده ونشأته شرح قصيدة يا طائر البان
ولد عنترة في الجزيرة العربية في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وبالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب
داحس والغبراء فقد حدّد ميلاده في سنة 525 م. تعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن
معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام.

أمه كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة ررغر، أُسرت في هجمة على قافلتها وأعجب بها شداد فأنجب منها عنترة، وكان
لعنترة أخوة من أمه عبيد هم جرير وشيبوب. وكان هو عبداً أيضاً لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا
على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك.شرح قصيدة يا طائر البان

نسبه
هو: عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة بن عوذ بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن
بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.

صفاته
وُلد عنترة لأب عربيّ وأمّ حبشيّة، فجاء مختلف عن بقية أقرانه في ضخامة خلقته وعبوس وجهه وتلفلف شعره وكبر
شدقيه وصلابة عظامه وشدة منكبيه وطول قامته وشبه خلقته لأبيه شداد.

حياته في العبودية شرح قصيدة يا طائر البان
ذاق عنترة مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار لأن أباه لم ستلحقه بنسبه، فقد كان أباه هو سيده، يعاقبه أشد
العقاب على ما يقترفه من هنات، وكانت سمية زوجة أبيه تدس له عند أبيه وتحوك له المكايد، ومن ذلك أنها تحرشت
عليه أباة مرة، وقالت له: «إن عنترة يراودني عن نفسي». فغضب أبوه غضباً شديداً وعصفت برأسه حميته، فضربه
ضرباً مبرحاً بالعصا وأتبعها بالسيف، ولكن سمية أدركتها الرحمة في النهاية فارتمت عليه باكية تمنع ضربات أبيه، فرقّ
أبيه وكفّ عنه. فاعتبر عنترة بشعر يقول فيه:

استلحاقه بنسب أبيه
ذلك أن قبيلة بطيء أغارت على عبس في ثأر لها، إذ سبق لقبيلة عبس أن غزتها واشتاقت إبلها، وكان عنترة مع بني قومه في حومة النزال، ولكنه اشترك مدافع لا مهاجم، وسبب ذلك ما روي أنه شارك من قبل في غزو بطيء، ولكنهم بخسوه حقه في الغنائم، إذ فرضوا له نصيب العبد منها وهو النصف فأبى، ومن ثم تقاعسا عن الخوض في المعركة. واشتد الخطب على بني عبس حتى كادت أن تُسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، وحينئذ صاح بعنترة أبوه قائلاً: «كَرّ يا
عنترة!»، فأجاب عنترة على النداء: «لا يحسن العبد الكر إلا الحلاب والصرد». وفي تلك اللحظة لم يجد أبوه بدلاً من أن
يمنحه اعتباره فصاح به: «كَرّ وأنت حر». فكرّ عنترة وراح يهاجم وهو ينشد.

عنترة وعبلة
أحبّ عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك أعظم الحب وأشده، وكانت من أجمل نساء قومها وأبعدهن صيتاً في اكتمال
العقل ونضرة الصبا، ويقال إنه كان من أقسى ما يعيق هذا الحب صلف أبيها مالك وأنفة أخيها عمرو.

تقدم عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته عبلة، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجل أسود. ويقال: إنه طلب منه تعجيزاً له
وسداً للسبل في وجهه ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته، ويقال: إن عنترة خرج في طلب
عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وإنه لقي في سبيلها أهوالاً جساماً، ووقع في الأسر، ثم تحقق حلمه في النهاية وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططاً، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأس عنترة.

ثم تكون النهاية التي أغفلتها المصادر القديمة وتركت الباحثين عنها يختلفون حولها، فمنهم من يرى أن عنترة فاز بعبلة
وتزوجها، ومنهم من يرى أنه لم يتزوجها، وإنما ظفر بها فارس آخر من فرسان العرب.

وقد سكتت المصادر العربية عن ذكر عبلة إلا في مجال تشبيب عنترة بها وحبه لها، فلم تنوّه عما إذا كان قد تزوج بها أم
بقي حبه معلقاً. حيث ذهب البعض إلى القول بأن عنترة لم يتزوج عبلة، بل تبتل في حبها، وأن أباها وأخاها منعاه من
زواجها، وأنها زوجت أحد أشراف قومها على رغم عنترة. وقد قاس أصحاب هذا الرأي قولهم هذا قياساً على عادة العرب
من منعها بناتها أن يزففن إلى من يشبب بهن قبل الزواج.

ويميل البعض إلى الرأي القائل إن عنترة تزوج عبلة لعوامل وأسباب، منها أنه قد استلحق بنسب أبيه فزالت عنه هجنه
النسب وأصبح ابن عما لعبلة، ثم إنه كان من أشهر فرسان قبيلة بني عبس بل فارسا من فرسان العرب، وقوته وفروسيته
مما لا يغفله من حسابه من يريد زواج عبلة، إذ إنه سيتعرض لانتقام عنترة وثأره لكرامته.

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.