شرح نص العمل إرادة – تاسعة اساسي – محور العمل

شرح نص العمل إرادة من محور العمل سنة تاسعة اساسي يندرج هذا النص ضمن المحور الاول من كتاب النصوص أنوار لغة عربية مع الاجابة عن الاسئلة – الموقع التربوي نجحني.

شرح نص العمل إرادة 9 اساسي محور العمل للكاتب عبّاس محمود العقّاد

شرح نصّ العمل إرادة

شرح نص العمل إرادة

مَضَى زَمَنٌ و النَّاسُ يَتَحَدّونَ عن الإرادَةِ و العمَلِ كأنّهُمَا قدْرَتَان مَفْصُولَتَان، و عن العاطِفَةِ و الفِكْرِ كأنّهُما شَيْئانِ لا يتلاقيان، و عن الخيالِ و فهمِ الواقِعِ كأنّهُما مَلَكَتَانِ نقيضَتَانِ، إلى آخرِ ما يُفرّقُون و يُقابلُونَ بينَ ملكَاتِ الطّبائعِ و خصائِصِ الأذهانِ، و هذا خطأٌ في تصويرِ الحقائقِ يتبَعُه لا محالَةَ خطأٌ في تصويرِ العِلاجِ و الإصلاحِ.
ليست الإرادةُ و العَملُ و لا غيرُهما من المَلَكاتِ و الطّبائِعِ خطّينِ مُتلاحقيْنِ يبْدأُ أحدُهُما عنْدَ نِهايَةِ الآخَرِ، أو جسميْنِ مُتحيّزيْنِ لا يجْتمِعانِ في مكانٍ واحِدٍ، و إنّما هُما مظهَرانِ من قُوّةِ النّفْسِ يَصْدُرَانِ عن مَعِينٍ لا يتجزّأُ و لا ينْفَصِلُ بالحُدُودِ و المعالِمِ. فإذا امتلأت النّفسُ بالقُدرةِ على الإرادةِ امتلأت بالقُدْرةِ على العَمَلِ في وقتٍ واحِدٍ و في صُورةٍ واحِدَةٍ، و لن يفشل الفاشِلُ في عمله و قد تهيّأت للعملِ أسبَابُهُ إلاّ لأنّهُ ناقِصُ الإرادةِ.
أرَأيْتَ إلى النّاسِ و هُم يَطْلُبُونَ السِّيَادَةَ و لا يَبْلُغُهَا مِنْهُمْ إلاّ قليلٌ؟ ما بَالُ قَوْمٍ مِنْهُمْ يبلُغُونَها و أقْوَامٌ ينكلون عنها خاسِئينَ؟ إنّما يَبْلُغُهَا منْ بَلَغَ، لأنّهُ أرادَهَا و لم يرِدْ غيْرَها فهو سيِّدٌ و إنْ تَرَاخَى الزَّمَنُ دُونَ الإقرارِ لَهُ بالسِّيَادَةِ.
و معاذَ الإرادةِ أن تجْتَمِعَ و لا يتْبَعُها عمَلٌ و لا يَتْبَعُ العَمَلَ نَجَاحٌ.
لماذا لا نَعْمَلُ؟ لأنّنا لا نُريدُ! و لماذا لا نُريدُ؟ لأنّ زَادَنَا مِنَ الحِسِّ و الوعي و الخيالِ قليلٌ.
املأْ النّفْسَ بالحِسِّ و الوَعْيِ و الخَيَالِ تَمْلَأْهَا بالحركةِ و الإرادةِ غيرِ مُنْفَصِلَتَيْنِ.
و انْظُرْ إلى الطِّفْلِ الدّارِجِ لماذا لا يَهْدأُ؟ أ لِأنَّهُ قَرَأَ الفُصُولَ و المَبَاحِثَ في فَضْلِ الحَرَكَةِ و النّشَاطِ؟ أ لِأنَّ أحَدًا أمَرَهُ أو أحدا أغْرَاهُ؟ كَلاَّ! و لكنّهُ يتحرَّكُ و ينشَطُ لأنّهُ شَبْعَانُ من الحسّ، شبعانُ مِن إرادةِ العملِ الذّي يَهْوَاهُ و لو سببٌ غيْرُ ذلِكَ دَعَاهُ إلى الحَرَكَةِ و النّشاطِ لَمَا اسْتَجَابَ. إذا أحْسَسْنا لَمْ نَصْبِرْ على الرُّكُودِ، و إذا نَفَضْنَا الرُّكُودَ فماذا أمامَنا غيرُ الحَرَكَةِ و العَمَلِ؟ و ماذا أمامَنا غيْرُ الظّفَرِ و الفَلاَحِ؟
فَمَا بَالُنَا نَحَارُ كيْفَ نَعْمَلُ، و أوْلَى بِنَا أنْ نَحَارَ كيفَ نحِسُّ و نتخيَّلُ؟ و ما بالُنا ننْشُدُ أسْبابًا للحركَةِ و العملِ غيْرَ أن نَمْلَأ نُفُوسَنا بالإحْسَاسِ كأنّما هذا وحدَهُ غيْرُ كَافٍ؟ و كأنّما نحْتَاجُ بعدَ الإحْسَاسِ إلى مزيدٍ؟
عبّاس محمود العقّاد
” يسألونك “، ص: 204 ⇦ 207

الــشّرح

تقديم النص

النص هو مقال جدلي حجاجي بعنوان “الإرادة والعمل” للكاتب والمفكر المصري عباس محمود العقاد. يتناول النص قضية العمل وأهمية الإرادة في تحقيق النجاح.

الموضوع

يركز النص على أن الإرادة والعمل هما وجهان لقوة واحدة في النفس البشرية، وأن النجاح لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود العزم والحركة معًا. ويستشهد الكاتب بالطفل الذي يتحرك تلقائيًا لأنه يمتلك الحس والإرادة، معتبرًا ذلك مثالًا على قدرة النفس على الإنجاز والنشاط المستمر.

الإجابة عن الأسئلة

استعد

شرح بعض الكلمات:

متحيزين: متجمعين في جهة واحدة.

حاسين: شاعرين ومدركين بالإحساس.

ننشد: نطلب ونبحث عن.

بنية النص الحجاجية:

الأطروحة المضادة: الإرادة والعمل منفصلان، كما أن العاطفة والفكر متباينان.

الأطروحة المدعومة: الإرادة والعمل مظهران لنفس القوة ولا ينفصلان.

سيرورة الحجاج: تهدف إلى دحض فكرة الفصل بين القدرات، وربط الإرادة بالعمل والنجاح. ويتضمن ذلك الاستشهاد بمثال الطفل، وينتهي بالاستنتاج بأن امتلاء النفس بالوعي والحس والخيال يؤدي إلى العمل والنجاح.

تنوع الأساليب التعبيرية:

الأسلوب الخبري التقريري.

الأسلوب الاستفهامي الإنكاري (أرأيت…؟ ما بال…؟).

الأسلوب التعجبي.

التفسير والتعليل.

الحجج المستخدمة:

نفسية: الإرادة هي قوة داخلية مصدرها النفس.

اجتماعية: البحث عن السيادة والمكانة بين الناس.

واقعية: مثال حركة الطفل الطبيعية.

---

أبني المعنى

ثنائية الإرادة والعمل:

أوضح الكاتب أن الإرادة والعمل ليسا قوتين منفصلتين، بل هما مظهران لنفس النفسية.

كلما كانت الإرادة أقوى، تحقق العمل بشكل أفضل، ولا يمكن أن توجد إرادة حقيقية دون عمل.

أثر تعدد الأعمال اللغوية:

استخدام الأخبار لنقل الفكرة.

استخدام الاستفهام للدهشة أو الإنكار.

استخدام التعليل لإسناد المواقف.

هذا التنوع اللغوي يقوي الحجاج ويجعله أكثر إقناعًا.

الربط بين الإرادة والسيادة:

يستدل الكاتب بقوله: “أرأيت إلى الناس وهم يطلبون السيادة … إنما يبلغها من أرادها ولم يرد غيرها”.

الغاية من هذا الربط هي التأكيد على أن السيادة هي ثمرة الإرادة القوية، وأن التميز لا يتحقق بالحظ أو الظروف بل بالإصرار.

غاية الكاتب:

النص لا يقتصر على عرض فكرة نظرية، بل يعالج أزمة اجتماعية ونفسية تتمثل في ضعف الوعي والإرادة عند الناس.

ويهدف إلى الدعوة لتعبئة الحس والخيال من أجل بناء عمل منتج.

---

أبدي رأيي

الدوافع للعمل:

الدوافع للعمل لا تقتصر على الإحساس والوجدان.

فهناك دوافع اقتصادية (الحاجة للعيش)، ودينية (العمل عبادة)، واجتماعية (تحقيق مكانة)، وعلمية (حب المعرفة).

تقييد العمل بالإرادة:

الإرادة شرط أساسي للعمل لكنها ليست كافية وحدها.

فالعمل يحتاج إلى وسائل وظروف موضوعية وتخطيط.

الإرادة تحرك، لكن النجاح يتطلب عوامل أخرى.

---

أستثمر وأوظف

في الصف:

الكثير من الناس يحلمون بالنجاح والعلو، لكن قلة منهم فقط تحقق ذلك لأن النجاح يتطلب إرادة قوية، وصبر، وتضحية.

من يطلب السيادة بصدق يحققها مهما طال الزمن.

خارج الصف:

قول المتنبي: “إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم”.

حديث شريف: “احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز”.

---

أستفيد

الحجاج يتطلب أطروحتين متقابلتين، وطرفين (مدافع ومعارض)، وسيرورة حجاجية.

النص يحقق هذه الشروط من خلال عرض الأطروحة المضادة (الفصل بين الإرادة والعمل)، ثم دحضها وبناء أطروحة جديدة.

---

أتعهد لغتي

للتحفيز: (أرأيت الناس وهم يطلبون السيادة…).

الاستفهام في النص لم يكن لطلب الفهم فقط، بل كان:

للتعجب: (ما بال قوم منهم يبلغونها وأقوام ينكلون عنها؟).

للتوبيخ / التحقير: (لماذا لا تعمل؟).

أتوسع: قيمة العمل داخل المجتمع

العمل له قيمة كبيرة في المجتمع، والفرد يلعب دورًا هامًا في خلق هذه القيمة. يعد العمل واحدًا من أهم الوسائل لتحقيق التقدم والازدهار في المجتمعات. إنه يساهم في توفير الخدمات والسلع التي يحتاجها الأفراد، ويسهم في تحسين مستوى الحياة بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، يمنح العمل الفرد الفرصة للتنمية الشخصية والمهارات. يمكن للعمل أن يساهم في تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الاستقلالية المالية. يمكن للفرد أن يشعر بالرضا عندما يعمل ويساهم في المجتمع بما لديه من مهارات ومواهب.

ومن الجدير بالذكر أن العمل ليس محصورًا في المجال الاقتصادي فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المجالات الاجتماعية والثقافية والتطوعية. يمكن للفرد أن يساهم في تطوير المجتمع ومساعدة الآخرين من خلال العمل التطوعي والمشاركة في الأعمال الخيرية والمبادرات الاجتماعية.

بالاختصار، يعتبر العمل ركيزة أساسية في بناء المجتمع وتحقيق التقدم. يساهم في تلبية احتياجات الأفراد وتحقيق الاستقلالية والتنمية الشخصية. يمكن للفرد أن يجد الرضا والإشباع عندما يساهم بمهاراته وجهوده في العمل وفي خدمة المجتمع بشكل عام.

العودة لصفحة شرح نصوص محور العمل