موضوع حجاجي محور من شواغل عالمنا المعاصر 9 أساسي
موضوع حجاجي محور من شواغل عالمنا المعاصر التاسعة أساسي
موضوع حجاجي محور من شواغل عالمنا المعاصر 9 أساسي.

من شواغل عالمنا المعاصر
التعليمة :
إنتهج صديقك منهج النفاق و الرياء والكذب للتعايش مع المحيطين به مُعتبرًا ذلك وسيلة لتحقيق مكاسب
شخصية دون تعب, فساءك صنيعه و أردت أن تبين له خطورة مثل هذه السلوكيات .
التحرير:
صادقت خالدًا منذ سنوات طويلة و رغم اختلاف طباعنا إلّا أنّي كنت أعدّه من المقربين غاضا عن
الطرف عن سمات أخلاقية كنت أحسبها ستضمحل بتقدم الأعوام, بيد أنّه واصل على ذات النهج فتراه
مرة يكذب وتارة يُكثر من المديح و الإطراء حتى بلغ مرحلة الرياء والنفاق . فخاطبته مرة قائلا :
أيا خالد أنّي و الله أراك تسير في منهج ضلال, فتعمد إلى تزييف الحقائق و تلميعها حتى تتناسب
مع أهوائك و مصالحك .و إنّ هذا ما حذرنا منه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال : آية
المنافق ثلاث : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خان .
لقد صرت تستهين بالكذب حتى غدا عندك عادة ذميمة و قبيحة, أصبحت عاجزا دونها عن المضي في
حياتك . فهل ترضى أن تبني حياتك على كذبات صارت دون وعي منك تكبر وتكبر فإذا هي ككرة الثلج
أو نارًا أوقدتها فاحترقت بلهيبها . فلتعلم يا صاحبي أنّ حبل الكذب قصير و لا بد إن عاجلا أم آجلا أن
ينكشف أمرك فتصغرُ في عيون الناس فتصبح منبوذا و مكرها .
أصبحت أراك تتملّق هذا و تمطر ذلك بالمدح من أجل أن تكسب الود وتحقق مصلحة دنيوية زائلة لا منفعة منها, إنك يا خالد بهكذا أخلاق لن تكسب احترام الناس كما تدعي فالبون شاسع بين اللباقة و هي حسن التصرف و بين النفاق و هو عمل ذميم بائس, إذْ يقول الله تعالى : إن المنافقين في الدرك
الأسفل من النار . فحذار يا رفيق العمر أن تخسر دنياك وآخرتك . . واسع للالتزام بتعاليم دينك وبأخلاق
نبيك علك تعود إلى الجادة .
وقع حديثتي على خالد موقعا حسنا فقد علت الحسرة محياه و احمرت وجنتاه خجلا, مضى دون أن ينبس ببنت شفة و لكنّي أدركت أني قد أحسنت مخاطبة جوانحه و فؤاده.