الثالثة ثانويالعربية 3 ثانوي

شرح نص أبو دلامة و المهدي – مع الإجابة عن الأسئلة – محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم

يقدم لكم الموقع التربوي نجحني شرح نص أبو دلامة و المهدي . ثَالِثَةٌ ثانَوِيّ مِحْوَر مِحْوَر الفكاهة وَالْهَزْل فِي الْقَصِّ الْعَرَبِيّ الْقَدِيم ثَالِثَةٌ 3 ثانَوِيّ شَرْح نَصَّ أَبُو دُلَامَةَ و الْمَهْدِيّ لِلْكَاتِب إِبْرَاهِيم الْحُصَرِيّ يَنْدَرِج ضَمِن المحور الْأَوَّل : الفكاهة وَالْهَزْل .

شرح نص أبو دلامة و المهدي
شرح نص أبو دلامة و المهدي

التّقديم نص أبو دلامة و المهدي
نصّ قَصَصِي لِإِبْرَاهِيم الْحُصَرِيّ ، استمدّ مِن ” جَمْع الْجَوَاهِرِ فِي الْمِلْحِ و النّوادر “ ، يَنْدَرِج ضَمِن مِحْوَر : ” الفكاهة و الْهَزْل
تالثة ثانَوِيّ شُعَب عِلْمِيَّة مِنْ كِتَابِ النُّصُوص عَلَامَات تَعْلِيم تُونُس

الْمَوْضُوع نص أبو دلامة و المهدي
حِيلَة أبِي دُلامَةَ للتخلّص مِنْ وَرْطَتِهِ

التَّقْسِيم نص أَبُو دُلَامَةَ و الْمَهْدِيّ
الْمَقَاطِع
حَسَب مِعْيَار الْمَضْمُون
⇐ مِنْ الْبِدَايَة ⇐⇐⇐⇐⇐ مِن المهديّ : التّكليف
⇐ فَقَال : أَنَا أَحَدٌ ⇐⇐⇐⇐ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ : الْإِنْجَاز
⇐ البقيّة : الْمُكَافَأَة

الْمُقْطَع الأوّل : التّكليف
دَخَل ⇐ فَقَال : أَفْعَال ( إحْدَاث )
أَبُو دُلَامَةَ ⇐ المهديّ ⇐ عِيسَى بْنُ مُوسَى ⇐ العبّاس بْن محمّد ⇐ نَاسٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ : شخصيّات
مَجْلِس المهديّ : أَطار مكانيّ
عَصْر الْخَلِيفَة المهديّ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُور : أَطار زمانيّ
توفّر مقوّمات القصّ فِي هَذَا النصّ
النصّ ذُو بِنِيَّة قصصيّة

السّارد مُحايد فِي هَذَا النصّ : لَا يُشارك فِي الْأَحْدَاثِ
يَا أَبَا دُلامة / يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : يَا : حَرْفُ نِدَاءٍ لِلْقَرِيب ( قُرب أبِي دُلامَةَ مِن المهديّ : قَرُب مادّيّ ) لِلْبَعِيد ( بُعد فِي
الْمَرْتَبَة الاجتماعيّة : خَلِيفَة ⇐ أَحَدُ أَفْرَادِ الرعيّة )

لبّيْكَ : مَصْدَرٌ مَنْصُوبٌ مُضَافٌ ثُنّيَ عَلَى مَعْنَى التَّأكيد ، مَعْنَاه : لزومًا لِطَاعَتِك واتِّجاهًا إلَيْك
اهجُ : أَمْرٍ فِي مَعْنَاهُ الأصليّ : طَلَب الْقِيَام بِالْفِعْلِ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِعْلَاء
مَنْ : مَوْصُولٌ اسْمِيٌّ ( الْعَاقِل )
هَذَا الْمَجْلِسِ : مركّب بَدَلِيّ : فَاعِل
لكَ جَائِزَةٌ : مُبْتَدَأٌ
لم… إلاّ : نَفْي اسْتِثْنَاءٌ = حَصْر : يُفِيد التّأكيد
الْعَلَاقَةِ بَيْنَ أَبِي دُلامَةَ و المهديّ : عِلاقَة عموديّة : عِلاقَة أَمَر بِمَأْمُور ( اخْتِلَاف الْمَرْتَبَة الاجتماعيّة )
عِلاقَة تُفْتَرَض الطّاعة و الِامْتِثَال و الْخُضُوع
هُنَاك طلبٌ قُدّم مِنْ طَرَفِ الْخَلِيفَة

هَذَا الطّلبُ يفترضُ سُرْعَة التّنفيذ دُون تردّد و هُنَا تَكْمُن الْمَأسَاة
هَذَا الطّلبُ القاتلُ عِبَارَةٌ عَنْ فخّ نَصْبُه المهديّ لِلإِيقَاع بِأَبِي دُلَامَة و للعبث بِهِ فِي مَجْلِسِ الْخِلَافَة
فالطّلبُ فِي ظَاهِرِهِ دَعْوَةٍ إلَى قَوْلِ الشّعر ( غَرَضٌ الْهِجَاء ) حتّى تُطْرِب الْأَنْفُس و تهتزّ الْأَفْئِدَة ، و لكنّه فِي بَاطِنِهِ فخّ قَاتَل
ترسمُهُ تِلْك الْعَلَاقَة العموديّة بَيْنَ الْأَمْرِ ( الْخَلِيفَة ) و الْمَأْمُور ( أَبُو دُلَامَةَ ) : عِلاقَة لَا يُمكن أَن تمحوها تِلْكَ الْعِبَارَةِ
المُخادعة ( مَن شِئْت ) التّي أَرَاد صاحبُها أَن يُعمّق حَيَّرَه أبِي دُلامَةَ و أَنْ يَزِيدَ مِنْ عَبَثُه بِه
الطّلب ، بِهَذَا الْمَعْنَى ، تحوّل إلَى قَرَارِ بِالْإِعْدَام . فالتّنفيذ سيسقط رَأْسِ أَبِي دُلامَةَ إذَا هَجَا أَحَدُ أَفْرَادِ الْمَجْلِس ( كلّهم مِن
أَعْيَانُ الْقَوْمِ ) و عَدَمِ التَّنْفِيذِ سَيَجْعَل الرّأس فِي خَبَرِ كَانَ أَيْضًا ( عِصْيَان أَمَرَ الْخَلِيفَةُ ) و كأنّ الْجَائِزَة ( الْمُكَافَأَة ) ستتحوّل
هُنَا إلَى سَيْفِ بِيَد الجلاّد و أَمَر بِتَخْلِيص أبِي دُلامَةَ مِنْ رَأْسِهِ
هَذَا الْمَوْقِفُ يُضفي :
⇐ شُعُورًا بالشّفقة عَلَى أَبِي دُلامَةَ ، فمجلس الْخَلِيفَة تحوّل إلَى فخّ مُميتٍ لَا يُعْبَأُ بمصائر الْبَشَر ( كلّ همّه التّسلية و الضّحك )
⇐ طَابَعٌ التّشويق عَلَى هَذَا النصّ القصصي ، فالقارئ سيتساءل عَن مَصِير هَذَا البَطَل فِي لَعِبُه الْمَوْت هَذِه

الْمُقْطَع الثّاني : الْإِنْجَاز
أَنَا : ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ = ضَمِير المتكلّم الْمُفْرَد
ثمّ : التمهّل و الِاسْتِرْخَاء
سيحدّد الضّمير الْمُنْفَصِل ( ضَمِير المتكلّم الْمُفْرَد ) مَصِير الشخصيّة الرئيسيّة و سيُطوّر سرديّة النصّ و سَيُبَيَّن حَرَكَة
الْمَعْنَى فِيهِ ، ذَلِك أنّ هَذَا الْمَلْفُوظ سيُكرّس بِدَايَة انْفِلَات الْأُمُورِ مِنْ يَدِ الْخَلِيفَة و سَيَبْدَأ فِي تَكْسِير تِلْك التراتبيّة
الاجتماعيّة التّي نَهَضْت عَلَيْهَا لَعِبُه الْمَوْت الغادرة

ضَمِير الْأَنَا :
⇐ إعْلَان لاستفاقة الذّات مِن صدمتها
⇐ إثْبَات لِقُدْرَتِهَا عَلَى تَفْكِيكٌ حَبَائِل لَعِبُه الْمَوْت تِلْك

⇐ انْتِمَاء و انْشِقَاق فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ : انْتِمَاء إلَى الْجَمَاعَةِ فِي الصّفة ( ” شَرِيف ” ) و خُرُوج عَنْهَا فِي الْمَفْهُومِ ( الشّريف :
الْمَكَانَة الاجتماعيّة ⇐ الرّفعة و السموّ ←الشّريف = الْعَاقِل المُفكّر )

⇐ إعْلَان صَرِيحٌ عَنْ تَفْعِيلٌ سَلَّطَه الْكَلِمَةُ فِي وَجْهِ كَلِمَة السّلطة
إنّ طُول المدّة الزمنيّة بَيْن إعْلَان ” الْأَنَا ” المتفرّدة و بَيْنَ فِعْلِ الْإِنْشَاد ، يَعْكِس بِدَايَة سَيْطَرَة أبِي دُلامَةَ عَلَى الموْقِفِ . و
كأنّ صَمْتُه بِدَايَة إخْلَال بالعلاقة التراتبيّة بَيْنَه و بَيْن الْخَلِيفَة ، فَالْأَمْر الذّي يَسْتَوْجِب التّنفيذ الْعَاجِل سَقَط رُكْنٌ أساسيّ فِيه ( السّرعة )

اشْتِغَال مِلْكِه الْعَقْل يَظْهَرُ فِي هَذَا الْبِنَاءِ الْمَنْطِقِيّ الذّي سيّج الْخَطَّابِ فِي الْمُقْطَع الثّاني للتخلّص مِن الفخّ المُميت :
⇐ يَجِبُ أَنْ أهجو أَحَدُ أَفْرَادِ هَذَا الْمَجْلِسِ تَنْفِيذًا لِأَمْرِ الْخَلِيفَة
⇐ أَنَا أَحَدُ أَفْرَادِ الْمَجْلِس
إذْن : مِن حقّي أَن أهجو نَفْسِي
بِنَاء منطقيّ عَصْف بِحِيلَة الْخَلِيفَة و كَانَ سَبَبًا فِي النّجاة و الظّفر
مَضْمُونٌ الْبَيْتَيْن الشّعريين يَكْتَسِب طرافته مِن :
⇐ رَسْم صُورَة كاريكاتورية لِأَبِي دُلَامَة ، فَكَان قِرْدًا إذَا لَبِسَ عِمَامَتَهُ و خِنْزِيرًا إذَا نَزْعُهَا . كَمَا سُلِبَت الشخصيّة مِنْ قِيمَةِ كَثِيرًا مَا افْتَخَر بِهَا الْعَرَبُ ( الْكَرْم )
⇐ خَرَجَ عَنْ الْمَأْلُوفِ و الْعَادَة ، فالشّاعر العربيّ عِنْدَمَا يتعلّق الْأَمْر بِشَأْن الْأَنَا نَرَاه يُعلي مِنْ شَأْنِهَا و يَرْفَعْ مِنْ قِيمَتِهَا
( الْفَخْر ) ، و مِن النّادر أَنْ نَرَى شَاعِرًا يَهْجُو إنَاه و يُعرّض بِذَاتِه

النَّتِيجَة :
⇐ ضَحِك الْخَلِيفَة : مِنْ مَضْمُونِ الْبَيْتَيْن الشعريين
⇐ سُرُور الْقَوْم : لأنّهم تجنّبوا تَشْهِير أبِي دُلامَةَ بِهِم
هَذِهِ النَّتِيجَةَ تُفْتَرَض حُصُول الْمُكَافَأَة ، فَأَبُو دُلَامَة نفّذ مَا هُوَ مَطْلُوبٌ مِنْهُ وَ الْخَلِيفَة عَلَيْه تَنْفِيذُ مَا وَعَدَ بِهِ ( الْمُكَافَأَة )
تَحْقِيقًا لِذَلِكَ الْعَقْدِ الذّي أسّسه الْخَطَّابِ فِي الْمُقْطَع الأوّل ( الْهِجَاء ⇐⇐⇐⇐⇐ الْجَائِزَة )

الْمُقْطَع الثّالث : الْمُكَافَأَة
اسْتَخْدَم أُسْلُوب الحِوَار لِنَقْل الْمُنَاظَرَة و الْمُحَاوَرَة بَيْن الْخَلِيفَة و أبِي دُلامَةَ
محوره نَوْع الْمُكَافَأَة
الْهَزْل يَتَجَزَّأُ فِي قُوَّةِ الْحِيلَة و الْمَنْطِق و الْحِجَّة فَقَد وَظَّف أَبُو دُلَامَةَ أُسْلُوب الْمَنْطِق
لإِقْنَاع الْمَهْدِيِّ عَلَى أَنَّ يَحْصُلَ عَلَى مُبْتَغَاهُ
يُنْتَقَد الْكَاتِب تَهَوَّر الْخَلِيفَةُ الْمَهْدِيُّ و تيذيره لِلْمَال الْعَامِّ فِي أَتْفَه االامور فَقَد مُنِحَ أَرْضًا
عَامِرَة مِن أَمْلَاك الدَّوْلَة لِأَبِي دُلَامَة لِمُجَرَّد نُكْتَةٌ تَافِهَة لَا مَعْنَى لَهَا .

نصّ إِبْرَاهِيم الْحُصَرِيّ
النصّ
دَخَلَ أَبُو دُلَامَةَ عَلَى المهديّ و عِنْدَه عِيسَى بْنُ مُوسَى و العبّاس بْن محمّد و ناسٌ مِنْ بَنِي هاشمٍ . فَقَال المهديّ : يَا أَبَا
دُلَامَة . قَال : لبّيك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَال : اهجُ مَنْ شِئْتَ ممّن ضمّهُ هَذَا المجلسُ و لكَ جَائِزَةٌ
فَنَظَرَ فِي القومِ فَلَم يَرَ إلاّ شَرِيفًا قَرِيبًا مِنْ المهديّ . فَقَال : أَنَا أحدُ مَن فِي المجلِسِ ، ثمّ أَنْشَد :
إلَّا أبلغْ إليكَ أَبَا دُلَامَة *** فَلَيْسَ مِنْ الْكِرَام و لَا كرامَهْ
إذَا لَبِسَ العمامَة كَان قِرْدًا *** و خِنْزِيرًا إذَا نَزَعَ العمامَهْ
فضحِكَ المهديُّ و سُرَّ القومُ إذْ لَمْ يُسَوِّدْ بأحدٍ مِنهم
فَقَال المهديّ : تمنّ . فَقَال : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، تأمُرُ لِي بِكَلْب صيدٍ . فَقَال : و مَا تصنعُ بِه ؟ فَقَال : إنْ كَانَتْ الْحَاجَةُ لِي فَلَيْس
لكَ أَن تتعرّض فِيهَا . فَقَال : صدقْتَ ، أعطوهُ كَلْبًا . فَقَال : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا بُدّ لِهَذَا الْكَلْبِ مِنْ كلاّبٍ . فَأَمَر لهُ بغُلام
مملُوكٍ . فَقَال : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أ وَ يتهيّأ لِي أَنْ أصيدَ راجِلا ؟ فَقَال : أعطوهُ دابّة . فَقَال : و مِن يَسُوسُ الدّابّة ؟ فَقَال :
أعطوهُ غُلَامًا سَائِسًا . فَقَال : و مَنْ ينْحَرُ الصّيْدَ و يُصْلِحُهُ ؟ فَقَال : أعطُوهُ طبّاخا . فَقَال : و مِن يُؤْويهمْ ؟ فَقَال : أعطُوهُ دَارًا .
فَبَكَى أَبُو دُلامة و قَال : و مَنْ يَمُونُ هَؤُلَاء كُلّهم ؟ فَقَال : يُكْتَبُ لهُ إلَى الْبَصْرَةِ بِمِائَة جَرِيبٍ عَامِرَة و مِائَتَي جَرِيب غَامِرَةٌ .
فَقَال : و مَا الغامرة ؟ قَال : التّي لَا نباتَ فِيهَا . قَال : فَأَنَا أعطيكَ مِائَتَيْ أَلْفٍ جَرِيبٍ مِنْ فَيَافِي بَنِي أَسَدٍ . فضحِكَ و قَال : مَا ت
ُريدُ ؟ قَال : بَيْتِ الْمَالِ . قَال : عَلَى أَنَّ أُخرِجَ المالَ مِنْهَا . قَال : فإذًا يصيرُ غامِرا
فاسْتَفْرَغَ ضَحِكًا و قَال : اذْهَبْ فَقَد جَعَلْنَاهَا لَك كلّها عَامِرَة
إِبْرَاهِيم الحصريّ
جَمْع الْجَوَاهِرِ فِي الْمِلْحِ و النّوادر
الْقَاهِرَة د . ت ، ص . ص : 110⇐ 111 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى