التعليم الثانويالثانية ثانوي

تدريب على المقال الأدبي محور الرومنطيقية – الثانية ثانوي

تدريب على المقال الأدبي محور الرومنطيقية السنة الثانية ثانوي.

يعتبر الأدب الرومنطيقي من أهم الحركات الأدبية في التاريخ، إذ جاءت هذه الحركة كرد فعل على الثورة الصناعية وتحوّلات المجتمع الحديث. وقد عرفت الحركة الرومنطيقية تأثيرًا كبيرًا على الأدب العربي، إذ تم استيحاء أفكارها ومبادئها في الأدب العربي المعاصر.

الموضوع: فرض حول الرومنطيقية مع الإصلاح

يذكر البعض أن الرومنطيقيين لجؤوا إلى الطبيعة المسالمة والسخية في محاولة للهروب من فوضى المجتمع البشري وقسوته وجهله. وهذا القول يستدعي التحليل والنقاش.

المقدّمة:

فيما يخص التحليل، يمكن تبني مضمون هذا القول، إذ يعكس الرؤية الرومنطيقية التي تدعو إلى العودة إلى الطبيعة والبعد عن الحضارة الحديثة المعقدة والمتشابكة. ويتجلى ذلك في أعمال الشعراء الرومنطيقيين العرب مثل الشاعر أحمد شوقي وغيره، الذين ركّزوا على جمال الطبيعة وبساطتها وتمتعوا بتصويرها بأسلوب رومنطيقي يتسم بالغموض والرمزية.

من ناحية أخرى، يمكن دحض جزئي لهذا القول، فلا يمكن اعتبار أن الرومنطيقيين هربوا بالفعل من فوضى المجتمع البشري، بل كانت رؤيتهم تتمثل في إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وتشجيع الإنسان على العودة إلى جذوره وتراثه الثقافي. وبالتالي، يمكن اعتبار الرؤية الرومنطيقية العربية كمحاولة للهروب من مجتمع الفوضى والجهل إلى عالم آخر يتميز بالبساطة والجمال.

الجوهر:

أعتبر الرومانطيقيون الطبيعة ملجأً آمناً من شر الإنسانية، حيث تمنح الكائنات الحية ملاذاً آمناً من العداء والتناحر والتخريب. ولقد أصابت الحروب العالميتان الفنانين والأدباء المرهفي الحس، فكان لجوؤهم إلى الفضاء الطبيعي ردة فعل ثورية ساخطة. وقد اختاروا الطبيعة لأنها تتماشى مع مبادئهم الإنسانية المتعاطفة مع الضعفاء المهمشين. على سبيل المثال، يتساءل جبران عن سر الحروب الوحشية، ساخراً من المتناحرين ومتحسراً على الضحايا: “ما عسى أن يصير إليه العالم بعد أن تنتهي الجبابرة من صراعها؟ هل يعود القروي إلى حقله حيث زرع الموت جماجم القتلى؟”.

محاولة الأديب الرومنطيقي في هذا المقال هي تحفيز البشر على تطهير نفوسهم الآثمة من خلال التأمل في الجمال الطبيعي الذي يعكس المنح الإلهية من حكمة وسخاء وعدل. وقد قام أبو ماضي بمعاتبة الإنسان الجاحد لخيرات الخالق، وأشار إلى أن الأرض ملك الله والسماء والأنجم.

ومن خلال هذا المقال، ندرك أن الطبيعة تشكل ركنًا أساسيًا في الأدب الرومنطيقي، حيث يستمد الكتاب والشعراء الإلهام من جمالياتها ومناظرها الخلابة. وبالتالي، يتمكن الفنانون من خلق الصور الشعرية والتعبير عن أفكارهم بشكل أكثر إيحاءً وجمالًا.

وبقدر ما تحتضن الطبيعة جمالياتها الروحانية والجمالية، فإنها تعد أيضًا ملاذًا للإنسان في تخفيف الألم والشر والعدائية التي يواجهها في الحياة. وهذا السلوك الذي يتبعه الرومنطيقيون في الاستجمام والتأمل في الطبيعة، يمكن أن يكون هروبًا مقصودًا من مواجهة البؤس، لكنه في الوقت نفسه يبقى موقفًا نقديًا وثوريًا وإصلاحيًا.تدريب على المقال الأدبي محور الرومنطيقية

الخاتمة:

بشكل عام، يمكن القول أن الطبيعة تشكل عنصرًا هامًا في الأدب الرومنطيقي، حيث توفر مصدرًا للإلهام والتحفيز للإنسان على التأمل والاستجمام، وفي نفس الوقت توفر له ملاذًا لتخفيف الألم والشر والعدائية. ومن خلال هذا المقال، يتم تذكير القراء بأهمية التأمل في الطبيعة وتحفيزهم على تطهير النفوس.

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.