التعليم الأساسيالسنة التاسعة أساسي

تدريب على تحليل موضوع إنشائي محور العمل

تدريب على تحليل موضوع إنشائي محور العمل للسنة التاسعة أساسي. يقدم لكم الموقع التربوي نجحني كل ما يخص السنة التاسعة أساسي في كل المواد وكل الثلاثيات (الثلاثي الأول، الثلاثي الثاني، الثلاثي الثالث) : دروس، فروض، تمارين، كتب مدرسية،تمارين مع الإصلاح… كما يقدم لكم من خلال مجموعتنا على الفايسبوك كل ما يهم النوفيام. نحاول أن نوفر لكم كل سبل النجاح بشكل مثالي ومجاني… نريد أن نكون شركاء نجاحكم

تدريب على تحليل موضوع إنشائي محور العمل
تدريب على تحليل موضوع إنشائي محور العمل

الموضوع عدد1


الموضوع:


فاز أحد أقاربك بثروة فانقطع عن العمل. وآثر الراحة متعللا بأن الثري في غنى عن العمل. فحاولت أن تقنعه بأن
فضل العمل لا يقتصر على الربح المادي وإنما يتجاوزه إلى تحقيق الذات وإلى النهوض بالمجتمع .
أنقل ما دار بينكما من جوار مركزا على ما اعتمدت من حجج لتعديل رأيه وإقناعه بوجهة نظرك .


I- التفكيك والفهم:


1- المعطى:
– يقدم السياق الحافز على الحوار
– يشير إلى موقفين مختلفين من العمل:
أ – أطروحة مدحوضة ضمنية: الثري في غنى عن للعمل: الاقتصار على الربح المادي .
الأطروحة المدعومة: مدى الحاجة إلى العمل: للعمل وظائف أخرى غير الربح المادي وأهمها تحقيق
الذات والنهوض بالمجتمع.
2- المطلوب :
يحدد نمط الكتابة : الحوار الحجاجي
طرفي الحجاج: المحاج (التلميذ) والمحجوج (القريب)
* سيرورة الحجاج: – دحض جزئي لوجهة نظر القريب .
– إثبات ودعم لوجهة نظر التلميذ .
المقصد من الحجاج: تعديل موقف القريب (تعديل بالإضافة)
– التعديل بالإضافة : موافقة القريب في ما ذهب إليه: الهدف المادي للعمل. ولكن ينبغي أن يقنع القريب بأن
للعمل أهداف أخرى.
* يقتضي الموضوع :
– أن يكون الحجاج غير متكافئ وأن ترحج فيه كفة وجهة النظر الثانية كما ونوعا .
– أن تكون الحجج المؤيدة لوجهة النظر الثانية أكثر من الحجج المؤيدة لوجهة النظر الأولى وأشمل وأدق .
– أن يتمكن صاحب وجهة النظر الثانية (التلميذ) من تحقيق المقصد وهو: تعديل موقف القريب (دحض جزئي)
وإقناعه بوجهة نظره (دعم وإثبات).
* يدعو إلى توظيف الحجج .


II- التخطيط:


1- المقدمة:
* تمهيد عام: يمكن الانطلاق من الإشارة إلى اختلاف الآراء حول ضرورة العمل ومدى الحاجة إليه على أن
نحسن التخلص من المدخل العام إلى المدخل السردي الخاص ومن المقدمة إلى جوهر الموضوع .

– نتجنب في التمهيد التصريح بأي موقف له علاقة بالحجاج.
** مقدمة خاصة :
– التأطير السردي للحوار الحجاجي (وجب أن يكون التأطير خادما للحجاج)
– الحدث: حصول قريب لك على ثروة مفاجئة .
– مصدرها: الفوز في مسابقة : يانصيب – رهان رياضي – برنامج تلفزي
– أثر هذا الحدث في سلوكه: الانقطاع عن العمل وإيثار حياة الراحة .
– استغرابك من مثل هذا السلوك واختلاق مناسبة لمحاورته قصد:
استطلاع تصوره للعمل: فضله يقتصر على الربح المادي.
• محاولة تعديل هذا التصور بإضافة مزايا أخرى للعمل.
– تجنب التخلّص إلى الحوار بطرح الأسئلة .
2- الجوهر:
* الأطروحة المدحوضة : الوظيفة الوحيدة للعمل تقتصر على الارتزاق والربح المادي.
– إن الإنسان بفطرته يميل إلى الراحة والاسترخاء لذلك يمارس العمل على أنه واجب ثقيل يؤديه لمجرد الارتزاق
أ- العمل يقترن بالمشقة والإرهاق :
علاقات متوترة بين
* نفسيا: التوتر النفسي نتيجة ضغوط العمل – ضرورة إنهاء العمل في وقت محدد
الأطراف المهنية – إمكانية التعرض للإهانة من قبل المشغل – انعدام الرغبة في ذلك العمل – الضجر – الشعور
بالاغتراب – الشعور بالاستغلال لضعف الأجر.
* جسديا : طول ساعات العمل – كثرة الأعباء المهنية – التعرض إلى الأخطار المهنية مثل حوادث الشغل نتيجة
انعدام أسباب السلامة المهنية في بعض المؤسسات الاقتصادية .
ب- الربح المادي هو ا الغاية الوحيدة من العمل:
– مطالبة العمال الدائمة بتحسين الأجور – التقاعس في العمل والتبرم منه نتيجة ضعف الأجر – انتظار ساعات
الانصراف من العمل على أحر من الجمر.
استنتاج جزئي: ما دام الربح المادي هو الفضل الوحيد للعمل فمن الحمق أن يعرض الثري نفسه إلى
متاعب العمل والحال أنه في غنى عنها والأولى به أن يصرف بقية حياته في الاسترخاء والاستمتاع بثروته .
* الأطروحة المدعومة: إثبات أن وظيفة العمل تتجاوز الارتزاق والربح المادي إلى تحقيق الذات والنهوض بالمجتمع.
أ- دحض أطروحة القريب دحضا جزئيا :
– الإقرار بفضل العمل في إشباع الحاجيات المادية للفرد من غذاء ومسكن ورعاية صحية وفي توفير أسباب
الرفاهة للفرد والعائلة .
– العمل يحفظ الكرامة ويضمن الاستقلال ويبعد شبح الذل والمهانة عن العامل وأسرته .

– إن الميل إلى الراحة والاسترخاء ليس صفة فطرية في الإنسان فحتى الحيوان يسعى ليحصل على قوته فما بالك
بالإنسان الذي ميزه الله بالعقل واستخلفه في الأرض ليعمرها .
– كل الأعمال مقترنة بالمشقة والإرهاق حتى وإن كانت متعبة فإن الشغف بالعمل وإدراك أبعاده العديدة يخففان
من وطأة الشعور بالإرهاق ويغمرانه بنشوة الخلق والظفر بمعنى الوجود .
– إن مطالبة العمال بتحسين أجورهم لا تعبر عن جشعهم لجمع المال من خلال العمل وإنما هي وسيلة للحصول على حقوقهم المادية وحتى وإن كان الأجر ضعيفا فهذا لا التقاعس عنه أو التبرم منه (العمال في اليابان يضعون شارة حمراء للتعبير عن مطالبتهم بالترفيع في الأجور دون أن ينقطعوا عن العمل أو يفتر حماسهم بأن العمل قيمة مقدسة)
– أغلب الأثرياء لم ينقطعوا عن العمل بل طوروا أعمالهم ووسعوا مجالات استثماراتهم. يقول “رجب بودبوس”
هذا السياق : “إن الأثرياء الذين لا يعملون يفقدون الإحساس بالوجود ويضطرون إلى أن يقتلوا الوقت في ما
يبرر وجودهم فيكون الشعور بالخواء نصيبهم .”
– إن الثروة مهما كانت طائلة يمكن أن تنفذ إن بذرنا أموالنا ولم نحرص على تنميتها وتراكمها بالعمل.
ب- عرض أطروحتك ودعمها: فضل العمل يتجاوز الربح المادي إلى:
* تحقيق الذات :
* نفسيا :
– العمل يمنح الإنسان معنى الوجود ويقوي العزيمة ويغرس في العامل التجلد والاجتهاد والتضحية. يقول توفيق
الحكيم : “لا راحة بغير عمل ولا لقمة بغير عرق ولا ثروة بغير إنتاج”
– بالعمل تتحقق الأحلام وتتجسم على أرض الواقع.
– التفنن في العمل مصدر لذة ينسى به الإنسان التعب ويجعله محل تمجيد واحتفاء مما يدعم ثقته بنفسه
ويجعله يفخر بوجوده الإنساني رغم ضالته فيحقق إنسانيته ويرتقي بالعامل من المرتبة الحيوانية ويضمن لنفسه
الكرامة والمكانة الرفيعة .
– العمل يطرد اليأس والتشاؤم ويغمر النفس بالأمل، يقول محمود تيمور: “أصبحت معتقدا أن الإيمان بعمل ما
والشغف به هو خط الدفاع الذي يحمي المرء من مكاره اليأس والقلق .”
– بالعمل يغلب الإنسان العدم ويقهر الموت إذ يموت العامل وتبقى آثاره مخلدة له وبذلك يعتبر العمل سبيلا
للخلود (الاختراعات العلمية، برج إيفل، الأهرامات …)
* ذهنيا :
– العمل مجرد وسيلة لتلبية الحاجات المادية بل هو قدرة الإنسان على الخلق مجسمة في منتج (منضدة النجار،
شجرة الفلاح التي يتضاعف إنتاجها …)
– بالعمل يصبح الإنسان قادرا على إعمال العقل في كل عمل منجز ليبدع من خياله صورا حية ناصعة يجسمها
وبذلك يحقق تميزه عن الحيوان بالعقل ويرتقي إلى مرتبة الإنسانية .

– إن العمل يدفع بالعامل إلى تنمية معارفه ليكون مواكبا لأحدث ما جد في مجاله المهني: اختيار مهن جديدة
يراها مناسبة لمؤهلاته ومقتضيات العصر.
* أخلاقيا:
– العمل يحفز الإنسان على التحلي بالأخلاق المهنية الفاضلة (الإخلاص – الحرص على الجودة والإتقان –
الأمانة – – الضمير المهني – الصدق اجتناب الغش – احترام المواعيد …) للنجاح في عمله ومتى تحلى العامل بهذه
الفضائل صارت قيما ثابتة لديه يستهدي بها في إطار العمل وخارجه فيتهذب خلقه ويصبح قدوة صالحة لكل
يحتك به.
– العمل يدفع المرء إلى أن ينفق وقته في ما ينفع فينأى عن الرذائل ويمتنع عن مخالطة رفاق السوء وارتياد
الأماكن والفضاءات المشبوهة .
ذوقيا:
– العمل يجسم القدرات الفنية الإبداعية للإنسان ويهذب ملكاته الجمالية إذ يعبر عن قدراته على نحت الجمال
وتحويل القبيح إلى جميل والتافه إلى مفيد نافع.
عقائديا:
– العمل يوثق صلة العامل بالله تعالى إذ العمل النافع ضرب من العبادة وشكل من
الأشكال التي تتحقق بها
وظيفة الاستخلاف في الكون وتعميره ومن أجلها وجد الإنسان على وجه البسيطة. قال تعالى: ( وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
– العمل عبادة: “ما أشبه العمل بالصلاة، فما الصلاة إلا تأمل في صميم الوجود وترفع عن توافه الدنيا وصغائر
العيش. وما العمل إلا عزوف عن التفاهة والفراغ” . تدريب على تحليل موضوع إنشائي محور العمل
صحيا:
– إن كثيرا من الأعمال تنمي المهارات الجسدية واليدوية وتدفع إلى الحركة والنشاط مما يساهم في سلامة
الجسد ودوام حيويته .
الاستنتاجات الجزئية :
أ- التنفير من سلوك الأثرياء الذين آثروا حياة الراحة : تشبيههم بالحشرات التي تستمد حياتها من دماء الحيوان
الساعي وباللص الذي سرق حلي العروس ليلة عرسها كما تدريب على تحليل موضوع إنشائي محور العمل ورد على لسان جبران خليل جبران .
ب- الترغيب في العمل باعتباره ليس مجرد وسيلة للارتزاق بل محققا لذات الفرد في كل أبعادها وسبيلا أوحد
للظفر بالسعادة وبذلك لا تكون حاجة الإنسان إلى العمل حاجة ظرفية مقترنة بالمال بل هي حاجة دائمة دوام
حياته وشرط أساسي لا يستقيم وجوده من دونه .
* في مستوى الروابط الاجتماعية :
– بالعمل يعبر الناس عما ينبغي أن يسود بينهم من تعاون ونزعة غيرية لذلك يبذلون تضحيات كبيرة في سبيل الرقي بالبلاد .

– متى انصرف الناس جميعا إلى العمل وأخلصوا له أدركوا قيمة العطاء وصفت أنفسهم من أدران الأنانية
وشوائبها ونذروا حياتهم لإسعاد الآخر.
المستوى الاقتصادي :
– بالعمل يتحول المجتمع إلى مجتمع مؤمن بقيمة العمل وجدواه: أنموذج الصين التي تحولت إلى قوة اقتصادية
كبرى رغم اتساع مساحتها وكثرة سكانها وقلة موارد الطاقة فيها وذلك بفضل إيمان الصينيين بقيمة العمل.
الاستنتاج النهائي: دعوة القريب إلى تعديل نظرته للعمل:
– إن العمل لا ينجز لمجرد الربح المادي بل عن العمل شرط ضروري لتحقيق ذات متوازنة في كل أبعادها
وعامل أساسي للنهوض بالمجتمع في كل مستوياته .
– إن الحاجة إلى العمل ليست حاجة ظرفية تنتهي عند الحصول على الثروة بل هي حاجة دائمة بدونها يختل
توازن الفرد ويتقهقر المجتمع.


3- الخاتمة:

مآل الحوار والاستنتاج العام
أ- اقتناع تدريجي للقريب .
ب- أثر اقتناع القريب :
* في نفسه (المشاعر والأحاسيس): الشعور بالخجل لما سبق أن عبر عنه من اعتداد بالمال واحتقار للعمل وإيثار
لحياة الراحة والبذخ (احمرار الوجه، طأطأ الرأس، التلعثم في الكلام)
في ذهنه: (الأفكار)
– تعديل نظرته للعمل فما عاد ينظر إليه على أنه عبء ثقيل يؤدى لمجرد الارتزاق بل صار يتمثله أمرا ضروريا
هو کائن فاعل في المجتمع مما يجسم إنسانيته ويؤكدها .
– إدراكه لما كان خافيا عنه: ما للعمل من دور هام في تحقيق الذات في كل أبعادها وفي النهوض بالمجتمع في
كل مستوياته .
– تغير تصوره للسعادة: السعادة لا تكمن في المال وإنما في العمل.

الموضوع2

أوضاع مزرية غاشمة ، حياة خصاصة و فقر بائسة ، أجرة متواضعة، نصب و مشقة لا مهرب منهما، أحلام و هواجس تراوده فتسرق عقله و تنسبه واقعه و عمله و حياته
غرق في بحر من النقاهة و الفراغ و تقاعس عن عمله و ترك الدنيا تريه وجهها العبوس القمطرير فقد لفظته لفظ النواة. فاستسلم القدره موقنا أن الحياة الكريمة ليست من
نصيبه فنجاحه فيها ليس الا ضربة حظ ، بيد أنه لم يفكر في العمل و لو لحظة واحدة فأضحى محتفرا مستصغرا من قبل أقرانه ، هذا هو حال جارنا سلیم فنی تقترن
سعادته بكلمتين اثنين فتاة و سيارة ، و لا يعنيه كيف يحصل عليهما بل كل أمله و هدفه هو أن يظفر بهما دون جهد أو جهاد . حلمه هو أن تمطر السماء ذهبا من فوقه .
ساءني حاله و رأيت أنه يسبح في بحر من الجهالة متذرعا بمنطق معكوس، لذلك قررت إقناعه بأن نجاحه في هذه الحياة رهين كد بمینه، فرحت أخاطيه قائلا :

مالك يا سليم تركت عملك و رحت تقتل وقتك في ما لا ينفعك بل يهدر جهدك.

جميعكم تعتنقون المبدأ الزاعم أن العمل هو المفتاح المقلل الفقر و الخصاصة و هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح و لكني أرى أن العمل هو مشقة لا فائدة منها فمهما
عملت لن أستطيع تحقيق الأحلام التي أطمح أليها فسأهدر جهدي دون جدوى.
ارتسمت على محياي علامات الدهشة مستنكرا هذا العزوف عن العمل ، غير أني استجمعت شتات أفكاري ثم أردفت قائلا :
رغم أن العمل شاق و مضن إلا أنه يقي صاحبه الفقر و الحاجة والمهانة فلو عملت بجد و ملأت نفسك بالحسن و الإرادة لكان النجاح حليفك ، فكن على يقين أنك لو
أتقنت عملك و أقبلت عليه بكل عزم و ثبات فأنك قطعت تذكرة النجاح و سلكت طريفك بين المتعالين فبذلك تكون قد فزت بسعادتك و أثبت وجودك بين أقرائك
فكما يقال “من جد وجد و من زرع حصد و من سار على الدرب وصل
بقي صامتا لهنيهة ثم نظر ألي نظرة المستهتر و اجاب:
أنا لا أريد أن أكون حمارا بائــا أحمل أثقل الأتعاب على ظهري دون كلل ولا ملل ، أعمل طول النهار و أتضور جوعا في الليل . أفلا ترى الأغنياء كيف يعيشون حياة
الترف و البذخ ما يجعلهم يتلذذون بأجمل ما قد يحظى به الإنسان في حياته دون عمل أو أي جهد يذكر و هذا ليس لأنهم اجتهدوا كما قلت بل لأنهم كانوا محظوظين
و ذلك بسبب امتلاكهم لثروة طائلة . فما العمل إلا مضيعة للوقت و قتل للذات و اعتناق لمبدأ الحم
و قبل أن يسترسل في تزهاته قاطعته بكل ثقة:
لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات تعب و بأس بيد أن صاحب الإرادة الفولاذية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات ، فإذا تسلحت بالصبر
و العزيمة فلا القدر ولا الطبيعة سيوقفاتك عن تحقيق أحلامك و ترسيخ سعادتك، أفلا ترى الأثرياء يعانون من أمراض نفسية و اكتئاب حاد . هذا لأنهم لم يستطيعوا
أيجاد ما يبرر وجودهم و پیرهن على فعاليتهم فتراهم يقتلون أنفسهم و أوقاتهم في ما لا ينفعهم فهم يعجزون عن أيجاد بصمتهم في هذا الوجود بيد أن الحل هو العمل .
ف “ما العمل إلا استغراق في أعماق الحقائق و عزوف عن التفاهة و الفراغ ” ، ينبوع يدر على صاحبه الأمل ويحقق سعادته ، خط دفاع يحميه من شرور الخواء، فما
الإنسان إلا خليفة الله تعالى في الأرض يحاول جاهدا تبرير استحقاقه لهذا المنصب وذلك عن طريق عمله فيثبت أهميته و استعلاءه عبره ، لقوله تعالى “وقل أعملوا
فسیری الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.
تستمر في مكانه للحظة أيقنت فيها أنه أدرك خطأ موفقه ، لحظة مثلت خلاصة ماضبه و مفتاح مستقبله استطاع فيها تصحيح مسار حياته فمنذ ذالك اليوم غير حياته
و أقبل على عمله بكل إيمان و عزم ، فما العمل إلا إشباع للنفس بالإحساس و الإرادة و إثبات للوجود و تحقيق للسعادة فهو مدار الحياة به تزدهر و من دونه تنهار
و تنعدم


قال جاري :إن الحمل مضيعة للوقت فما هو إلا دعوة للوهن والإعياء، فنقضي ساعات طوال نجتهد لنتقاضى أجرا ضئيلا لا يضمن معيشة عائلة قليلة الأفراد.

ما الذي يجعلك تتخذ موقفا كهذا يا صويحبي ؟! أليس العمل أساس التقدم فبفضله تنمو الثروات ويتحسن مستوى العيش
فنقضي على الفقر والتخلف فما تحققت نهضة إلا والعمل عمادها والجد شعارها وما عمت الفاقة والحاجة أمة إلا والخمول
مستنقعها وما انتظرت المجاعات والأوبئة إلا وكان التقاعس في البحث عن سبيل التنمية بؤرتها، فاليابان لم تحقق نهضة
اقتصادية كبيرة والتحقت بالدول المتقدمة إلا بانكباب أفرادها على العمل رجالا ونساء، لذلك يعتبر الإخلاص في العمل عقلية
يجب ترسيخها في الثقافة المجتمعية لما له من فوائد جمة، كما يقول أحمد شوقي “يا أيها الجيل الذي يبني غدا /
كن في بنائك حازما مقداما.”

كيف تكون للعمل فوائد جمة وهو تعب وإرهاق فالعامل المجد كثور حراثه أو كجمل طاحونة يعمل دون هوادة حتى
تستنزف قواه، كما أن الجهد المضني يسبب الإرهاق والمشاكل الصحية مثل ضغط الدم وتصلب الشرايين وتقوس الظهر
و قصر النظر وغيرها من الأمراض والمشاكل النفسية كالتوترو الضغط النفسي والاكتئاب. لقد جعلت الحياة للاستماع
والعمل يكبل الحرية وينهك الزوح، فوحده العمل يسرق منا زهرة عمرنا ويفقدنا حيويتنا ويقضي على لحظات ثمينة من
حياتنا كان الأجدر بنا صرفها في التمتع بملذات الحياة، لذلك أنصحك ألا تنسى جارنا الذي أفنى عمره في العمل كيف نخرت
جسده التحيل العلل وغزا الشيب مفرقيه. فماذا جنى من إخلاصه في عمله . فإيك يا صويحبي أن تنسى نصيبك من المتعة
فلا تهدر طاقتك في العمل وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رؤحو عن أنفسكم ساعة بعد ساعة، إن القلوب إذا
كلت عميت.”
خلاصة القول ، العمل يستنزف الجهد ويكبل النفس أما التقاعس فهو السبيل لضمان حياة مريحة خالة من المشاق فلا جدوى
من الإخلاص في العمل.

هداك الله ،يا جاري العزيز ، فإني أراك توغل في طريق خاطئ . فالروتين والملل لا يصيب إلا من وهنت عزيمته
وضعف إيمانه بفوائد العمل. فأنت حتما تنسى الإرهاق والتعب إذا رأيت ثمرة عملك فكما قال الكاتب الليبي رجب بودوس
“العمل اثبات لوجود الإنسان”.أيضا، التفاني في العمل والالتزام بالضمير المهني يشعرك بالفخر والاعتزاز والرضا عن
النفس لأنك أكلت من ذوب اجتهادك وكد يمينك . إذن فالراحة الحقيقية تكمن في العمل و إتقائه واجب ديني وأخلاقي.
ـ مالك تخاطبني كأني عاطل لا نفع منه أنا، يا أخي، عامل أبذل جهدي لكني بكل بساطة أبحث عن راحة بدني و أنشد تقليل
الأعباء والمتاعب وهذا أمر طبيعي، كما أن الكسل والتقاعس ظاهرتان عامتان متفشيتان في المجتمع، فلك في إدارتنا
التونسية خير دليل موظفون نائمون وآخرون تركوا مراكز عملهم لترشف فنجان قهوة وذاك منهمك في تصفح مواقع
التواصل والمواطنون في انتظار من يتعطف عليهم ويقضي شؤونهم !

هنا تكمن الطامة الكبرى، لقد وضعت إصبعك على موضع الذاء ، فها أنت تقدم أفضل حجة تجعلنا نحارب نزوع العقال
إلى التقاعس و نحثهم على التحلي بالأخلاق المهنية الرفيعة و واجب الإخلاص في العمل .فهل كل من يحصل على منصب
في مؤسسة يعمل حقا ؟ هل يعي جميعهم ما ذكرت لك من معان نبيلة للعمل ؟ هل يوفون عملهم حقه ؟ وهل يتمستكون
بالأخلاق المهنية ؟ لا ! ومع ذلك، يبقى العامل المتقن كمثل النحلة تدر علينا عسلا شافيا، أما المتواكل فكمثل مرض خطير
معد، يخافه الناس و يلعنونه ويبعدون عنه فما رأيك يا جاري، أتريد نفسك كالنحل أم كالمرض المعدي ؟
بدت قطرات من العرق تتجمع على جبين الجار رغم برودة الطقس ثم قال :

لقد أحرجتني وفتحت بصيرتي عما كنت أجهل من تبعات سلوكي وساسعى لمنح عملي حقه كما أطالب بأن أمنح حقوقي
انتهى لقاؤنا وانصرف كل منا بعد أن تصافحنا وربت على كتفي شاكرا.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.