السنة السابعة أساسي

نشأة الحضارة العربيّة الإسلاميّة و تطوّرها إلى القرن 5 هـ / 11 ميلادي

دروس التاريخ السنة السابعة الثلاثي الثالث

دروس محور نشأة الحضارة العربيّة الإسلاميّة و تطوّرها إلى القرن 5 هـ / 11 ميلادي المحور الثالث من محاور التاريخ للسنة السابعة أساسي. درس من جملة دروس التاريخ سنة 7 اساسي يمكنكم أيضا قراءة درس الحروب بين روما وقرطاج-السنة السابعة أساسي.

درس ظهور الإسلام و إنتشاره

 مقدمة:

 شهدت شبه جزيرة العرب في بداية القرن 7م ظهور دين جديد هو الإسلام، وقد مثل ركيزة أساسية للدولة العربية الإسلامية الشاسعة التي امتد مجالها في أجزاء من آسيا وأفريقيا وبلغ جنوب غربي أوروبا.  

  فكيف ظهر الدين الإسلامي؟

   – وما هي ابرز مراحل انتشاره؟

I-  شبه جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام

1) الإطار الطبيعي:

– توجد شبه جزيرة العرب جنوب غربي قارة آسيا ، يحيط بها البحر الأحمر من الغرب والخليج العربي من الشرق وبحر العرب من الجنوب.

– وهي منطقة تغلب عليها الصحاري (صحراء النفوذ / صحراء الربع الخالي…)  فيها بعض الواحات أشهرها مكّة ويثرب . وفيها بعض المدن مثل مأرب وصنعاء وعدن باليمن (أقصى الجنوب)

2) الوضع الاقتصادي والاجتماعي :

*- اقتصاديا: – فلاحة  بالجنوب (اليمن) حيث تتوفر الأمطار الموسمية الصيفية، وببعض الواحات.

– تجارة القوافل الصحراوية (بالإبل).

*- اجتماعيا:مجتمع قبلي ، ويمثل رئيس القبيلة السلطة العليا .

3) الأوضاع السياسية والدينية:

 سياسيا:قبائل متفرّقة تعيش صراعات وحروبا قبلية شبه مستمرة لأسباب تافهة أحيانا.(حرب البسوس دامت 40 سنة  بين قبيلتي بكر وتغلب بسبب ناقة)

 تحيط بشبه جزيرة العرب إمبراطوريتان عظيمتان:

–  الإمبراطورية الفارسية الساسانية  من الشرق (في إيران اليوم) 

والإمبراطورية البيزنطية من الشمال (في سورية وتركيا اليوم).

أحيانا تنجرّ بعض القبائل العربية وراء النزاع المسلح بين هاتين الإمبراطوريتين.

– بعد ظهور الإسلام في القرن7م توحدت القبائل العربية سياسيا تحت راية الدين الإسلامي وتكوّنت دولة عربية إسلامية شاسعة قوية مهابة ومزدهرة.

– دينيا: ما قبل ظهور الإسلام ( العصر الجاهلي أي عصر جهل الدين الإسلامي ) تعددت الديانات : 

– ديانتان سماويتان: المسيحية و اليهودية.

 – ديانات وضعية : وثنيون (عبادة الأصنام) مجوس (عبادة النار)…

II-  الرسول محمد”ص” وبداية الدعوة الإسلامية:

1)   محمد “ص” قبل ظهور الدعوة الإسلامية:

 هو محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب، ينتمي إلى بني هاشم وهم فرع من قبيلة قريش التي لها مكانة دينية وتجارية بارزة في مكة المكرمة.

 ولد محمد”ص” في مكة سنة 570م.

    تولى رعي الأغنام في صغره، ولماّ كبر اشتغل بالتجارة (بأموال زوجته خديجة بنت خويلد) واشتهر بأخلاقه الحميدة، ومنها الصدق والأمانة.(عرف بـ الأمين).

2)  ظهور النبوّة وبداية الدعوة الإسلامية بمكة: 

  أ)  نبوءته ومحتوى دعوته:

– نزل الوحي على الرسول محمد “ص” لأول مرة لمّا بلغ 40سنة أي سنة 610 م في سورة”العلق” وهي أول سورة من القرآن الكريم تنزل عليه: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق…”.

ثم تواصل نزول الوحي عليه حتى وفاته أي على امتداد أكثر من 20 سنة.

 محتوى دعوته: – الإيمان بوحدانية الله وعبادته والعمل بأوامره واجتناب نواهيه (المحرّمات) طبقا لما  جاء به القرآن الكريم.( 114 سورة)

ب)  مرحلتان للدعوة الإسلامية:

– المرحلة الأولى :مرحلة الدعوة السرية توجهت إلى أقرب المقربين إليه :

–  نتائجها : محدودة، إذ أسلم خلالها زوجته خديجة بنت خويلد و  ابن عمه علي ابن أبي طالب و صهره أبو بكر(ابن أبي قحافة) الصديق (والد عائشة زوجة الرسول لاحقا) و  قريبه وصهره لاحقا عثمان ابن عفان: (تزوج عثمان من ابنتي الرسول رقيّة ثم أم كلثوم).

– المرحلة الثانية :مرحلة الدعوة العلنية

نتائجها: – أسلم  بعض فقراء قريش. وقلة من أعيان و أثرياء قريش منهم عمر ابن الخطاب.

          – أما أغلب أعيان و أثرياء قريش في مكة فإنّهم عارضوه بشدة وناصبوه العداء وضايقوه وعذّبوا كل من آمن بدعوته وخاصة الفقراء ، وذلك خوفا على مصالحهم. 

III-    الرسول بالمدينة وبداية انتشار الإسلام:

1) الهجرة إلى المدينة وبداية تنظيم المجتمع الإسلامي:
– لمّا توفي عمه “أبو طالب”  الذي كان يحميه ، تعرّض الرسول محمد “ص” إلى مضايقات شديدة ، لذلك قرّر الهجرة إلى “يثرب” (المدينة المنورة.)  بحثا عن مناصرين لدعوته.-  سنة 622م الموفق 1هـ: هاجر الرسول من مكّة إلى “يثرب” (المدينة) ولحق به المؤمنون (المهاجرون جاؤوا من مكة) واستقر جميعهم هناك..
–  رحّب (سكان المدينة) بالرسول   وناصروا الدعوة الإسلامية ( الأنصار) واحتضنوا المهاجرين الذين جاؤوا معه من مكة المكرّمة.
–  اتخذ الرسول من المدينة مقرّا له ، وفيها قام بصياغة دستور المدينة”الصحيفة” و بموجبه: 
              
– نظّم العلاقة بين سكّنها على أسس التعايش السلمي والتعاون بين المسلمين واليهود.               
– نظم العلاقة بين المسلمين (المهاجرين والأنصار) على أساس الأخوة الإسلامية.                
– ومنها انطلق لنشر الدعوة الإسلامية.
2) الغزوات وفتح مكّة المكرّمة:
الغزوات هي عمليات عسكرية قادها الرسول  ضد قريش المعادية للدعوة الإسلامية وضد اليهود الذين نكثوا العهد معه هدفها نشر الإسلام.·        
أبرزها: غزوة (بدر / أحد / الخندق…)·      
توجت الغزوات بــ:          
– انتصار الرسول  وأجبرت قريش على توقيع “صلح الحديبية” سنة 6هـ الموافق لـ 627م         
– إيقاف القتال بين الرسول  وقريش (لمدة 10 سنوات)        
– عدم قبول كل طرف لشباب الطرف المقابل دون إذن وليه طيلة مدة الصلح        
– تأجيل حج الرسول إلى مكة إلى السنة الموالية ودون سلاح …)
ملاحظة: نقضت قريش صلح الحديبية سنة 8 هـ (بداية سنة 630م) و هي سنة فتح مكة. 
–  سنة 8 هـ تم فتح مكة والنتيجة:·     سارعت كل القبائل في كامل شبه جزيرة العرب إلى اعتناق الدين الإسلامي.       
وبدأ الرسول   في وضع أسس الدولة الإسلامية وعاصمتها المدينة المنورة. 

IV-    الخلفاء الراشدون وتواصل انتشار الإسلام:

1) أبو بكر الصديق يؤسسه الخلافة ويقضي على المرتدين:

·       سنة 11 هـ الوافق لـ632م توفي الرسول محمد .

   فاجتمع الأنصار والمهاجرون في سقيفة بني ساعدة (في المدينة) وبايعوا أبا بكر الصديق  خليفة لرسول الله .

– أبرز إنجازات أبي بكر الصديق أنه  قضى على المرتدين وأعاد توحيد شبه جزيرة العرب تحت راية الدين الإسلامي.

توفي سنة 634 م وحكم بعده  3 خلفاء راشدين آخرين  وهم :عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب

 2)  توسع الدولة الإسلامية وتنظيمها في عهد عمر وعثمان:

  أثناء خلافة (عمر وعثمان):

 – انتشر الإسلام على حساب الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية في العراق أولا ثم في الشام ثم في بلاد فارس ثم في  مصر.

  – تمّ تنظيم الدولة الإسلامية فـ:

  – أحدثت الدواوين أبرزها ديوان الجند و ديوان الرسائل.

 – قسّمت الدولة العربية الإسلامية الشاسعة إلى ولايات (ولايات:ولاية شبه جزيرة العرب/ولاية العراق/ولاية الشام/ ولاية بلاد فارس /   ولاية مصر…) 

3) علي ابن أبي طالب و الفتنة الكبرى:

    أ) أسباب الفتنة الكبرى:

   أغضبت  سياسة عثمان ابن عفان المسلمين:

– فاتهموه بمخالفة سنة الرسول و سياسة أبي بكر وعمر.

– واعترضوا على منحه كل المناصب الهامة لأقاربه(ومنهم  معاوية ابن أبي سفيان الذي عيّنه واليا بالشام).

 – وانتقدوا سوء تصرفه وتغاضيه عن تجاوزات أقاربه لصلاحياتهم في حقوق المسلمين.

– والنتيجة هي مقتل عثمان على أيدي بعض المسلمين.

   ب)  مراحلها:

 – تولي علي ابن أبي طالب  منصب الخلافة الراشدة بعد عثمان.

  – رفض معاوية ابن أبي سفيان وهو والي الشام منذ عهد عثمان،  مبايعة علي ابن أبي طالب كخليفة للمسلمين. ولمّا أمر الخليفة علي بعزل معاوية رفض هذا الأخير الامتثال لقرار الخليفة وتمسك بمنصبه بل واتهم علي بالوقوف وراء مقتل قريبه الخليفة عثمان وطالب بالثأر لدم عثمان.

– حارب علي عند توليه الخلافة أطرافا عديدة:

– حارب عائشة و(الصحابيين) طلحة والزبير وانتصر عليهم في موقعة الجمل سنة 36هـ.

– حارب الوالي معاوية في “صفين” لكنه خسر بعد ذلك التحكيم بسبب الدهاء السياسي لمعاوية.

– حارب المنشقين عنه (الخوارج) وسحقهم في معركة النهروان.

– انتهت الفتنة باغتيال علي من قبل أحد الخوارج  و هو عبد الرحمان بن ملجم.

ج) نتائجها:

– تسببت الفتنة الكبرى في:

            – توقف انتشار الإسلام.

           – انقسام المسلمين إلى 3 مذاهب مختلفة ومتصارعة:

                            – الشيعة: أنصار الخليفة على ابن أبي طالب.

                            – السنة: أنصار معاوية ابن أبي سفيان.

                            – الخوارج : أعداء معاوية وأعداء على (بعد أن خرجوا عن طاعته اثر التحكيم)

4) تأسيس الدولة الأموية وتواصل انتشار الإسلام:

بعد مقتل الخليفة علي ابن أبي طالب سنة 40هـ الموافق لـ661م.انفراد معاوية ابن أبي سفيان بحكم المسلمين انطلاقا من دمشق عاصمة الشام و التي أصبحت عاصمة  للدولة الأموية التي امتد حكمها من 661 م إلى 750م

–    ألغى معاوية نظام الشورى و ركز حكما وراثيا في عائلته.  

–    اتخذ الحاكم الأموي لقب أمير المؤمنين.

  – استأنف الأمويون  نشر الإسلام و توسعوا:

–   غربا :

– في افريقية (البلاد التونسية) وأسس بها عقبة ابن نافع مدينة القيروان وبنا فيها جامعا يحمل اسمه.

              – في المغربين الأوسط والأقصى.

              – في الأندلس.

 –     شرقا  : في باكستان و أفغانستان و أجزاء من الهند.

    =>  فشمل الحكم الأموي كل أراضي المسلمين من حدود الصين شرقا إلى الأندلس غربا.

خاتمة:

انطلقت الدعوة الإسلامية من مكة المكرمة لتشمل لاحقا إمبراطورية مترامية الأطراف امتدت من نهر السند شرقا إلى المغرب والأندلس غربا، وعلى هذه الأرض الشاسعة بلغت الحضارة العربية الإسلامية عصرها الذهبي. فكيف حصل ذلك؟ وما هي مظاهر هذا الازدهار؟

بلاد المغرب و الأندلس من القرن 2 هـ إلى القرن 5 ه

نشأة الحضارة العربيّة الإسلاميّة و تطوّرها إلى القرن 5 هـ / 11 ميلادي

 مقدمة:

 شهدت شبه جزيرة العرب في بداية القرن 7م ظهور دين جديد هو الإسلام، وقد مثل ركيزة أساسية للدولة العربية الإسلامية الشاسعة التي امتد مجالها في أجزاء من آسيا وأفريقيا وبلغ جنوب غربي أوروبا.  

  فكيف ظهر الدين الإسلامي؟

   – وما هي ابرز مراحل انتشاره؟

I-  شبه جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام

1) الإطار الطبيعي:

– توجد شبه جزيرة العرب جنوب غربي قارة آسيا ، يحيط بها البحر الأحمر من الغرب والخليج العربي من الشرق وبحر العرب من الجنوب.

– وهي منطقة تغلب عليها الصحاري (صحراء النفوذ / صحراء الربع الخالي…)  فيها بعض الواحات أشهرها مكّة ويثرب . وفيها بعض المدن مثل مأرب وصنعاء وعدن باليمن (أقصى الجنوب)

2) الوضع الاقتصادي والاجتماعي :

*- اقتصاديا: – فلاحة  بالجنوب (اليمن) حيث تتوفر الأمطار الموسمية الصيفية، وببعض الواحات.

– تجارة القوافل الصحراوية (بالإبل).

*- اجتماعيا:مجتمع قبلي ، ويمثل رئيس القبيلة السلطة العليا .

3) الأوضاع السياسية والدينية:

 سياسيا:قبائل متفرّقة تعيش صراعات وحروبا قبلية شبه مستمرة لأسباب تافهة أحيانا.(حرب البسوس دامت 40 سنة  بين قبيلتي بكر وتغلب بسبب ناقة)

 تحيط بشبه جزيرة العرب إمبراطوريتان عظيمتان:

–  الإمبراطورية الفارسية الساسانية  من الشرق (في إيران اليوم) 

والإمبراطورية البيزنطية من الشمال (في سورية وتركيا اليوم).

أحيانا تنجرّ بعض القبائل العربية وراء النزاع المسلح بين هاتين الإمبراطوريتين.

– بعد ظهور الإسلام في القرن7م توحدت القبائل العربية سياسيا تحت راية الدين الإسلامي وتكوّنت دولة عربية إسلامية شاسعة قوية مهابة ومزدهرة.

– دينيا: ما قبل ظهور الإسلام ( العصر الجاهلي أي عصر جهل الدين الإسلامي ) تعددت الديانات : 

– ديانتان سماويتان: المسيحية و اليهودية.

 – ديانات وضعية : وثنيون (عبادة الأصنام) مجوس (عبادة النار)…

II-  الرسول محمد”ص” وبداية الدعوة الإسلامية:

1)   محمد “ص” قبل ظهور الدعوة الإسلامية:

 هو محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب، ينتمي إلى بني هاشم وهم فرع من قبيلة قريش التي لها مكانة دينية وتجارية بارزة في مكة المكرمة.

 ولد محمد”ص” في مكة سنة 570م.

    تولى رعي الأغنام في صغره، ولماّ كبر اشتغل بالتجارة (بأموال زوجته خديجة بنت خويلد) واشتهر بأخلاقه الحميدة، ومنها الصدق والأمانة.(عرف بـ الأمين).

2)  ظهور النبوّة وبداية الدعوة الإسلامية بمكة: 

  أ)  نبوءته ومحتوى دعوته:

– نزل الوحي على الرسول محمد “ص” لأول مرة لمّا بلغ 40سنة أي سنة 610 م في سورة”العلق” وهي أول سورة من القرآن الكريم تنزل عليه: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق…”.

ثم تواصل نزول الوحي عليه حتى وفاته أي على امتداد أكثر من 20 سنة.

 محتوى دعوته: – الإيمان بوحدانية الله وعبادته والعمل بأوامره واجتناب نواهيه (المحرّمات) طبقا لما  جاء به القرآن الكريم.( 114 سورة)

ب)  مرحلتان للدعوة الإسلامية:

– المرحلة الأولى :مرحلة الدعوة السرية توجهت إلى أقرب المقربين إليه :

–  نتائجها : محدودة، إذ أسلم خلالها زوجته خديجة بنت خويلد و  ابن عمه علي ابن أبي طالب و صهره أبو بكر(ابن أبي قحافة) الصديق (والد عائشة زوجة الرسول لاحقا) و  قريبه وصهره لاحقا عثمان ابن عفان: (تزوج عثمان من ابنتي الرسول رقيّة ثم أم كلثوم).

– المرحلة الثانية :مرحلة الدعوة العلنية

نتائجها: – أسلم  بعض فقراء قريش. وقلة من أعيان و أثرياء قريش منهم عمر ابن الخطاب.

          – أما أغلب أعيان و أثرياء قريش في مكة فإنّهم عارضوه بشدة وناصبوه العداء وضايقوه وعذّبوا كل من آمن بدعوته وخاصة الفقراء ، وذلك خوفا على مصالحهم. 

III-    الرسول بالمدينة وبداية انتشار الإسلام:

1) الهجرة إلى المدينة وبداية تنظيم المجتمع الإسلامي:

– لمّا توفي عمه “أبو طالب”  الذي كان يحميه ، تعرّض الرسول محمد “ص” إلى مضايقات شديدة ، لذلك قرّر الهجرة إلى “يثرب” (المدينة المنورة.)  بحثا عن مناصرين لدعوته.

–  سنة 622م الموفق 1هـ: هاجر الرسول من مكّة إلى “يثرب” (المدينة) ولحق به المؤمنون (المهاجرون جاؤوا من مكة) واستقر جميعهم هناك..

–  رحّب (سكان المدينة) بالرسول   وناصروا الدعوة الإسلامية ( الأنصار) واحتضنوا المهاجرين الذين جاؤوا معه من مكة المكرّمة.

–  اتخذ الرسول من المدينة مقرّا له ، وفيها قام بصياغة دستور المدينة”الصحيفة” و بموجبه:

                – نظّم العلاقة بين سكّنها على أسس التعايش السلمي والتعاون بين المسلمين واليهود.

                – نظم العلاقة بين المسلمين (المهاجرين والأنصار) على أساس الأخوة الإسلامية.

                – ومنها انطلق لنشر الدعوة الإسلامية.

2) الغزوات وفتح مكّة المكرّمة:

·   الغزوات هي عمليات عسكرية قادها الرسول  ضد قريش المعادية للدعوة الإسلامية وضد اليهود الذين نكثوا العهد معه هدفها نشر الإسلام.

·        أبرزها: غزوة (بدر / أحد / الخندق…)

·       توجت الغزوات بــ:

          – انتصار الرسول  وأجبرت قريش على توقيع “صلح الحديبية” سنة 6هـ الموافق لـ 627م 

         – إيقاف القتال بين الرسول  وقريش (لمدة 10 سنوات)

         – عدم قبول كل طرف لشباب الطرف المقابل دون إذن وليه طيلة مدة الصلح

         – تأجيل حج الرسول إلى مكة إلى السنة الموالية ودون سلاح …)

ملاحظة: نقضت قريش صلح الحديبية سنة 8 هـ (بداية سنة 630م) و هي سنة فتح مكة.

 –  سنة 8 هـ تم فتح مكة والنتيجة:

·     سارعت كل القبائل في كامل شبه جزيرة العرب إلى اعتناق الدين الإسلامي.

·        وبدأ الرسول   في وضع أسس الدولة الإسلامية وعاصمتها المدينة المنورة. 

IV-    الخلفاء الراشدون وتواصل انتشار الإسلام:

1) أبو بكر الصديق يؤسسه الخلافة ويقضي على المرتدين:

·       سنة 11 هـ الوافق لـ632م توفي الرسول محمد .

   فاجتمع الأنصار والمهاجرون في سقيفة بني ساعدة (في المدينة) وبايعوا أبا بكر الصديق  خليفة لرسول الله .

– أبرز إنجازات أبي بكر الصديق أنه  قضى على المرتدين وأعاد توحيد شبه جزيرة العرب تحت راية الدين الإسلامي.

توفي سنة 634 م وحكم بعده  3 خلفاء راشدين آخرين  وهم :عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي بن أبي طالب

 2)  توسع الدولة الإسلامية وتنظيمها في عهد عمر وعثمان:

  أثناء خلافة (عمر وعثمان):

 – انتشر الإسلام على حساب الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية في العراق أولا ثم في الشام ثم في بلاد فارس ثم في  مصر.

الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين

  – تمّ تنظيم الدولة الإسلامية فـ:

نشأة الحضارة العربيّة الإسلاميّة و تطوّرها إلى القرن 5 هـ / 11 ميلادي

  – أحدثت الدواوين أبرزها ديوان الجند و ديوان الرسائل.

 – قسّمت الدولة العربية الإسلامية الشاسعة إلى ولايات (ولايات:ولاية شبه جزيرة العرب/ولاية العراق/ولاية الشام/ ولاية بلاد فارس /   ولاية مصر…) 

3) علي ابن أبي طالب و الفتنة الكبرى:

    أ) أسباب الفتنة الكبرى:

   أغضبت  سياسة عثمان ابن عفان المسلمين:

– فاتهموه بمخالفة سنة الرسول و سياسة أبي بكر وعمر.

– واعترضوا على منحه كل المناصب الهامة لأقاربه(ومنهم  معاوية ابن أبي سفيان الذي عيّنه واليا بالشام).

 – وانتقدوا سوء تصرفه وتغاضيه عن تجاوزات أقاربه لصلاحياتهم في حقوق المسلمين.

– والنتيجة هي مقتل عثمان على أيدي بعض المسلمين.

   ب)  مراحلها:

 – تولي علي ابن أبي طالب  منصب الخلافة الراشدة بعد عثمان.

  – رفض معاوية ابن أبي سفيان وهو والي الشام منذ عهد عثمان،  مبايعة علي ابن أبي طالب كخليفة للمسلمين. ولمّا أمر الخليفة علي بعزل معاوية رفض هذا الأخير الامتثال لقرار الخليفة وتمسك بمنصبه بل واتهم علي بالوقوف وراء مقتل قريبه الخليفة عثمان وطالب بالثأر لدم عثمان.

– حارب علي عند توليه الخلافة أطرافا عديدة:

– حارب عائشة و(الصحابيين) طلحة والزبير وانتصر عليهم في موقعة الجمل سنة 36هـ.

– حارب الوالي معاوية في “صفين” لكنه خسر بعد ذلك التحكيم بسبب الدهاء السياسي لمعاوية.

– حارب المنشقين عنه (الخوارج) وسحقهم في معركة النهروان.

– انتهت الفتنة باغتيال علي من قبل أحد الخوارج  و هو عبد الرحمان بن ملجم.

ج) نتائجها:

– تسببت الفتنة الكبرى في:

            – توقف انتشار الإسلام.

           – انقسام المسلمين إلى 3 مذاهب مختلفة ومتصارعة:

                            – الشيعة: أنصار الخليفة على ابن أبي طالب.

                            – السنة: أنصار معاوية ابن أبي سفيان.

                            – الخوارج : أعداء معاوية وأعداء على (بعد أن خرجوا عن طاعته اثر التحكيم)

4) تأسيس الدولة الأموية وتواصل انتشار الإسلام:

بعد مقتل الخليفة علي ابن أبي طالب سنة 40هـ الموافق لـ661م.انفراد معاوية ابن أبي سفيان بحكم المسلمين انطلاقا من دمشق عاصمة الشام و التي أصبحت عاصمة  للدولة الأموية التي امتد حكمها من 661 م إلى 750م

–    ألغى معاوية نظام الشورى و ركز حكما وراثيا في عائلته.  

–    اتخذ الحاكم الأموي لقب أمير المؤمنين.

  – استأنف الأمويون  نشر الإسلام و توسعوا:

–   غربا :

– في افريقية (البلاد التونسية) وأسس بها عقبة ابن نافع مدينة القيروان وبنا فيها جامعا يحمل اسمه.

              – في المغربين الأوسط والأقصى.

              – في الأندلس.

 –     شرقا  : في باكستان و أفغانستان و أجزاء من الهند.

    =>  فشمل الحكم الأموي كل أراضي المسلمين من حدود الصين شرقا إلى الأندلس غربا.

خاتمة:

انطلقت الدعوة الإسلامية من مكة المكرمة لتشمل لاحقا إمبراطورية مترامية الأطراف امتدت من نهر السند شرقا إلى المغرب والأندلس غربا، وعلى هذه الأرض الشاسعة بلغت الحضارة العربية الإسلامية عصرها الذهبي. فكيف حصل ذلك؟ وما هي مظاهر هذا الازدهار؟

الحضارة العربيّة الإسلاميّة في أوج ازدهارها

نشأة الحضارة العربيّة الإسلاميّة و تطوّرها إلى القرن 5 هـ / 11 ميلادي

* بلغت الحضارة العربية الإسلامية ذروة تألّقها في العهد العباسي الأول في شتّى المجالات…

* ساعد امتداد الأراضي الخصبة، وكثرة المياه، وتنوّع المناخات، وإدخال طرق استغلال وتقنيات جديدة… على تعاطي النشاط الفلاحي فتنوّعت المحاصيل الزراعية وكثر الإنتاج.

* يعود ازدهار الصناعة إلى وفرة وتنوع المواد الأوليّة المنجميّة والنباتيّة (حديد، كبريت، ذهب، قطن، كتان…) فتعدّدت الحرف والصناعات من نسيج وصناعة السفن والزجاج.

* نشطت التجارة الداخليّة والخارجيّة مستفيدة من موقع الدولة العربية الإسلامية، ومن الاستقرار السياسي ومن تعدّد الأسواق والطرق التجاريّة، ومن وفرة البضائع… وقد لعب التجار العرب المسلمون دور الوسيط بين الشرق الاقصى وبقيّة العالم، ومثلت بغداد مركزا تجاريّا عالميّا.

* استفادت النهضة الفكريّة والعلميّة والفنيّة التي عرفها المسلمون في القرنين الثالث والرابع للهجرة من تراث الشعوب الأخرى، ومن رعاية الخلفاء للمبدعين، ومن انتشار المكتبات، ومن ازدهار حركة الترجمة…

* تعدّدت إبداعات المسلمين في شتّى العلوم العقليّة من طبّ ورياضيات وعلم الفلك وفسلفة… كما اهتمّوا بعلوم الدين والعلوم الاجتماعية (تفسير القرآن، الحديث، التاريخ، الجغرافيا…)، وبعلوم اللغة والآداب من نحو وبلاغة ونثر…

* اهتمّ العرب المسلمون بالعمارة فشيّدوا عديد المدن (بغداد، سامراء…) التي شملت القصور والمساجد والأسواق… وتمّ تحصينها بإقامة الأسوار والرباطات.

* تجلّى الإبداع الفنّي في العصر العباسي الأول من الزخرف والنقش على قباب الجوامع والمنابر والمآذن والجدران.

* لئن استفادت الحضارة العربية الإسلاميّة من الحضارات السابقة لها، فإنّها تميّزت عنها بالعديد من الإضافات كانت مصدر إلهام للحضارات اللاحقة ومنها الأوروبيّة.

نشأة الحضارة العربيّة الإسلاميّة و تطوّرها إلى القرن 5 هـ / 11 ميلادي

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.