السنة السابعة أساسي

شرح نص أحبك لكني أريد أن ألعب-السابعة أساسي

نص أحبك لني أريد ان العب

شرح نص أحبك لكني أريد أن ألعب
شرح نص أحبك لكني أريد أن ألعب

شرح نص أحبك لكني أريد أن ألعب للكاتب المصري نجيب محفوظ ضمن محور الأسرة للسنة السابعة أساسي.

النصّ

جاوزتُ الرّابِعَةَ من عُمُري و جاءَ سِنُّ الرّفاقِ و اللّعِب. و لم يكُنْ لي من مَهْرَبٍ في البيتِ إلاّ الشّرْفَة، و هي تُطِلُّ على فِنَاء البيتِ، و تُشرِفُ على الطّريقِ. و كان أطفالُ الأسرَةِ التّي تَسْكُنُ الدّوْرَ الأوَّلَ يَلْعَبُونَ في الفناء فجعلْتُ أنظرُ إليهِم بعينينِ مَشُوقَتَيْنِ، فيتطلّعُونَ أحيانا بأعْيُنٍ قرأتُ فيها دعوةً صامِتةً اهتزّتْ لها جَوَانِحِي.

و استأذنتُ أمّي يوما في الانضمام إليهِم فقالت لي بارتياعٍ: ” ماذا حَدَثَ لعقلِكَ؟ ألا ترى أنّهُمْ لا يَكُفّونَ عن العِراكِ؟ ما عسى أن أفعَلَ لو ضَرَبُوكَ؟ أو خرجوا بك إلى الطّريقٍ لا تنقطِعُ به العرباتُ؟… بل ماذا تُفيدُ مِنهُم إلاّ ” الشّقَاوَة ” و سُوءَ الأدبِ؟ أمّا أنا فأقُصُّ عليكَ القصص، و إذا شئْتَ خرجنا معا… إذا كُنْتَ تُحِبُّنِي فلا تُفارِقْني “

فتودّدتُ إليها قائلا:

– ” إنّي أحبّك أكثَرَ من أيّ شيء في الدّنيا، و لكنّي أريدُ أن ألعبَ “

و لكنّها لم تكن لتُذْعِنَ لرغبتي تلك…

و فيما عدا ذلك لم تدّخر وُسْعا لمَرْضاتِي، كانت تبْتاعُ لي اللُّعَبَ أشكالا و ألوانا، و إذا لمَسَتْ ضِيقي و مَلَلِي دَعَتْ بطفلٍ من أطفالِ الجيرانِ ليُشارِكَني لَهْوِي تحتَ سَمْعِها و بَصَرِها بَيْدَ أنّ ذلك كُلّه لم يَرْوِ غُلّتِي… “

تحيّنْتُ مِنها غفْلَة يوما، و انسللْتُ مِن الشُقّةِ أكادُ أخرُجُ مِن جِلْدِي فرحا، و استقبلني الأطفالُ في الفناءِ بدهشَة و تَرحاب معا، و مع أنّه كان بيننا شِبهُ تعارُفٍ، فإنّهُ لم يسعْنِي الاقتِرابُ مِنهُمْ، فوَقَفْتُ مكاني في ارتِباكٍ و حَياءٍ… و لكنّ أكبَرَ الأطفالِ تقدّمَ مِنّي و دعاني إلى اللّعبِ، فاندفعتُ إلى الحَلَقَةِ، و أخذتُ مكاني في سُرُور لا يُوصَفُ. و لم تمُرّ دقائقُ حتّى شَجَرَ خِلافٌ بيني و بين أحدهِم… فانهالوا عليَّ ضربا و ركلا، و غادَرُوني في حالة يُرثى لها… لم أرفعْ بصري عنِ الأرضِ و لم أفَارِقْ مَوْقِفي حتّى جاءَ البوّابُ فَحَمَلَني إلى أمّي.

غسَلَتِ لي وجهي و ساقيّ و هي تقولُ في انفعال شديدٍ: تَسْتَأهِلُ…تَسْتَأهِلُ.. هذا جزاءُ من يُخالِفُ رأيَ أمّهِ.

نجيب محفوظ، السراب، ط 7، ص: 21-23

الشّرح

التقديم:

نصّ سردي يتخلّله الحوار، للرّوائي المصري المعاصر الحائز على جائزة نوبل للآداب ” نجيب محفوظ “

اقتُطف النصّ من رواية: ” السّراب ” و يندرج ضمن محور: ” الأسرة “

الموضوع:

رغبة الطّفل في اللّعب خارج البيت و معارضة أمّه لذلك

المقاطع:

حسب معيار المكان:

1- من البداية… غلّتي: البيت

2- من تحيّنت… أمّي: الشّارع

3- البقيّة: البيت

الشّرح

المقطع الأوّل: البيت

جاوز/ جاء: فعلان في صيغة الماضي

جاوزتُ: ضمير المتكلّم المفرد

يسرد النصّ جانبا من طفولة السّارد

الطفولة: فترة عمريّة: تفترض: اللّعب + اللّهو + النشاط + الحركيّة

السّارد يضطلع بوظيفتين في هذا النصّ:

– سرد الأحداث

– المشاركة فيها

راو- شخصيّة

السّرد ذاتيّ في هذا النصّ

لم…….. إلاّ: نفي ( جزم ) + استثناء: حصر ( يفيد التأكيد )

تُطلّ – تُشرف: صيغة المضارع

البيت – الشرفة – الشارع – فناء البيت: أطر مكانيّة

الشرفة: العلوّ – المكان الفاصل بين البيت و الشّارع ( ” تُطلّ على فناء البيت و تشرف على الطّريق ” )

البيت: الضّيق

الشّارع: الاتّساع

نظرة الطّفل إلى المكان:

البيت: الضّيق + الملل + الوحدة + ” سجن “

الشّارع: الاتّساع + الانشراح + الانطلاق + الفرح + الحريّة

التّي تسكن الدّور الأوّل: مركب بالموصول الاسمي: نعت

مشوقتين/ صامتة: نعت

جوانحي: مركّب إضافي: فاعل ( معجم الأحاسيس و المشاعر )

الشّرفة تضطلع بدور محوريّ في هذا النصّ

هي الحدّ الفاصل بين عالمين متناقضين و مختلفين رمزيّا ( البيت – الفناء – الطّريق: الضّيق——الانفتاح )

تضطلع بوظيفة المثير الذّي سيولّد استجابة ( الرغبة في الخروج من البيت و الالتحاق بالأطفال قصد مشاركتهم اللّعب )

ستساهم الشرفة في:

– تطوير سرديّة النصّ

– التأثير في نفسيّة السّارد الطّفل

استأذنتُ: طلب

قالت: فعل قول

بارتياع: مركّب بالجرّ: حال

الاستفهام: ماذا- ما: اسم استفهام / أ ( هل ) حرف استفهام—————– استفهام يخرج عن معناه الأصلي و هو الاستخبار عن شيء مجهول ليفيد الإنكار ( استفهام إنكاري )

لم تكُن لتُذعن: نفي + جزم

نمط الكتابة: الحوار

طرفا الحوار: الأمّ + الابن

موضوع الحوار: اللّعب في الشارع

يتأسّس هذا المقطع الحواري على ثنائيّة الطّلب ( السّارد ) و الرّفض ( الأمّ )

نظرة الأمّ إلى المكان:

البيت: الأمن + السلامة + الاطمئنان + الهدوء

الشّارع: الخطر + الضياع + عدم الاطمئنان

نظرة تعكس خوف الأمّ على ابنها

المكان لا يخلو من رموز تحدّده

اختلاف نظرتي الأم و الابن إلى المكان

حاجة الطّفل إلى اللّعب مع أصدقائه

إذا كنتَ…لا تفارقني: جملة شرطيّة

وضعت الأمّ ابنها أمام مفارقة رهيبة

إنّ: ناسخ حرفي يفيد الـتأكيد

لكن: ناسخ حرفي يفيد الاستدراك

يؤكّد الرّاوي حبّه الشّديد لأمّه و لكنّه يُريد أن يلعب أيضا

هناك تقابل بين: رغبة الابن و رغبة الأمّ

نتائج هذا الاختلاف في المواقف:

1- فرضت الأمّ على ابنها أن لا يخرج إلى الشارع ( قمعت رغبات ابنها )

2- عصى الابن أوامر أمّه رغم إغراءاتها الكثيرة ( اللّعب- دعوة طفل من أطفال الجيران حتّى يشاركه اللّعب …)

علاقة تعارض/ اختلاف

اختلاف ( تعارض ) المواقف بين الأمّ و الابن

” الخارج ” ( الشارع ) كان لغزا أثار السّارد الطّفل، فعزم على اكتشافه ( مهما كانت عواقب ذلك )

المقطع الثاني: الشارع

تحيّنتُ – انسللتُ – استقبلني – وقفتُ – اندفعتُ – أخذتُ – انهالوا…: تواتر الأفعال

حياء = خجل

تواتر الجمل الفعليّة في هذا المقطع

السّاردُ يسردُ أحداثا مُتسلسلة في الزّمان: أحداث متعاقبة

السّرد خطيّ في هذا المقطع: فهو يخضع لمنطق الزّمن ( التقدّم إلى الأمام )

موقف الأطفال من خروج الرّاوي: الدّهشة ( حدث يحصل للمرّة الأولى ) + التّرحاب

موقف الرّاوي: الارتباك + الخجل + عدم القدرة على التأقلم مع متطلّبات الشارع ( البيئة الجديدة )

الرّاوي وجد نفسه وحيدا منعزلا في هذه البيئة الجديدة ( بدون حماية أمّه )

حصول شجار بين الرّاوي و الأصدقاء ( تعرّض الرّاوي إلى عنف مادي )

هذه النتيجة سببها: التربية الخاطئة

تعريف بالكاتب:


نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا (11 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006)، والمعروف باسمه الأدبي نجيب محفوظ، وهو روائي، وكاتب مصري. يُعد أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب. كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات، واستمر حتى 2004. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم. من أشهر أعماله: الثلاثية، وأولاد حارتنا، والتي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب. بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيعاً وجودية تظهر فيه. يُعد محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.
سُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده “عبد العزيز إبراهيم” للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ، والذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.

التوسع: أهمية الحوار داخل الأسرة:

الحوار داخل الأسرة له أهمية كبيرة وعدة فوائد، إليك بعض أهميته:

  1. التواصل الفعال: يساهم الحوار في تعزيز التواصل الفعال بين أفراد الأسرة. يتيح الحوار الفرصة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والاحتياجات بصراحة، مما يعزز الفهم المتبادل ويقوي العلاقات العائلية.
  2. حل المشكلات: يعد الحوار البناء داخل الأسرة وسيلة للتعامل مع الصعوبات وحل المشكلات. عن طريق الحوار، يمكن للأفراد مناقشة القضايا المختلفة والبحث عن حلول مشتركة واتخاذ القرارات المناسبة.
  3. بناء الثقة والاحترام: يعزز الحوار داخل الأسرة بناء الثقة والاحترام بين أفرادها. من خلال الاستماع المتبادل والتعاطف والتفهم، يمكن للأسرة تعزيز روابطها وتقوية العلاقات الأسرية.
  4. تعزيز الذات وتطوير القدرات: يساعد الحوار في تعزيز الذات وتطوير قدرات الأفراد داخل الأسرة. عن طريق التبادل الحواري للأفكار والمعرفة، يتم توسيع آفاق الأفراد وتعزيز قدراتهم العقلية والاجتماعية.
  5. تعزيز القيم والمبادئ: يوفر الحوار الفضاء المناسب لنقاش القيم والمبادئ الأخلاقية داخل الأسرة. يمكن للأفراد مناقشة وتبادل وجهات النظر حول الموضوعات الأخلاقية وتعزيز القيم الإيجابية وتكوين رؤية مشتركة للسلوك الصحيح.

بشكل عام، الحوار داخل الأسرة يعزز التواصل والتفاهم والتعاون بين أفرادها، ويساهم في بناء أسرة مترابطة ومستقرة تسهم في تنمية أفرادها وتعزيز استقرار المجتمع بأكمله.

العودة لصفحة محور الأسرة

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.