السنة التاسعة أساسيالعربية 9 أساسي

موضوع حجاجي محور المرأة : التاسعة أساسي

موضوع حجاجي محور المرأة 9 أساسي

إنجاز موضوع إنشائي حجاجي محور المرأة في المجتمعات المعاصرة. المستوى : السنة التاسعة من التّعليم الأساسي. يمكنكم أيضا قراءة كل مايخص محور العمل: التاسعة أساسي.فرض انشاء 9 اساسي مع الاصلاح محور المرأة

موضوع حجاجي محور المرأة 9 أساسي
موضوع حجاجي محور المرأة : التاسعة أساسي


الموضوع1: فرض انشاء 9 اساسي مع الاصلاح محور المرأة

“انتسبت أختك إلى جمعيّة تعنى بالعمل السَّياسيَ و الاجتماعيّ و الثْقافيّ فاعترض والدك على ذلك زاعما أن المرأة عاجزة عن التّوفيق بين مهامّها داخل البيت و خارجه فحاولت أختك أن تقنعه بقدرة المرأة على الإسهام في بناء الأسرة و المجتمع.”

أنقل الحوار الّذي دار بينهما مبيّنا الحجج التي اعتمدتها أختك في إقناع أبيك.

التحرير

المقدمة:

لنن حقّقت المرأة اليوم من المكاسب ما جعل العقليّة القائلة بقصورها و عجزها تندثر فإنَ الكثير من النّاس ما زالوا يعتقدون أنَّها بحكم دورها الكبير في تنشئة الأبناء و إعدادهم للمستقبل قد عجزت عن التّوفيق بين مهامّها في الأسرة و دورها في المجتمع و يعد أبي من بين هذه الفئة إذ أثار اندهاشي يوما عندما انتسبت أختي إلى جمعيّة تُعنى بالعمل السنّياسيّ و الاجتماعيّ و النَقَافيَ فاعترض على ذلك زاعما أنَ المرأة عاجزة عن التّوفيق بين مهامّها داخل البيت و خارجه فحاولت أختي أن تقنعه بقدرة المرأة على الإسهام في بناء الأسرة و المجتمع.

الجوهر:

حدث ذلك عندما قرّرت أختي الكبرى التي تحصّلت على شهادة الأستاذيّة في العلوم القانونيّة أن تحتفل بعيد المرأة العالميّ صحبة زميلاتها المتحصّلات على شهائد جامعيّة في مقرّ جمعيّة نسائيّة تُعنى بالعمل السّياسيّ و الاجتماعيّ و النَّقَافِيَ.

و قد شجّعت هذه الجمعيّة الطالبات المتفوّقات على الانتساب إليها و النّشاط ضمن هياكلها فعادت أختي فرحة مستبشرة بهذا النّبأ و قد غمرتها الآمال العظام و الأحلام الجامحة بما تتوق إلى إنجازه من مشاركة في الحياة السّياسيّة و إسهام في أعمال اجتماعيّة تحقّق فيها ما تاقت إليه من طموحات و خاصّة في المجال الثقافي. فقد كانت أختي موهوبة في كتابة الشّعر و القصّة و أسرعت إلى أبي تبشّره بما عزمت عليه و في ظنها أنّه لن يتوانى عن تشجيعها و شدّ أزرها و لكنّه ما أن سمع قولها حتّى ثار في وجهه الدّم و طغى في رأسه الغضب و كاد يتمزّق من الغيظ و أشاح عنها بوجهه رافضا ما عزمت عليه و هدّد و توعد بالويل و الّثبور إن هي أنجزت ما تقول حينها أدركت شقيقتي أنّها في موقف حرج و أيقنت أنّ من الصّعوبة إقناعه بخطأ تصوّره و غفلته عن الحقيقة و لكنّها صمّمت على المضي قَدْمَا في الدّرب الذي تخيّرته بكلَ عزيمة و ثبات و إنملأته الأشواك و شابته العثرات فأردفت قائلة:

-“أيْ أبت .. لم أتصوّرك يوما كارها تألّقي و نجاحي و ما فلاحي اليوم غير ثمرة من ثمار تضحيتك و مزيّة من مزايا بَذْلِكَ ذات اليد و ذات النّفس من أجلنا .. فكيف تكتفي بنجاح محدود أحفّقه و يعزّ عليك أن ترى نجاح المرأة في نجاح ابنتك ..!؟

يا أبي إنّ تطوّر المجتمعات البشريّة و تطوّر عقليّاتها قد ارتقى بالمرأة إلى مركزها الطبيعيّ إلى جانب الرّجل في معركة بناء الحضارة بمختلف مستوياتها السّياسيّة و الاجتماعيّة و الثَّقافيّة فزالت بذلك العقليّة التي تنظر إليها على أنّها مقتصرة على خدمة زوجها و أبنائها في البيت و إنّ الواقع يثبت ذلك فالمرأة اليوم عنصر فاعل في المجتمع ضمن مختلف أماكن العمل فهي في المصنع و في المؤسّسة و في المدرسة و غزت الفضاء دون رهبة أو خوف مثل رائدة الفضاء الرّوسيّة “هيلينا تيرشكوفا” بل إنّها قد شغلت أحيانا مناصب سياسيّة حساسة و أدارت شؤون الدّولة بحنكة و تدبير كبيرين على غرار المستشارة الألمانيّة “أنجلا ماركل” و كذلك “مارغريت تاتشر” التي ترأست الحكومة البريطانيّة لعديد السّنوات و عُرفت بالمرأة الحديديّة و أيضا “أنديرة غاندي” زعيمة الهند التي وسعت شهرتها الآفاق و قادت شعبا من مئات الملايين من البشر و “هيلاري كلينتون” وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة .. و تعد تونس مثلا من أبرز البلدان العربيّة جرأةً في تحسين وضعيّة المرأة و منزلتها اجتماعيًا و سياسيًا و ثقافيًا فاقتحمت كل المجالات الفنيّة و التّربويّة و الاقتصاديّة و كان لها صيتها
الشائع و صداها الطيّب و يمكن القول إنّ المرأة التّونسيّة صارت تضاهي اليوم نظيراتها الغربيّات و ليس أدلّ على ذلك من اشتراط مبداً المناصفة بين الجنسين في القوائم الانتخابيّة خلال انتخابات المجلس النّأسيسيّ التّونسيّ و احتلال المرأة لنسبة هامّة من بين أعضاء المجلس إضافة إلى اضطلاعها بمهام الوزارة على غرار وزارتي البيئة و شؤون المرأة كما تضطلع المرأة التّونسيّة بدور هام و فعّال في منظّمات المجتمع المدنيّ النَقَفَِّةِ و السّياسيّة. و لا تقف أهميّة المرأة في المجتمع عند حدود السّياسة بل تتعدّاها إلى المجال النَّكَافيَ الذي تطوّرت فيه لتصبح كائنا ثقافيًا فاعلا و مضيفا إلى الكتابات النّقافيّة و لقد جاء في الأمثال قولهم:”إن علّمت رجلا علّمت فردا. و إن علّمت امرأة علّمت عائلة و من ثمّة تكون علّمت جيلا و أجيالا و مجتمعا” و ما أعلام النّساء و الشهيرات في
الأدب و الرّواية على غرار عروسيّة النّالوتي و جميلة الماجري من تونس و غادة السمّان من سوريا و أحلام مستغانمي من الجزائر إلا مثالا من جملة الأمثلة و كم مرّة تطلع علينا المرأة بمقالات و أبحاث جريئة في مختلف الميادين ..

و خلاصة القول أنّ المرأة ركن أساسيّ في البناء الحضاريّ الذي نروم تأسيسه اليوم فلا يصحٌ أن نبني العالم و قد استغنيّنا عن نصف طاقته المنتجة الفغّالة في حين تمكّن مشاركة المرأة في مختلف الأنشطة الاجتماعيّة من استغلال طاقات جميع أفراد المجتمع لتتوقّر فرصة الإسراع بالرقي و التَقدَم”

حملق في وجهها و كأته قد تفاجاً لما سمعه منها ثم صمت لحظةً صمتَ من يجمع أفكاره و يلم شتات رأيه عساه يُضعفُ موقفها و يُسلِمن قيادها ثم قال و قد أشرق وجهه و كأنّه تين من إفحامها بحجّة دامغة :

-“صّة .. صّة .. رويدك يا ابنتي فهلاً تمهّلت في إصدار أحكامك جزافا دون تفكير و لا رويّة .. . ! ذلك أنّك فهمت الواقع على غير حقيقته و لامست ظاهره و أغفلت حقائقه الكامنة في باطنه فرغم تطوّر المرأة ما زالت مبعدة عن اتّخاذ القرارات السّياسيّة و النَّقَافِيّة و الاقتصاديّة و حتّى اعتماد مبداً المناصفة بين الجنسيْن في انتخابات المجلس التّأسيسيّ التونسيّ قد كان شكليًا إذ لا يصعد إلى المجلس إلا رأس القائمة الانتخابيّة في حين لا نجد من النّساء على رؤوس القوائم سوى عدد قليل انعكس على نمط حضور المرأة ضمن أعضاء المجلس النّأسِيسيَ بعد ذلك هذا في ما يخصَ المجال السنَّياسيَ أمّا في الإطار الاقتصاديّ فنلاحظ تدنّي أجرتها مقارنة بأجرة الرّجل في جل بلدان العالم رغم أنّها تعمل ضعف ساعاته عدا الاستغلال الفاحش كقلّة الضّمانات و الأجور و تعدّد وظائفها خارج المنزل و داخله لتصبح طاقة مشنّتة دون أن ننسى عدم ثقة المرأة في المرأة سياسيًا إذ توجد نسبة كبيرة من النّسوة يحبّذن انتخاب الرّجل حسب إحصاءات الأمم المتّحدة أمَّا من النّاحية الثَّقافيّة فإنّنا نلاحظ كثافة إنتاج المرأة و قلّة التّجديد ذلك أنّه إبداع تقليديّ حيث تهتمّ المرأة في أدبها و كتاباتها بالحريّة و الحبّ و الجنس و النّار من الرّجل فقط على غرار نوال السّعداوي أو مي زيادة فكان خطابها مبالغا في تمجيد المرأة و جعلها مؤسّسة لكل أنشطة الحياة و علومها و فنونها. بل ذهبت إلى السّخرية اللأذعة من الرّجل لتؤكّد رغبتها في الّآر منه و النّقمة عليه و لعلّ الجوائز العالميّة تترجم هذه الغرات في إبداع المرأة فمثلا ضمن حوالي واحد و أربعين و أربعمائة من الحاصلين على جائزة نوبل في العالم في المجال العلميّ نجد إحدى عشرة امرأة فقط فحذار من التّسرّع يا بنيّتي و نظرًا عميقا في حقائق الأمور فالمرأة لم تقطع شوطا شاسعا في مختلف المجالات كما يبدو من أحكامك المتسرّعة و إنّما هي ما زالت في فجر تحرّرها و بدايات مشاركتها في بناء المجتمع إلى جانب الرّجل.”

كانت أختي تنصت إلى كلام أبي مذهولة متعجّبة و قد أيقنت أنّ إقناعه بخطأ تصوّره ليس بالأمر الهيّن فحججه لا تخلو من وجاهة و رؤيته تدلَ على رجاحة فكر و إدراك لجواهر الأمور و إن كان يغالي في التحامل على المرأة و ينكر فضلها على المجتمع فقالت بصوت تملأه الثقة و يغمره الإيمان بتغيير موقفه :

-“لله درّك و لله درّ حجج تجيء بها .. ما أحكم أصولها و أحسن فصولها و أقلَ عيوبها .. و لكن إيّاك و ظلم المرأة يا أبت .. بل .. إنصاقها .. إنصافها .. ذلك أنّ حرمان المرأة من إبراز مواهبها و استغلالها في ما ينفعها و ينفع المحيطين بها يتنافى و مبادئ الحريّة و الكرامة و العدالة الاجتماعيّة و قد أثبت الواقع و التجربة أنّ أكثر البلدان تخلّفا هي أكثرها امتهانا للمرأة و احتقارا لها و تنكّرا لحقّها في الانخراط ضمن المجموعة و هذا يعني منطقيًا و عقليًا أنّ المنزلة التي تحظى بها المرأة في المجتمع يمكن أن تكون معيارا لقياس مدى تقدّم الشّعوب أو تخلّفها و ليس من باب المصادفة و الاتّفاق أن نجد المرأة في المجتمعات الأكثر تقدّما فاعلة في المجالات السّياسيّة و الاجتماعيّة و الثَّفافيّة و حتّى الاقتصاديّة فقد ساعد خروج المرأة إلى العمل في ارتفاع مستوى المعيشة في بلادنا فهي بما توقّره من مداخيل إضافيّة تساعد الرّوج على تلبية حاجات الأسرة و تخقّف عليه عبء المسؤوليّة الأسريّة في عصر لعبت فيه وسائل الإعلام دورا كبيرا في خلق عقليّة استهلاكيّة لا تكتفي بالضّروريّ و إنما تميل إلى الكمالىّ ممّا لا يقدر عليه رب الأسرة بمفرده مهما كانت موارده. و هكذا فإنّ إسهام المرأة في البناء الحضاريّ قد أعاد إليها ثقتها بنفسها و أسهم في خلق جيل جديد من النّساء لا يؤمن بالعراقيل و العقبات بل يمضي على درب تحقيق المطامح بكلَ حزم و ثبات فأين امرأة اليوم من امرأة الأمس ؟ و من جهة أخرى فإنّ التطوّر
الماديّ الّذِي شهده مجتمعنا لا بدّ أن يصاحبه تطوّر فكريّ و كلّ من ينظر إلى امرأة اليوم بعقليّة الأجداد أولى به و أحرى أن يعيش حياة الكهوف فلا مجال اليوم لمثل هذه العقليّات التي كانت سببا في تخلفنا قرونا عديدة “.

تغيّرت ملامح وجه أبي و اجتاحت عينيه نظرات غريبة تشي بما يجول في رأسه من أفكار تمتهن المرأة و تنكر عليها حقوقها في بناء الحضارة و كانت تبدو عليه علامات الارتباك و قد بدا يتحسّس قصور موقفه وحدود نظرته لكنّه استجمع أفكاره و عاد ليقول في محاولة أخيرة للإقناع بموقفه:

-“قد تستأثر المراة بمواقع في المجتمع أرى الرّجل أجدر بها و لكنّ ذلك لا يشرّع سيطرتها في المجالات النَقافيّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة و قد كان من الأجدر أن تهتم بالأسرة و تربية الأبناء و خدمة الزّوج و إِنَ التّاريخ العربيّ و الإسلاميّ لا يدعو إلى تشريك المرأة في الواقع بمثل هذا القدر الكبير فقد كانت المرأة سلعة أو مخلوقا من الدّرجة الثّانية بل كانت وسيلة التّسلية العظمى كالجواري في قصور الخلفاء بل إنَ بعضهنٌ مثّلن طريق الغواية و الضّلال .. ألم تر ما حدث لآدم عليه السّلام إذ أنزل من الجنّة بسبب زوجته حوّاء و كذلك ما ذكره الله في “سورة التحريم” ضمن الآية العاشرة إذ يقول في كتابه العزيز :”ضرب الله مثلا للّذين كفروا امرأة نوح و
امرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيّن فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شَيْئا و قيل أدخلا النّار مع الدّاخلين”صدق الله العظيم ..

ثمّ إنَ المرأة ممنوعة في كثير من المجالات مثل الخلافة إذ لهذا المنصب أعباء جسيمة تتطلّب قدرة كبيرة لا تتحمّلها المرأة عادة و تتنافى مع طبيعتها النَّفْسِيّة و الجسديّة و قد ذهب جمهور العلماء على إلى اشتراط الذكورة في القضاء كما أكّد الله ذلك في الآية الرّابعة و الثلاثين من سورة النّساء إذ يقول :”الرّجال قوّامون على النّساء بما فضّل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم” و من ناحية أخرى فلا تجوز إمامة المرأة لجماعة الرّجال في الصّلاة باتّفاق الفقهاء و من جهة مقابلة فإنّ الرّسول صلّى الله عيه و سلّم لم
يُوَلَ امرأة في حياته .. و جملة القول أنّ المرأة لم تستأثر في التّاريخ العربيّ و الإسلاميّ بمنزلة رفيعة تميّزها عن الرّجل أو تضعها في مرتبته في مختلف المجالات الثقافيّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة .. فلا تتوهّمي يا بنيّتي الخيالات حقيقة و فإنّ كثيرا من الأشياء يختلف ظاهرها عن باطنها و لا يصف حقيقتها و لا يعكس جوهرها فقد ” زَعَموا أنَّ تعلبًا أتي أَجَمَةَ فيها طَبلَ مُعَلَّقَ علي شَجَرَةٍ وكُلّما هَبّتِ الرّيخٌ علي قُضبان تلك الثَّجَرَةِ حَرَّكُتها فضَرَبَتِ الطَّبلَ فسْمِع ع له صوتٌ عظيمٌ باهِرٌ. فَتّوجَّة التْعلَبٌُ | نحوه لأجلٍ ما سَمِعَ من عَظيم صّوتِه. فلمًا أاه وَجَدَهُ ضحم فأيَنَ في نَفْسِهِ بكثرّة الشّحم والأحم. فَعالجَهُ حتي شلَقّه فلمًّا رآهُ أجوْفَ لا شيء فيه قال: لا أدري لعل
أفثوللَ الأشياءٍ أجهَرُها صوتًا وأعظتها جُتَةٌ “. و ما علاقة هذا التعلب بالطّبل بغير تمثيل لعلاقتك بظاهر الأمور تقفين عندها و تحسبينها الحقيقة كلّها ..”

حينئذ أدركت أختي أنّ هذه الجولة هي الأخيرة من هذا الحوار فقالت و كلّها أمل في نصر قريب:

-“ما أوسع اطّلاعك يا أبت و ما أشدّ تجنّيك على المرأة فنعم تنوّعُ معارفك و بِنْسَ ظلمُ المرأة فهلاً استمعت إلى ردّي لعلّي أفلح في إقناعك بوجهة نظري !؟ .. إنّ المكانة التي حظيت بها المرأة في الإسلام تنهض دليلا على أنّ إقصاءها و حرمانها من إظهار مواهبها و المشاركة في عمليّة البناء قد تزامن دوما مع عصور التدهور و الانحطاط فهل يمكن القول بأنَ المرأة المسلمة عانت من الانتقاص في عصر المتّيادة الإسلاميّة عندما نجد كتب التّاريخ تحدّثنا عن الدّور الأساسيّ و الحاسم الذي قامت به السيّدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في نُصرة الرّسول صلّى الله عليه و سلّم و تثبيته في فجر الدّعوة الإسلاميّة ثم نرى الأهميّة القصوى التي ميّزت دور أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها في رواية أحاديث الرّسول صلَّى الله عليه و سلّم و شرحها و تبليغ سنّة النبي صلوات الله عليه و سلامه الَّذي قال ك”تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا .. كتاب الله و سنت .”
ليكتسي دورها قيمة أكبر في هذا السّياق كما تحدّثنا كتب التّاريخ عن الزّرقاء بنت عدي كيف كانت تقف في جموع المسلمين من أنصار علي بن أبي طالب كَرّم الله وجهه تدعوهم على القتال ثمّ نراها بعد ذلك تقف شامخة أمام معاوية بن أبي سفيان و هو يحاسبها على ما بدر منها فضربت بذلك خير مثال في الوفاء و الثّبات على المبادئ و المواقف الحاسمة و نجدها أيضا تحدّثنا عن شجرة الدرّ التي استطاعت أن تقود أمّة بأكملها في أعتى المراحل و أخطرها في التّاريخ العربيّ الإسلاميّ كما سيطرت الخيزران جارية الخليفة المهديّ و زوجته على مقاليد الأمور في عهده ثمّ حاول ابنها الهادي تقييد سلطتها فقتلته شابًا ثم ظلّت تسيطر على ابنها هارون الرّشيد الخليفة العبّاسيّ المعروف حنّى ماتت في عهده . و أمّا ما ذكرته من أمر حوّاء و اعتبارها سبب خروج آدم من الجنّة فهي ليست المسؤولة وحدها عن ذلك و لكنّها تتقاسم معه الذّنب مناصفة” إذ يقول تعالى في “سورة البقرة”ضمن الآية الخامسة و العشرين :”فأزلّهما الشّيطان فأخرجهما ممّا كانا فيه ” صدق الله العظيم . و بالإضافة على كلّ هذا فإنّ الإسلام قد بوّاً المرأة منزلة رفيعة عندما جعل الجنّة تحت أقدامها فهل يجوز أن يعتبر ديننا الحنيف رضاها معبرًا إلى الجنّة ثم يحطّ من شأنها و يحرمها من أدنى حقوقها في خدمة مجتمعها و بناء واقعها و حضارتها ! ؟ ..”

الخاتمة:

عندما أكملت أختي كلامها لم يقل لها أبي أخطأت أو أصبت .. كلا .. و لم يحاسبها على مما بدر منها في كلامها بل كان يصغي إلى كلّ ما تقوله و كأنّه قد شرع في تدبّر معانيه و تقليبه على مختلف وجوهه ثم نظر إليها نظرة دافئة مليئة بالحنان و العطف و امتدّت أصابعه مرتجفة متثاقلة تداعب خصلات شعرها و لم يقل شيئا بل ودّعها بابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيُه و غادر المنزل بهدوء و بعد يوميّن كان موعد أختي لتقدّم مداخلة فكريّة ضمن اجتماع ينعقد في مقرّ الجمعيّة الَسائيّة و كم كانت دهشتها كبيرة و فرحتها عارمة عندما لمحت أبي جالسا في الصف الأوّل يشجّعها و يصفّق لها بحرارة ليتّضح من خلال ذلك أنّ فضل المرأة اليوم قد غدا مشعًا
على مختلف المجالات و لا يمكن أن ينكره صاحب فكر معتدل و حكم عادل.

الموضوع 2: موضوع فرض جامع في العربية حول محور المرأة

التعليمة: بينما كنتِ وأمَكِ تُتابعان وَمَضاتٍ إشهارية توظف جمال المرأة وسيلة لترويج السلع، عبّرت لكِ عن

فخرها بصورة المرأة في الإعلام وعدّت ذلك مكسبا عظيما يُعزّز مكانتها ورقيّها الاجتماعي والاقتصادي.

أكتُبي نصا حجاجيًا لا يتجاوز الخمسة والعشرين سطرا تُبيّنين فيه لأمّك أنّ تلك الصورة الشوهاء للمرأة تلحقُ

أضرارا فادحةً بالمرأة والأسرة والمجتمع.

التحرير

أنا منبهرة بتحمس أمّي لقضيّة المرأة وإن كنتُ أختلف معها في بعض التفاصيل وقد حانت الفرصة لأخوض معها نقاشا

عميقا في إحدى السهرات الرمضانية، حينها كنتُ أتابع معها ومضات إشهارية تعتمد جسد المرأة أداة لإغراء المشاهدين

باقتناع السلع. والغريب في الأمر أنّها شديدة الافتخار بتلك الصورة النمطية للمرأة بل وتعتبرها إنجازا عظيما يدعم مكانة

المرأة في المجتمع. بعد أن أصغيت بانتباه لوجهة نظرها، خالفتها الرأي تماما.

قلتُ لها في صوت ملؤه الحب واللطف والمودة: ” أمّاه العزيزة … اسمحي لي أن أقول لك بكل أسف أنّي على يقين

بأنّ تلك الصورة الشوهاء للمرأة في وسائل الإعلان والإعلام تلحق أضرارا فادحة بالمرأة والأسرة والمجتمع.

فلقد صار واضحا عندي أنّ المرأة لن تجني من وراء ذلك إلا سرابا خُلّبا حينما يستحيل كيانها مجرد صورة براقة وفتنة

مُعلَّب تُقلبه الكاميرات في أدق تفصيلاته ووضعيّاته لإغواء المشاهد وإحكام السيطرة عليه بتهييج غرائزه

آه يا لشعوري بالخيبة عندما أرى الإعلام ينجح في الترويج لتلك الصورة على أنّها نموذج للمرأة المتحررة والمتقدمة

في حين أنّ تلك الخديعة تُعطّل مسارها نحو التحرّر بل وتُهدّد بابتلاع كلّ ما حققته من مكتسبات جمة في دربها الشائك.

صارخة و وجسد

وما دامت المرأة حجر أساس في الأسرة فإنّ الأضرار ستلحق بها يقينا لأنّ الطفل الذي سيترعرع في أحضانها

سيتغذّى من تلك الصور المهينة للمرأة منذ فتح أنظاره ولن يرى فيها غير كائن ساذج لا هم له إلا القشور وتوافه الأمور

وشد انتباه الذكور ومحصلة ذلك سوء تفاهم وعلاقات متوترة بين الأم وباقي أفراد أسرتها ولو احتكمنا إلى واقعنا المرير

لرأينا صورة المرأة الخادمة في الإشهار قد أثقلت كاهل المرأة بأفراد أسرة متواكلين ينهشون طاقاتها يوميًا بطلبات

مجحفة بعيدا عن مفهوم الأسرة المعاصرة التي تقوم على مبدإ التشارك.

وبالنسبة للمجتمع فنصيبه هو الآخر هائل من الخسران بسبب تلك الصورة النمطية للمرأة التي تساهم في تخليق أجيال

لا تحترم المرأة وتنكّل بها تحقيرا وتعنيفا وتحرّشا في كل الفضاءات.. ومصداق ذلك إحصائية أخريَتْ سنة 2015 أثبتت

أن العنف ضدّ المرأة قد قفز من 27 بالمائة إلى أكثر من 50 بالمائة من نساء تونس وهذا يعني أنّ للإعلام دورا كبيرا

في ارتفاع نسب العنف والجريمة والانحراف وكذلك ترسيخ التبعية العمياء لقشور الغرب لأنّ تلك الصورة المثيرة في

الإعلام لا تروّج للمرأة الغربية فقط بل وأيضا لمجتمع استهلاكي ونمط عيش منبت عن واقعنا. وفي ذلك انتهاك لثقافتنا

العربية الإسلامية يُفضي إلى جعل العربي ممزقا بين قيم دخيلة وأخرى أصيلة تُعمّق لديه الشعور بالنقمة على تفشي

الرذيلة والخطر هنا يكمن في انقياد كثيرين إلى التعصب والتطرّف بدعوى صون الهوية والدين.

لقد بات واضحا جدًا الآن يا أماه أن صورة المرأة الافتراضية مخادعة يدعي فيها الإعلام تحرير المرأة والحال أنه

يُعيد إنتاج قرون الظلام، لإحكام قبضته على الإنسان ذكرا كان أو أنثى. فهل نفرح بذلك ونرضخ أم نقاوم ونصرخ؟! “

أنهيتُ خطابي وأنا أرمق أسى وكَمْدًا يقطر من مقلتي أمّي وبعد برهة امتدت ذراعاها لتعتصرني في حضنها معبّرة

لي عن افتخارها بابنتها وعزمها على مواصلة دربها في تحرير المرأة من كل قيود الماضي المتستر بشعارات الحداثة

كان ذلك اليوم مبعث بهجة وسرور وعمل دؤوب طال كل أفراد أسرتي وشرع يفت شيئا فشيئا في جلمود صخر آن

الأوان للتخلّص من رُزْئِه الجاثم على الصدور.

رابط مجموعتنا للسنة التاسعة أساسي على الفايسبوك

رابط قناتنا على اليوتيوب وفيها شروحات للسنة التاسعة أساسي

العودة لصفحة شرح نصوص محور المرأة في المجتمعات المعاصرة

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.