جدول المحتويات
يقدم لكم الموقع التربوي نجحني فرض مع الإصلاح مادة الإنشاء عربية محور الفن 9 أساسي.
موضوع عدد1 مع الاصلاح محور الفن ( رابط تحميل الموضوع في الأسفل)
الموضوع :
بينما كنتَ تتابعُ وصديقكَ عرضا موسيقيا إذْ أبدى ارتياحا وإعجابا | بهذا العرضِ لأنهُ يحققُ التسليةَ والترفيهَ إلا أنكَ تدخلتْ لتضيفَ بأنَ للفنِ رسالةً أعمق وأهدافا أنبلَ انقلْ الحوارَ الذي دارَ بينكما مركزا على الحججِ والشواهدِ التي اعتمدتها.
التحريرَ:
المقدمةَ:
الفنَ كلمةً تدلُ على المهاراتِ المستخدمةِ لإنتاجِ أشياءِ تحملِ قيمةٍ جماليةٍ وهوَ يرتكزُ على موهبةِ إبداعٍ وهبها اللهُ لكلِ إنسانٍ لكنْ بدرجاتٍ تختلفُ بينَ الفردِ والآخرِ وهوَ لغةٌ خاصةٌ استخدمها الإنسانُ منذُ قديمٍ الزمانِ لترجمةِ التعابيرِ التي تردُ في ذاتهِ الجوهريةِ ودورهِ في حياتنا لا شكَ فيهِ لكنْ لكلِ زوايا | النظرِ الخاصةِ بهِ فالبعض يرى أنهُ في حاجةٍ للفنِ للتسليةِ في حينِ يرى البعضُ الآخرُ أنَ فوائدَ الفنِ أجل منْ مجردِ التسليةِ وهذا هوَ موضوعُ حواري معَ : صديقي حينَ أبدى إعجابهُ وارتياحهُ بالعرضِ الموسيقيِ الذي كنا نشاهدهُ أمسيةً الأحدِ على شاشةِ التلفازِ في منزلي معتبرا أنهُ يحققُ التسليةَ والترفيهَ فقطْ فتدخلتْ لأضيفَ بأنَ للفنِ رسالةً أعمق وأهدافا أنبلَ وحاولتْ تعديلَ رأيهِ منْ خلالِ إثباتِ مزايا فنِ الموسيقى . إذنْ كيفَ يساهمُ هذا الفنِ في الرقيِ بالفردِ والمجتمعِ ؟ وما هيَ الحججُ التي تسلحتْ بها لتعديلِ رأيِ صديقي ؟
الجوهرُ :
كنتَ وصديقي بصددِ متابعةِ عرضٍ فنيٍ في إحدى القنواتِ وما إنَ هذا العرضِ حتى بادرَ رفيقي بالكلامِ قائلاً والبسمةُ تعلو محياهُ أنا أحبُ كثيرا سماعَ الموسيقى وأكاد أجزمُ أنها الفنُ الأقربُ إلى الإنسانِ والأحبّ إليهِ طالما أنها أكثرُ الوسائلِ إمتاعا وأقدرها على التسليةِ والترفيهِ فهيَ تزيحُ الهمَ وتزيلُ الغمَ وتدفعُ الضيقَ نسمعها ، في وقتِ الفراغِ وعندَ الإحساسِ بالانزعاجِ والمللِ أوْ القلقِ لهذا أنا أعتبرُ الموسيقى وسيلةً للمتعةِ لا أكثرَ وهيَ انتهى السببُ الوحيدُ الذي جعلَ الآخرينَ يمدحونها . لبثتْ برهةً أنظرُ إليهِ ووقعَ المباغتةُ يرسمُ في نفسيٍ طعمِ الخيبةِ إذْ سرعانَ ما أدركتْ خطأَ تصورِ صديقي وأيقنتْ تشبتهْ بالظاهرِ وغفلتهِ عنْ الحقيقةِ فصممتْ على تعديلِ رأيهِ وقلتْ بكلِ هدوءٍ ورصانةٍ :
– يا صديقي أنا لا أعارضُ كلامكَ فما تقولهُ صحيحٌ بما أنَ الموسيقى تحققُ التسليةُ والترفيهُ ولكنْ لا يجبُ أنْ نغفلَ عنْ فوائدها الأخرى فهيَ عديدةٌ لا تحصى ولا تعدُ وسأحاولُ جاهدا أنْ أبلغَ غايتها عسى أنْ أغيرَ رأيكَ وأنفضُ عنكَ غبارُ الجهلِ والغفلةِ لا شك في أنَ للموسيقى رسالةً أعمقَ منْ الترفيهِ فهيَ إحدى الفنونِ السبعةِ بلْ هيَ سيدةُ الفنونِ ، هيَ لغةُ تعبيرٍ عالميةٍ نسمعها أينما ولينا وجوهنا في المنزلِ وفي الشارعِ ، في المقاهي وحتى في أماكنِ العملِ بلْ تصاحبنا ولا تكاد تفارقنا في رناتِ الهاتفِ المحمولِ وعبرَ وسائلَ التحميلِ والتسجيلِ الحديثةِ . . هيَ . فنُ قوامهِ اللحنِ والتجانسِ والإيقاعِ والجودةِ الصوتيةِ والعذوبةِ وهيَ قديمةٌ قدمَ الطبيعةَ حيثُ ضرباتُ القلبِ موسيقى وحفيفَ الأشجارِ موسيقى وتغريدَ الطيرِ موسيقى الموسيقى غذاءً للروحِ وشفاءٍ للنفسِ ملهمةٍ الفنانِ مفككةً الأحزانِ محركةً | الشعورِ مهدئةً الأعصابِ مقويةً العزيمةِ مبعدةَ الهزيمةِ وعلاجٍ للمرض.
إذْ يحدثُ سماعَ الموسيقى تغييراتٍ كيميائيةً يمتدُ تأثيرها إلى جميعِ حواسْ الإنسانِ بما في ذلكَ التفكيرِ والتنفسِ والعاطفةِ إذْ تحفزُ المخَ على إفرازِ مادةِ ” الأندروفينْ ” التي تقللُ منْ إحساسِ الإنسانِ بالألمِ وقدْ أوصى العالمُ ابنْ سينا بالاستماعِ إلى الموسيقى لأنها تسكنُ الأوجاعُ حيثُ قالَ : ” إنَ منْ مسكناتِ الأوجاعِ ثلاث : المشيُ الطويلُ والغناءُ الطيبُ والانشغالُ بما يفرحُ الإنسانُ.
” أضفْ إلى ذلكَ تحاربُ الموسيقى أصنافا عديدةً منْ الإدمانِ والاكتئابِ وتوفرِ الرفقةِ وتهدئُ الأعصابُ وتحفزِ النومِ وصدقَ الدكتورُ لوترِ حين قالَ : إنَ مفعولَ الغناءِ والموسيقى في تخديرِ الأعصابِ أقوى منْ مفعولِ المخدراتِ ولهذا دخلتْ الموسيقى اليومِ ضمنَ برامجِ العلاجِ والتأهيلِ في العديدِ منْ المستشفياتِ وخاصةً في الطبِ النفسيِ . وهيَ تبقى أداتي المفضلةَ لتفجيرِ ما في باطنيٍ منْ انفعالاتِ والتحررِ منْ آلامي وهواجسي ، أنصتُ للنغماتِ فأخالها تعبر عنْ ذاتيٍ وتصورٍ لي عالما جميلاً رحبا فتسري عني وتنسيني همومي وتجعلني في حالةِ انطلاقِ قصوى ، تشعرني بأني كائنٌ حرٌ مليءٌ بالأحاسيسِ النابضةِ وتزيدني قوةٌ وإقبالاً على الحياةِ وخيرِ دليلٍ على كلامي قولَ بونابارتْ أكثرَ شيءٍ يؤثرُ في بعدَ أمي الموسيقى ” فهيَ لغةُ الروحِ والمشاعرِ تعايشَ الإنسانِ في ساعاتِ الحزنِ والفرحِ وفي الهزيمةِ والانتصارِ فهلْ لكَ أنْ تتصورَ يا صديقي كيفَ ستكونُ حياتنا منْ دونِ موسيقى ؟
ستكونُ حتما بلا روح ولا لون ولا طعمَ أضفْ إلى ذلكَ أنَ للموسيقى فوائدَ على على المرأةِ الحاملُ فهيَ تؤدي علاجا وقائيا لكثيرٍ منْ الأمراضِ النفسيةِ والعصبيةِ والجسديةِ بما أنها تشكلُ أحدَ أبرزِ وسائلِ تخفيفِ الضغطِ النفسيِ عنْ الأمِ والجنينِ في الوقتِ نفسهِ وتوطيدِ العلاقةِ بينهما . ولها أهميةٌ كبرى في تغذيةِ روحِ الطفلِ القادمِ إلى الحياةِ فالجنينُ قادرٌ على سماعِ الأصواتِ والتمييزِ بينَ النغماتِ ابتداءً منْ الشهرينِ الثالثِ والرابعِ للحملِ ومنْ المعلومِ أنَ سماعَ المرأةِ الحاملُ للموسيقى مفيدٌ كثيرا ويساعدها في تخفيفِ آلامٍ . الولادةُ وعلى سبيلِ المثالِ فإنَ بلديةَ روما مازالتْ تحرصُ حتى يومنا هذا على تنظيمِ حفلاتٍ موسيقيةٍ تحضرها النساءُ الحواملُ بهدفِ الترويحِ وتحسينِ المزاجِ.
ومنْ المعروفِ أنَ الأمهاتِ ومنذُ أقدمَ العصورَ يساعدنَ أطفالهنَ على النومِ بترانيمِ ذاتِ ألحانٍ خاصةٍ تجعلُ الطفلَ يهدأُ لسماعها وما يلبثُ أنْ يستسلمَ السباتُ عميقٌ . وتساعدَ الموسيقى على تنميةِ التوافقِ الحركيِ والعضليِ في النشاطِ الجسميِ وعلى تقويةِ مجموعةٍ منْ المهاراتِ الحركيةِ وتدربُ الأذنُ على التمييزِ بينَ الأصواتِ المختلفةِ ومنْ الناحيةِ الانفعاليةِ فإنَ للموسيقى تأثيرا إيجابيا على شخصيةِ الطفلِ وعلى قدرتهِ على التحررِ منْ التوترِ والقلقِ فيصبح أكثر توازنا وجدانيا وسلوكيا وتستثيرُ فيهِ أحاسيسُ عديدةٌ كالفرحِ والحزنِ والشجاعةِ والتعاطفِ وغيرها.
وهوَ ما يساهمُ في إغناءِ عالمهِ بالمشاعرِ التي تزيدُ منْ إحساسهِ بإنسانيتهِ وأما منْ الناحيةِ الاجتماعيةِ فإنَ التربيةَ الموسيقيةَ تساهمُ في تنميةِ الجوانبِ الاجتماعيةِ لدى الطفلِ حيثُ أنَ الغناءَ والألعابَ الموسيقيةَ تقوي ثقتهُ بنفسهِ فيعبر عنْ نفسهِ بلا خجلٍ ويوطدُ علاقتهُ بأقرانهِ ونظرا لأهميتها في التربيةِ فقدْ نصحتْ إحدى المؤسساتِ التربويةِ الألمانيةِ بتوظيفِ الموسيقى المساعدةِ المتعلمينَ على استذكارِ دروسهمْ منْ منطلقٍ أنَ الموسيقى الهادئةَ تعدْ أداةٌ مثاليةٌ لمساعدةِ الطفلِ على التذكرِ وتطويرِ القدراتِ الذهنيةِ وتنشيطِ المخِ فإذا صاحبٌ العملِ موسيقى هادئةً ومسكنةً فإنها تساعدُ المستمعَ على التركيزِ والتفكيرِ والتحليلِ العميقِ وتيسرَ لهُ الإبداعُ والابتكارُ أيْ المزيدَ منْ النجاحِ الحياةِ طالما أنها تزودهُ بالمحفزاتِ في الوقتِ الذي تجمعَ فيهِ الدراساتُ أنَ أولَ أسبابِ الفشلِ قلةَ الحافزِ والاهتمامِ إذن لا يمكنُ أنْ نعدَ الفنُ بجميعِ أنواعهِ زينةً بلْ هوَ أداةُ تعبيرٍ عنْ الذاتِ ورقيٌ بها وهوَ ما أعلنهُ ألانَ
: ” ليسَ الفنُ مجردَ زينةٍ أوْ حليةٍ أوْ مجردٍ لهوَ ولعبَ بلْ هوَ نشاطٌ إبداعيٌ يعبرُ عنْ قدرةِ الروحِ البشريةِ على تسجيلِ نفسها في صميمِ العالمِ الخارجيِ ” كما تدربَ الفردُ على الانضباطِ وحسنِ الإصغاءِ والتعاملِ الهادئِ معَ الآخرينَ والاستمتاعُ بمظاهرِ الجمالِ في محيطهِ ، والموسيقى تجردَ الإنسانِ عامةً منْ كلِ شيءٍ سيئٍ خصوصا القسوةَ والخداعَ . والحقدُ وتزرعُ فيهِ الحنانُ والمحبةُ وتجعلهُ إنسانا بأتمَ معنى الكلمةِ في زمنٍ امتلأَ بالوحوشِ فكلِ منْ يسمعُ الموسيقى هوَ نبعُ منْ الحبِ والعطفِ والإخلاصِ ويمكنُ التحققُ منْ ذلكَ منْ خلالِ المقارنةِ بينَ فردٍ يستمعُ للموسيقى وآخرُ لا يصغي لها فالأولِ أكثر رومانسيةً وتأدبا وتعقلاً وحبا للحياةِ ونظرتهِ لها يملؤها التفاؤلُ والمرحُ على النقيضِ منْ الثاني الذي تغلبَ عليهِ القسوةُ والانغلاقُ وما أصدقُ نيتشهْ في قولهِ : ” لولا الموسيقى لكانتْ الحياةُ خاطئةً ” . إنَ تأثيرَ الموسيقى لا يقتصرُ على الإنسانِ فقطْ بلْ يتعداهُ إلى النباتاتِ فتنعشها وإلى الحيواناتِ فتجعلها أكثرَ إنتاجا فقدْ ثبتَ أنَ الموسيقى تحفزُ البقرةُ على زيادةِ إدرارِ الحليبِ ومنذُ أقدمَ العصورَ والرعاةَ يوظفونَ النايُ لإثارةِ قابليةِ الأغنامِ للرعي والعنكبوتِ منْ أشدِ الحيواناتِ تأثرا بالموسيقى فلا تكادُ تسمعُ الأنغامُ حتى ترسلَ خيوطها في الجهةِ التي يصدرُ منها الصوتُ إلى أنْ تقتربَ منهُ فتلبثْ جامدة وقدْ قالَ الراجزُ والطيرِ قدْ يسوقهُ الموتُ * إصغائهِ إلى حنينِ الصوتِ ولتعلمٍ ، أنارَ اللهُ بصيرتكَ ، أنَ الموسيقى كانتْ تستخدمُ أيامَ الحروبِ لبثَ روحَ الحماسةِ في المقاتلينَ وكانَ المصريونَ في الممالكِ القديمةِ يعدونَ هذا الفنِ أحدَ العلومِ الأربعةِ المقدسةِ ويحيطونها بكلّ أنواعِ الاحترامِ وكذلكَ قدماءُ الصينِ يعتقدونَ بوثيقِ ارتباط الموسيقى بحياةِ الدولةِ وأنَ كلَ ما يصيبُ المملكةَ منْ خيرِ أوْ شرِ مرجعهِ الموسيقى وفي الهندِ كانوا يعتقدونَ أنها هبةٌ منْ الآلهةِ مباشرةِ أما بالنسبةِ إلى العربِ.
فقدْ اشتهروا منذُ العصرِ الجاهليِ بفنِ الغناءِ والشعرِ وكانتْ للجاريةِ المتقنةِ للغناءِ قيمةً كبرى عندهمْ ومنْ الرواياتِ القديمةِ . التي كانتْ تحكي أنَ الطيرَ والوحوشَ كانتْ تصغي إلى صوتِ النبيِ داوودْ والسبعينَ نغمةَ التي كانتْ تصدرها حنجرتهُ وكانَ منْ يسمعها يغمى عليهِ منْ الطربِ . ذهلَ صديقي لكثرةِ الحججِ التي عرضتها عليهِ ووجاهتها واستعظمها لكنهُ تحاملَ على نفسهِ وجمعُ شتاتِ فكرةٍ ثمَ أردفَ – قدْ سلمنا بمزايا الموسيقى في المجالِ النفسيِ والتربويِ لكنَ فضلها لا يتجاوزُ | حدودَ الفردِ وليسَ لها منْ قيمةٍ على مستوى المجموعةِ أيقنتُ أنْ صرحَ الآباءُ قدْ بدأَ ينهارُ وأنَ حججي قدْ نهشتْ أسسُ رأيِ صديقي فأتممتُ ما بدأتْ بهِ عظمةٌ .
متىْ سما الفردَ ارتقى المجتمعُ ولا جدال في أنَ شعبا دونَ فنِ كجسدٍ دونَ روحٍ ولا نبالغُ في القولِ إنَ الفنَ هوَ منبعُ كلِ حضارةٍ فإذا أردتُ معرفةُ مدى أمةٍ فانظرْ إلى حالِ الفنِ فيها فالأهراماتُ مثلاً تبرزُ مدى ذكاءٍ المصريينَ وقوتهمْ وقدرتهمْ على الإبداعِ والموسيقى رسالةً استخدمها الفنانُ لإثارةِ قضايا اجتماعيةٍ وإنسانيةٍ أوْ سياسيةٍ والأمثلةِ على ذلكَ كثيرةً فهذهِ موسيقى الجازِ قدْ كانتْ في بدايتها صرخةً ضد الميزْ العنصريَ ولا يمكنُ أنْ نعدَ الأناشيدُ التي تغنتْ بالوطنِ وبالخيرِ والتحاببْ والسلمُ ودعتْ إلى القيمِ المثلى ولا يجبُ أنْ نغفلَ عنْ دورِ الموسيقى في التقريبِ بينَ الشعوبِ وتوطيدِ الصلاتِ والدفعِ التسامحِ والانفتاحِ على الآخرِ فلا رقيَ دونَ فنٌ ولا حياةً دونَ فنِ وهوَ كالعينِ | الجاريةِ إذا كثرتْ مياهها كثرَ الخيرُ وإذا قلتْ ماتَ الزرعُ وحلُ الشرِ فنعمَ الحياة حياةَ شعوبٍ علا فيها الفنُ وأشعْ وهوَ يبقى أداةَ بها نعيشُ وبها نرتقي وكما قالَ معروفْ الرصافي واجعلْ حياتكَ غضةً بالشعرِ والتمثيلِ والتصويرِ والموسيقى تلكَ الفنونِ المشتهاةِ هيَ التي * غصنُ الحياةِ بها يكونُ وريقا لذلكَ نحنُ معَ . الكلمةُ الجميلةُ والنغمةُ العذبةُ والصوتُ الشجيُ وندعو إليها فهيَ منْ مقوماتِ العقلِ السليمِ المحبِ للحياةِ والتفاؤلِ والسعادةِ فهيا نمتع بها آذاننا وعقولنا وأرواحنا . الخاتمةُ :
أنهيتُ كلامي وكمْ كانتْ سعادتي كبيرةً حينَ استطعتُ تعديلُ رأيِ سديقي وإقناعهُ بفوائدِ الموسيقى الجمةِ فمتى يهجرُ الشبابُ أدعياءَ الفنِ ؟ ومتى يتمسكونَ بالموسيقى الأصيلةِ المحققةِ لتلكَ الفوائدِ ؟



موضوع عدد2 مع الاصلاح محور الفن
محور الفنون :
“الموسيقى هي لغة النفوس و الألحان نصيمات لطيفة تهز أوتار العواطف” (جبران)
وجد الإنسان فوجدت معه الموسيقى في لغته التي خاطب بها الطبيعة من حوله يفضلها عبر عن أحاسيسه و انفعالاته مع ما يراه ويسمعه و يشعر به منذ أن سمع خرير الماء وصدى صوته في أرجاء كهفه و منذ اصطفت خصية على خصية و منذ أن ضرب كفا بكف ومنذ ميز أصوات الحيوانات . تلك النغمات و الإيقاعات الهمته لغة جديدة سهلة معبرة تتجاوز الحدود. لذلك منذ ذلك العهد إلى اليوم لم تنفق الشعوب على شيء مثل حبها للموسيقى . الموسيقى لغة عالمية تلامس شغاف القلب . فأنت تستمتع بموسيقى الشعوب الأخرى دون أن تضطر لفهم لغتها لأن الموسيقى هزات تغمر نفسك فتثير وجدانك و تستحوذ عليك . هي تخاطب روحك قبل أن تخاطب عقلك – الموسيقى أنواع : • ذات النسق السريع : تنشط
- حجة تاريخية :
الهادئة : تساعد على الراحة والاسترخاء
الحزينة : تضمد جراح الروح وتواسيها في محنتها
تعبر الموسيقى عن عواطف الإنسان التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات فهي امتداد لرغبته الطبيعية في التعبير عن ذاته، وتاريخ البشرية زاخر بعديد الأمثلة تبرز كيف وظف الإنسان الموسيقى للتعبير عن رأيه ، موقفه ، شعوره
اهتم العرب اهتماما بالغا بالموسيقى ونظروا إلى هذه الصناعة نظرة إجلال و احترام و حظى المجيدون فيها بكل عناية و تقدير و شغف بها الخلفاء والأمراء والفلاسفة و حتى العلماء الزازي / ابن سينا / الفارابي …) فحقق العرب منجزات كبيرة في صنع الآلات الموسيقية (العود / الربابة / الدفوف) و وضعوا المقامات و الأوزان .
تمكنت الحضارات القديمة في كل من اليونان ومصر والصين والهند من الوصول لسحر وأثر الموسيقى على الإنسان، فنجدهم قد قاموا باستخدامها في طقوسهم الدينية، كوسيلة للسمق والوصول عن طريقها إلى درجة الشفافية. أما الموسيقى عند المنصوف، فلها وضع أكثر تعمقاً وعلوا، إذ جاء في كتاب ) السماع الروحي في التقليد الصوفي )، بأن الاستماع للموسيقى يصل بالإنسان إلى حالة النشوة الروحية. حجة واقعية :
قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المجتمعات التي يشيع فيها العنف والكراهية وحتى الإرهاب الجسدي والمعنوي هي تلك المجتمعات التي تعادي الفنون وتحزم الشعر والموسيقى و الرسم فالموسيقى تبعث في النفس حب الحياة و تذوق الجمال والأمل في المستقبل فينشا البشر أسوياء وتلك هي رسالة الفنون عامة و الموسيقى بشكل خاص
“بيتهوفن” في سيمفونية الثالثة قام بالرد على أطماع ” نابليون بونابرت” بتيار صارخ من الأنغام، تعبر عن عواطف البشرية في طلب الحرية، ورفضها للظلم والحرب والدماء.
إنها أداتي المفضلة لأنحزر من بركان أحاسيسي فيتفجر ما في باطني من انفعالات و هي تعبر عن ذاتي ، تنسيني همومي ، تصور لي عالما جميلا رحبا ، تعطني في حالة انطلاق قصوى تشعرني بأني كائن حر كائن مليء
بالأحاسيس و المشاعر النابضة حياة وقوة و إقبالا على الحياة .”. (عبد الرحيم البحريني )
” أكثر شيء يؤثر في بعد أتي الموسيقى ” نابليون بونابرت : قائد عسكري)
” من لم يحركه الزبيع وأزهاره والعود و أوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج ” ( حامد الغزالي)
” لولا الموسيقى لكانت الحياة ضربا من القطا ” ( نيتشه – فيلسوف .)
“الموسيقى لغة الروح والمشاعر والأحاسيس وفي ذلك الشيء اللامصوس الذي يعايش الإنسان في ساعات الحزن والفرح و التنذر و الهياج و الثورة والموسيقى قديمة قدم الإنسان التاريخي حيث ضربات القلب موسيقى و حليف الأشهار موسيقى وايد الطير موسيقى… إلى أن أبدعها من جديد بيتهوفن… تشايكوفسكي موزارت …..” ( مجلة العربي ) الموسيقى تهذب الذوق و تحث على الفضيلة وتنظر من الرذيلة تتسمع بروح الإنسان عن القبح والرداءة و مصداق ذلك قول الأديب العربي ابن عبد ربه ” الموستى نبعث على مكارم الأخلاق “
أضرار الموسيقى الصائبة : يذكر “بروفسور” علم النفس الإكلينيكي الدكتور روبرت بيلنجز” أن النفرض على المدى الطويل لموسيقى مرتفعة الترددات ومرتفعة الشدة، الله يسيب مضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الموت، حيث إن ما يحدث عند سماع أي نوع من أنواع الموسيقى الصائبة أن هذه الذبذبات و الترددات العالية تخترق جسم الإنسان و تنفذ إلى أعضائه الداخلية، فيشرها الجسم بأنها خطر عليه، فيفرز هرمونات مثل “الأدرينالين” و”الكورتيزون”. فيسبب ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم ودقات القلب والكولسترول ويؤذى الاستماع إلى الموسيقى الصائبة إلى أضرار
على مستوى كل خلية من خلايا الجسم، ويفسرها الجسم كصورة من عمور الألم ليزيد من معدل إفراز الهرمونات المسكنة، وما يصاحبها من نشوة و لذة و متعة، وذلك ما يأسر إدمان المراهقين على هذا النوع من أنواع الموسيقى هذه الموجة الجديدة من الموسيقى و الثناء تمثل تحديا ساخرا على الفن وعلى رسالته النبيلة، فهي بدل أن تسمو بالإنسان تنحدر به إلى أدنى المراتب عندما تثير غرائزه و تتخذ من العراء والإثارة وسيلة لشد الانتباه إليها. بعض الأغاني المصورة تافية سطحية الأفكار تخلف أثرا سلبيًا في المتلقي .
” الفيديو كليب تجارة تمتين قيمنا وتقاليدنا وهويتنا الثقافية ” ( محمد ثروت : مطرب) التقليد الأعمى لفن الغناء الغربي وإيقاعاته ما جعل موجة جديدة من السلوكات تغزو مجتمعنا العربي نشرت قيمه و هددت أصالته كما ابتعدت به عن خصوصيته الموسيقية.
” إن ما طرأ على الموسيقى العربية و أغانيها من تهجين و خلط جعل طابعها بلا هوية “رتيبة حلقي : دكتورة في
الموسيقى )
. (انظر إلى عنصر بعض الظواهر السلبية في الفن )