الأولى ثانويالتعليم الثانوي

شرح نص الصديق الشافع – السنة الأولى ثانوي مع الإجابة عن الأسئلة

شرح نص الصديق الشافع : السنة الأولى ثانوي مع الإجابة عن الأسئلة من محور الغزل.

شرح نص الصديق الشافع
شرح نص الصديق الشافع

التّقديم
قصيدة عموديّة غزليّة على بحر الطّويل، مُقتطفة من ديوان جميل بن معمر، تندرج ضمن المحور الأوّل: شعر الغزل في القرن الأوّل للهجرة

الموضوع
تحميلُ الشّاعر خليليه رسالة حبّ إلى بُثينة و تعبيره عن تمزّقه بين الوصل و البين ” الهجر”
يستنجد الشاعر (جميل بن معمر) بالخليلين لتحقيق الوصال الروحي مع المعشوقة تخفيفا لمعاناته النفسية

التقسيم
المقاطع
يمكن تقسيم النّصّ إلى ثلاثة مقاطع حسب معيار تنوّع الضّمائرمن بيت 1 الى بيت 4: ضمير المخاطب المثنّى ( أنتما ): تحميل الشّاعر خليليه رسالة حبّ إلى بثينة
الى بيت 5 الى بيت 8: ضمير الغائب المفرد المؤنّث ( هي ): تمزّق الشّاعر بين الوصل و الهجر
البقيّة: ضمير المخاطب المفرد المذكّر ( أنت ): دعاء الشّاعر بالقرب من حبيبته في الحياة و في الموت
المقطع الأوّل: تحميل الشّاعر خليليه رسالة حبّ إلى بثينة

( يا ) خليليّ: جملة نداء
المُنادى: الخليلان
يفيد النّداء: الالتماس
عوجا – ألمّا – اشفعا – بُوحا: أمر يُفيد الالتماس
← أسلوب إنشائي طلبي
يلتمسُ الشّاعر من خليليه أن يعوجا على الحبيبة للاضطلاع بدور السّفارة ( حمل رسالة إلى الحبيبة = رسالة شفويّة )
الرّسول عُنصر مساعد في القصّة الغراميّة
مُخاطبة الخليلين سنّة شعريّة متوارثة دأب عليها الشّعراء العرب منذ عصر الجاهليّة

يقول طرفة بن العبد
لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ تلُوحُ كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
يقول امرؤ القيس
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
يستحدث الشّاعر الخليلين في القصيدة حتّى يبثّهما مشاعره و أحاسيسه ( أحزانه و آلامه )
كأنّ الشّاعر يُريد أن يُخفّف عن نفسه باستحداث عنصر الخليلين
هذا العنصر مرتبط ببيئة العربيّ ← بيئة قاسية معادية تجعل العربي يشعر بالوحدة
هذا الشّعور النفسيّ يولّد حاجة ماسّة إلى استحداث ” الآخر ” للتّواصل معه
عنصر الخليلين أصبح من الثوابت الشكليّة في القصيدة العربيّة
← التّقليد هنا لا يمكن أن يُغيّب بعض مظاهر التّجديد في هذه القصيدة
تمحّض القصيدة لغرض الغزل عند جميل بن معمر و من شاكله من شعراء الغزل في القرن الأوّل للهجرة
أصبح الغزل غرضا مستقلّا بذاته، به تبدأ القصيدة وتنتهي بعد أن كان قسما تابعا في النموذج الجاهلي يسمّى النسيب
بنية القصيدة النموذجيّة الجاهليّة: الوقوف على الأطلال + النّسيب ( ذكر محاسن المرأة الحبيبة ) + الرّحلة + غرض القصيدة: فخر / مدح / هجاء / رثاء

يقول ابن قتيبة في مقدمة كتابه ” الشعر الشعراء “
سمعت بعض أهل الأدب يذكر أن مقصد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدمن والآثار، فبكى واشتكى وخاطب الربع،
واستوقف الرفيق، ليجعل ذلك سبباً لذكر أهلها الظاعنين، إذ كان نازلة العمد في الحلول والظعن، على خلاف ما عليه
نازلة المدر؛ لانتقالهم من ماء إلى ماء وانتجاعهم الكلأ، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان. ثم وصل ذلك بالنسيب، فشكا
شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق، ليميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه، وليستدعي إصغاء الأسماع
لأن التشبيب قريب من النفوس، لائط بالقلوب؛ لما جعل الله في تركيب العباد من محبة الغزِل وإلف النساء، فإذا استوثق
من الإصغاء إليه، عقب بإيجاب الحقوق، فرحل في شعره وشكا النَّصَب والسهر، وسُرى الليل وحرّ الهجير وإنضاء
الراحلة والبعير. فإذا علم أنه أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمام التأميل، بدأ في المديح، فبعثه على المكافأة وهزه على السماح

← التّجديد ليس قطعا مع الماضي و محوا لمنجزاته
← التّجديد يولد من رحم الماضي
عُوجا: ميلا
عذبة الأنياب / طيّبة النّشرِ: معجم الغزل
كناية عن الحبيبة
عذبة طيّبة: صفة مشبّهة
لم يُصرّح الشّاعر في بداية نصّه باسم حبيبته و لكنّه توسّل الكناية ( ستعوّض الصّفات اسم الحبيبة )

صورة الحبيبة:
عذبة الأنياب: عذبة الرِّيق ( مفلّجة الأنياب لو أنّ ريقها ** يداوى به الموتى لقاموا من القبر )
طيّبة النّشر: طيّبة الرّائحة
← صورة ماديّة حسيّة
هذه الصّورة هي أقرب إلى التّعويض ( النّفسي ) منها إلى الحقيقة
← يبدو الشّاعر في هذا البيت الأوّل مُحافظا على وصايا بثينة، فهو قد التزم بكتمان السرّ عن طريق:
تجنّب زيارة الحبيبة ( تكليف الخليلين للقيام بذلك )
عدم التّصريح باسم الحبيبة ( التّكنية عوّضت التّصريح بالاسم )
إن عُجتما… شكرتكما…: جملة شرطيّة تلازميّة
حتّى أغيّب في قبري: انتهاء الغاية الزمنيّة
تظهر الوظيفة التأثيريّة في هذا المقطع من خلال الجملة الشرطيّة و استعمال ضمير المخاطب المثنّى ( أنتما ): اعتبر
الشّاعر هذه المهمّة / هذا التّكليف ( تبليغ الرّسالة ) معروفا لا يمكن أن ينساه حتّى يُغيّبه الثّرى

وظيفة الخليلين: تبليغ الرّسالة
مضمون الرّسالة: السّلام + طلب الشّفاعة ( شفَع لفلان : سأل له العفو والتجاوزَ عن ذنبه )
سقاها الله: دعاء
أسلوب إنشائي طلبي
سقى القطر مدامع: معجم الماء
تحضر هنا رمزيّة الماء: الخلق + البعث + الحياة + العطاء + الكرم

الدّعاء للحبيبة بسقاية من أعذب الماء فيه رغبة في بعث الحياة من جديد أي في تجديد تلك العلاقة التّي حكمت عليها
نواميس المجتمع البدويّ بالفشل الماديّ ( الفراق و البين )
أترتاح: جملة استفهاميّة
إنّ غاية الشّاعر المركزيّة من هذا التّكليف هي تبيّن حقيقة مشاعر بثينة بعد حدث الفراق: هل أثّر البُعد الماديّ في مشاعر الحبيبة أم لا؟
المقطع الثّاني: تمزّق الشّاعر بين الوصل و الهجر
إن لم تكن… فسوف يرى
إن تكُ… فسوف يرى

← الشرط
يُعبّر الأسلوب الشّرطيّ التلازميّ عن حيرة الشّاعر و تمزّقه بين الوصل و الهجر: عدم اليقين
حالة الوصل ← مظاهرها: الاشتياق + اللّوعة ( معنويّا ) + الدّمع ( ماديّا )
حالة الهجر ← مظاهرها: الصُّدود + الإعراض
لم تكن / لم تنس: نفي
يجري: استعارة
المؤنّب: اللاّئم
الخيانة و الغدر: مركّب عطفي: مضاف إليه
تنزيه الشّاعر الحبيبة عن الخيانة و الغدر

← هذا الحسمُ هو من قبيل الأمنيات و محاولة التّخفيف عن هذه النّفس الممزّقة بين الوصل و الهجر
صورة المحبّ: الارتباك + الحيرة + الخوف + الألم + المعاناة + التمزّق + الضّعف + الانكسار
المقطع الثّالث: دعاء الشّاعر بالقرب من حبيبته في الحياة و في الموت
أعوذ بالله: جملة دعاء
أعوذ: أحتمي
جاوِرْ: أمر يفيد الدّعاء
موت قبر حشر: معجم الموت و الفناء
خوف الشّاعر من البعد عن الحبيبة في الشّيخوخة و الممات
تأكيد ما يسود الغزل العذريّ من حرمان و قسوة و ألم و بُعد، يجعل الشّاعر يتمنّى الموت إذا كان فيه قرب من حبيبته
← انزياح دلالي: الانزياح بالمعاني من دلالاتها الأصليّة إلى دلالات مبتكرة و طريفة
مفهوم ” الموت ” أُفرِغ من محتواه السلبيّ ( حدث غير مرغوب فيه ) و شُحن بمدلولات إيجابيّة جديدة: حدث مرغوب
فيه :سبب يتقرّب به الشّاعر من الحبيبة

الشرح التحليل التفصيلي :
المقطع الأول :
طرفا الخطاب فيها هما : متكلم (الشاعر) مخاطب (الخليلان)
إستنجد الشاعر (جميل بن معمر) بالخليلين يعكس علاقة التباعد و الإنفصال يبنه و بين الحبيبة
يلعب الخليلان دورًا مهمًا في حياة الشاعر. هم الرسول الشاعر لعشيقته، ويتيح للشاعر وسيلة للتخفيف من معاناته
النفسية. هم أيضًا شخصية خيالية تساعد العشاق على تحقيق الارتباط الأخلاقي بعد استحالة الاتصال الحسي. هم أحد
أطراف القصة الغزلية التي تساعد العشاق ، على عكس الأطراف الأخرى التي تعرقل العشاق وتقيم الفراق بينهم ، و
تكرس الإنفصال بينهما كالواشي و الرقيب و العدو
.

يتطلع الشاعر إلى تحقيق وصال معنوي بواسطة الخليلين .
أساليب الخطاب :
*صيغ الأمر : عوجا ألما إشفعا بوحا
أسلوب الدعاء : سقاها الله
أسلوب الإستفهام : أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
ترتسم للشعار من خلال هذه الأساليب صورة المحب العذري لما يحمله من مشاعر الشوق و الحنين تجاه المعشوقة و بما
يشعر به من حيرة و غذاب بسبب هجرها و غيابها و بما يتطلع إليه من وصال معها .

المقطع الثاني :
يتبنى الشاعر محاورا غائبا لمناقشة العلاقة مع الخليلان. وهي يؤكد أن الحبيب غير موجود وحالة الفراق والمسافة بين الحبيبين… إعتماد الشاعر ضمير المخاطب الغائب هي يؤكد غياب الحبيبة عنه و حالة التباعد و الإنفصال بين العاشقين

وضب الشاعر التركيب الشرطي التلازمي .
الجملة الشرطية ① : فإن لم تكن … فسوف يرى منها …
الجملة الشرطية ② : و إن تكن قد حالت … فسوف يرى …
يعكس التركيب الشرطي التلازمي حالة الحيرة و الصراع و الشك الذي إنتاب الشاعر بسبب غياب الحبيبة و هجرها . يبدو الشاعر ممزقا بين الأمل و اليأس :
أمله في إستمرار التجربة العاطفية و محافظة الحبيبة على العهد و يأسه من إنقطاع العلاقة و غدر و خيانة الحبيبة له : حالة الشك و الصراع وجه من وجوه معاناة الشاعر النفسية .

المقطع الثالث :
ينتقل الشاعر من مخاطبة الحبيب إلى طلب المساعدة من الله من خلال الدعاء. يفعل ذلك بالصلاة على النحو الذي ينفع به
المدعو وهو الجوار. وأسلوب التسبيح في الدعاء هو “يا حبيبتي”. تتضاعف معاناة الشاعر ، حتى يصل إلى مستوى من
الارتباط مع الحبيب يفوق ما كان عليه هو والمحبوب من قبل.

قصيدة الصديق الشافع
النص
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما *** على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما لي ساعة *** شكرتكما حتى أغيب في قبري
ألما بها ثم اشفعا لي و سلما *** عليها، سقاها الله من سائغ القطر
و بوحا بذكري عند بثنة و انظرا *** أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
فإن لم تكن تقطع قوى الود بيننا *** و لم تنس ما أسلفت في سالف الدهر
فسوف يرى منها اشتياق و لوعة *** ببين و غرب من مدامعها يجري
و إن تك قد حالت على العهد بعدنا *** و أصغت إلى قول المؤنب و المزري
فسوف يرى منها صدود و لم تكن *** بنفسي من أهل الخيانة و الغدر
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى *** ببثنة في أدنى حياتي و لا حشري
و جاور إذا ما مت بيني و بينها *** فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري
جميل بن معمر

تعريف بجميل بثينة .. جميل بن معمر
جميل بن معمر المُلقب جميل بثينة، هو جميل بن عبد الله بن مَعْمَر العُذْري القُضاعي، ويُكنّى أبا عمرو (ت. 82 هـ/701
م) شاعر ومن عشاق العرب المشهورين. كان فصيحًا مقدمًا جامعًا للشعر والرواية. وكان في أول أمره راويا لشعر هدبة
بن خشرم، كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد. لقب بجميل بثينة لحبه الشديد لبثينة بنت حيان.

جميل وبثينة
عشق جميل بثينة بنت يحيى من بني ربيعة، فانطلق ينظم الشعر فيها فجمع له قومها جمعًا ليأخذوه إذا أتاها فحذرته بثينة فاستخفى وقال:
فلو أن الغادون بثينة كلهم *** غياري وكل حارب مزمع قتلي
لحاولتها إما نهاراً مجاهراً *** وإما سرى ليلٍ ولو قطعت رجلي

الصور الشعرية في القصيدة

تعتبر الصور الفنية في قصيدة “الصديق الشافع” لجميل بن معمر من بين الأصول الأدبية المهمة التي استخدمها الشاعر. وتتضح هذه الصور الفنية من خلال التشبيهات المستخدمة في القصيدة. ففي سطور القصيدة، يقارن الشاعر بين بعض الأشياء الملموسة والمألوفة وذات الصفات المعينة بأشخاص أو مفاهيم محددة، بهدف إبراز تلك الصفات وإيصال المعاني بشكل أكثر تأثيرًا وجمالًا.

فمن بين هذه الصور الفنية التي تجدر الإشارة إليها في القصيدة:

  1. صورة “عَذبَةِ الأَنيابِ”: يشبه الشاعر الأنياب بطعام أو شراب عذب، ولكنه يحذف المشبه به ويبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. بهذا التشبيه، يعبّر الشاعر عن شدة الشوق والحنين الذي يشعر به تجاه الصديق.
  2. صورة “يُرى مِنها اِشتِياقٌ”: يشبه الشاعر الاشتياق بشيء يُرى، ولكنه يحذف المشبه به ويبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. بهذا التشبيه، يعبر الشاعر عن شدة الشوق والاحتياج للصديق بشكل يمكن للقارئ تصوره وتجربته.
  3. صورة “بَلِيَ الهَوى”: يشبه الشاعر الهوى بشيء يبلى، ولكنه يحذف المشبه به ويبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. بهذا التشبيه، يعبر الشاعر عن تأثير الحب والهوى الذي يتلاشى ويبلى مع مرور الزمن.
  4. صورة “هِيَ البَدرُ”: يشبه الشاعر المحبوبة بالبدر، ويذكر المشبه والمشبه به ويحذف أداة التشبيه ووجه الشبه. بهذا التشبيه البليغ، يعبر الشاعر عن جمال وسحر المحبوبة بطريقة تجعلها تشبه البدر الساطع في السماء.
  5. صورة “أَصرِفُ وَجدي”: يشبه الشاعر الوجد بشيء يمكن صرفه في أنحاء متعددة، ولكنه يحذف المشبه به ويبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. بهذا التشبيه، يعبر الشاعر عن تنوع وغزارة مشاعره وأفكاره التي يمكنه توجصرفها وتوجيهها في مختلف الاتجاهات.

هذه الصور الفنية تعزز قوة التعبير والإيحاء في قصيدة “الصديق الشافع”، وتساهم في تجسيد المشاعر والأفكار التي يحملها الشاعر تجاه الصديق. ومن خلال تلك التشبيهات المكنية، يتمكن الشاعر من إيصال الرسالة بشكل بليغ وجميل، وإثارة استجابة القارئ وتفاعله مع القصيدة.

العودة لصفحة شرح نصوص محور الغزل – السنة الأولى ثانوي

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.