التعليم الإبتدائي

موضوع مقال أدبي منجز -الأولى ثانوي مع الإصلاح – كليلة ودمنة – الحكاية المثلية

موضوع مقال أدبي منجز -الأولى ثانوي مع الإصلاح عن كليلة ودمنة في الحكاية المثلية

محور الحكاية المثلية في كليلة ودمنة التدريب الأول في تصميم التحرير.

موضوع مقال أدبي منجز -الأولى ثانوي مع الإصلاح - كليلة ودمنة - الحكاية المثلية
موضوع مقال أدبي منجز -الأولى ثانوي مع الإصلاح – كليلة ودمنة – الحكاية المثلية


الموضوع :

الحكاية المثلية هي حكاية رمزية، ظاهرها إمتاع و باطنها إقناع وإصلاح . حلل هذا القول معتمدا على شواهد دقيقة من كتاب كليلة و دمنة.


أولا :الفهم و التفكيك


1-الفهم :- المعطى
* صيغته: صيغة تقريرية تقوم ثنائية الإجمال و التفصيل
– الإجمال: حكاية رمزية *التفصيل: ويقوم على مقابلة بين الظاهر و الباطن
– ملاحظة منهجية :الجزء المجمل لا يمثل عنصرا مستقلاً بل يكفي بالإشارة فيه إلى معنى الرمزية

-لا يجوز تقديم العنصر الثاني( الباطن) حتى لا يختل بناء المقال
* معجمه:حكاية رمزية : لها دلالة خفية – الإمتاع أي مظاهر الإمتاع القصصي – إقناع: البعد الحجاجي

– الإصلاح :

المضامين التربوية
* مجاله : يهتم الموضوع بوظائف الحكاية المثلية الجمالية و اتأثيرية و المرجعية
*المطلوب :موضوع تحليلي حجاجي يتطلب تحليلا و تأليفا
2 – التفكيك : – عناصر المعطى : الظاهر: مظاهر الإمتاع في قصص كليلة و دمنة
الباطن :أوجه الإقناع و الإصلاح
المطلوب :التوسع بالبرهنة و الاستدلال حسب أهمية كل قسم ثم التأليف
ثانيا التصميم :


1- المقدمة


*تمهيد: إن الكتابة الأدبية هي ابتكار متجدد في طرق التعبيرو كسرا للرتابة و الأشكال النمطية ، بذلك تتحقق لها الطرافة و تقطع مع السائد ر يعد كتاب كليلة و دمنة الذي ترجمه ابن المقفع عن الفارسية مثالا للكتابة التي تنشد الطرافة في شكلها و مقاصدها .
* طرح الموضوع :و هذا ما يقر به أحد الدارسين في قوله ” الحكاية المثلية هي حكاية رمزية ظاهرها
إمتاع أما باطنها فإقناع وإصلاح”
* طرح الإشكاليات : – ماهي مظاهر الإمتاع في قصص كليلة و دمنة؟
– و ما أو جه الإقناع و الإصلاح فيها؟


2- الجوهر:


* تمهيد :الإجمال (حكاية رمزية):إن القص على لسان الحيوان من الأدب الرمزي الذي يقرأ ظاهرا وباطنا و هذا ما يدفعنا إلى استجلاء مظاهر القصصية في شكله الخارجي بحثا عن الوظيفة الجمالية استكناه
الإمتاع فيه؟
باطنه
بقية وظائفه
لاستكمال
*التفصيل: التوسع بالبرهنة و الاستدلال
،فماهي مظاهر
* العنصر الأول : الظاهر – مظاهر الإمتاع
تمهيد : يعتبر القص على لسان الحيوانات ممتعا في حد ذاته لأنه قص عجيب يخترق حدود العقل و يدخل بنا في عالم خيالي يصبح فيه الحيوان صنوا للإنسان و بديلا عنه. ومن مظاهر هذه المتعة:
* متعة الكتابة ينجزها ابن المقفع فالكاتب قد جعل ظاهر الحكاية تسلية وهزلا وباطنها حكمة و علما.
فيكتفي القارئ الغر منه بالتسلية واللهوا، ويطلب القارئ الفطن منه فائدة وحكمة. يقول ابن المقفع: ” وقد جعل هذا الكتاب حكمة ولهوا ، فاختاره الحكماء لحكمته والأغرار للهوه “.
* متعة الحكاية : وهي المتعة المتأتية من القصص على لسان الحيوانات بكل بما فيها من خيال عجيب في مستوى الأحداث: أبطالها حيوانات تمارسها في تشويق وإثارة ،فقصة دمنة في باب” الأسد والثور” تتوفر على مختلف شروط المتعة تناظرا في الاحداث واسترسالا في الوقائع وتشويقا للقارئ ،
في مستوى البناء القصصي :تتولد المتعة من بنية القص حيث تتداخل عوالم الحكاية استنادا الى التضمين مرة والتداول مرة أخرى أوالتوازي أيضا ، فكلما شرع الكاتب في حكاية إلا وعلقها ليفتح حكاية ثانية ضمنها أو بالتوازي معها فتسحبنا إلى عالمها ،وتتضاعف القصصية و تزداد متعة القارئ فإذا به بين أروقة الحكاية من متعة إلى أخرى . والمثال على ذلك ما ورد على لسان دمنة وهو يحاور الأسد فيعرض عليه في سياق الاستدلال على أطروحته قصة القملة البرغوث ” ويقال : إن استضافك ضيف ساعة من نهار وأنت تعرف أخلاقه ، فلا تأمنه على نفسك ولا تأمن أن يصلك منه
أو بسببه ما أصاب القملة من البرغوث .قال الأسد : كيف كان ذلك ؟ ” .

فكلما حضرت القصة المضمنة تأجلت الأحداث الاصلية فيتضاعف الانتظار والتوقع تصورا لنهاية الثور ، ثم نهاية دمنة .
وتبيينا لأجواء المؤامرة وأطوار المحاكمة .
*مستوى الحبكة القصصية : من مظاهر المتعة التي يثيرها الحيوان ، ما يتولد في تضاعيف الأحداث ، حيث تتعدد المآزق و تتعاقب الأزمات تعاقبا عليا ، ففي باب ” الحمامة المطوقة ” اعتمد ابن المقفع ثنائية الأزمة والحل أوالنقص و سد النقص ليعمق من المتعة .فكانت الورطة في وقوع الحمام في الشرك ، و تتولد عنها و ورطة ثانية بملاحقة الصياد للحمامات أما الحل فهو في الطيران داخل العمران التفضي في الأخير إلى الاستعانة بالجرذ سبيلا للنجاة النهائية
أما في باب ” الحمامة والثعلب ومالك الحزين” يتولد التشويق من القص بالتداول إذ يحتال مالك الحزين لتخليص الحمامة من الثعلب ، ثم يقع ضحية لحيلة الثعلب ، فتتحقق المتعة والعبرة في أن واحد . يقول الثعلب: ” يا عدو نفسه ترى الرأي للحمامة وتعلمها الحيلة لنفسها وتعجز عن ذلك حتى يتمكن منك عدوك ” . * في مستوى الشخصيات : إننا إزاء شخصيات من عالم الحيوان المتكلم و تدخل جل هذه الشخصيات ضمن دائرة الصراع والتوتر التي تحكم العلاقات بين مختلف أصنافه ولقد قصد ابن المقفع الى غرض الهزل والمتعة لجذب القراء نحوه ، وهو الغرض الأول من أغراض
التأليف الأربعة اذ يقول : ” قصد فيه إلى وضعه على السنة البهائم غير الناطقة من مسارعة أهل الهزل الى قراءته فتستمال به قلوبهم لأن هذا هو الغرض بالنوادر من حيل حيوانات ” .
التأليف الجزئي :إن القص على لسان الحيوان إذن أكثر امتاعا منه على لسان الإنسان لأن القارئ بقدر ما يشحذ خياله بمتعة الحكاية فهو يروض ذهنه باقتناص مظاهر الحكمة و يهذب سلوكه بعبرة النهاية ، فيجمع متعة وفائدة في الوقت نفسه .
التخلص: فما أوجه الإقناع و الإصلاح في كتاب “كليلة و دمنة”؟
العنصر الثاني: الباطن: أوجه الإقناع و الإصلاح في كليلة ودمنة أ- أوجه الإقناع: يحيل الحديث عن الإقناع في الحكاية المثلية على النزعة الحجاجية التي اعتمدها
ابن المقفع وسيلة للتأثير في المتلقي وخروجا به عن التلقي السلبي إلى تعديل وجهة نظره أو زيادة
اعتقاده في الظاهرة التي تعالجها الحكاية.
– فالحكاية المثلية هي حكاية ذات أطروحة : إن القصة على لسان الحيوان لا تأتي جزافا و إنما هي
استجابة لما يطلبه الملك و يراه جديرا بالاهتمام في ما يخص آداب تدبير الملك أو الأخلاق الإنسانية
عامة، لذلك تفتتح القصص بالعبارة المأثورة ” اضرب لي مثل ….”. فالإقناع هو هدف من أهداف
هذه القصص بل هو مقصده الرئيس وإلا كان الصد والرفض تصديا للرأي الذي يدعو إليها البات.
– يتجلى الإقناع كذلك في الحكاية المثلية من خلال التدرج في عرض الأطروحة عرضا تقريريا
على سبيل الحكمة، ثم عرضها عرضا قصصيا بقدر ما يمتع السخفاء فإنه يقنع العقلاء نظرا لوجاهة
المسار الحجاجي الذي تعرض به تلك القصص.
– ولتحقيق هذا الإقناع لا بد من توفير بقية مكونات الخطاب الحجاجي الذي يقتنص العقول و يسعى
إلى رياضتها و يتمثل خاصة في :
* طرفا الحجاج: فهما في القصة الأصلية الملك والفيلسوف إذ يطلب الأول معرفة ويجيب الآخر
إجابة العارف مستدلاً بحكاية مثلية. أما في القصة الفرعية فيتجلى الحجاج تحاورا بين الشخصيات
الحيوانية للإقناع بالأطروحة التي يكون عليها مدار الأحداث ،مثل دفاع دمنة عن نفسه من تهمة قتل
الثور، أو إقناع مالك الحزين للحمامة بحسن استخدام نفسها:” قال لها مالك الحزين: إذا أتاك ليفعل ما
تقولين فقولي له لا ألقي إليك فرخي فارق إلي وغرر بنفسك، فإذا فعلت ذلك وأكلت فرخي طرت عنك
ونجوت بنفسي”.وهو في مجمله دعوة إلى حسن استخدام العقل و توظيفه في الحياة العملية توظيفا
يحتب صاحبه الاستغفال أو الإدانة بغير ذنب.
* اعتماد سيرورة حجاج تهدف إلى الاستدلال على الأطروحة المدعومة التي اقترحها الملك،
و يتجسد ذلك من خلال القصة المقترحة في كل باب ومثال ذلك في باب “الحمامة والثعلب ومالك
الحزين” : قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اضرب لي مثلا في شأن الرجل الذي يرى الرأي لغيره
ولا يراه لنفسه، قال الفيلسوف: إن مثل ذلك الحمامة والثعلب ومالك الحزين، ..”
* من مظاهر الإقناع كذلك تولد الحكمة على لسان الحيوان و يعود ذلك إلى إخراجها في لغة فنية
بعيدا عن الوعظ والتوجيه ،فتكون بمثابة العبرة المستخلصة من المثل المطروح. فيقول دمنة إثر
استعراض أطوار القصة ” وإنما ضربت لك هذا المثل لتعلم ان صاحب الشر لا يسلم من شره أحد ،
وان هو ضعف عن ذلك جاء الشر بسببه “
تأليف جزئي: فالحكاية المثلية وسيلة فنية لمساعدة المتلقي على الخروج من دائرة التلقي السلبي
و التلقين الوعظي و الولوج به في عالم العقل و المنطق و التفكير فيما يحدث أمامه لاستخلاص
والعبر واقتناص الحكم.موضوع مقال أدبي منجز كليلة ودمنة

ب- أوجه النقد والإصلاح : لئن استند الإقناع إلى أطروحة و حكاية و حكمة يتم استخلاصها في نهاية
المثل فإنه لا يقف عند هذا الحد و إنما يتعداه إلى طلب الغاية العملية و ذلك بتحقيق الوظيفة
الإصلاحية التربوية و السياسية وهي الرسالة التي يهدف ابن المقفع إلى تحقيقها لتغيير الواقع ومعاجة
بعض
ظواهره
* الوظيفة التربوية: يهدف ابن المقفع إلى جعل القارئ يتعلم بعض القيم الأخلاقية و الاجتماعية
لتعويض القيم الفاسدة المنتشرة في الواقع و ترسيخ قيم سامية . و يعتبر العقل هو قطب الرحى الذي
تدور عليه كل هذه القيم التي دعا إليها ابن المقفع. فالأخلاق و المجتمع لا يصلح حالهما إلا إذا استخدم
و
الإنسان عقله استخدامها ناجعا في الحياة العملية، استخداما يعود على صاحبه و على المجتمع عامة
بالنفع في المعاش و المعاد. وخير مثال على ذلك الحمامة المطوقة . ونبه ابن المقفع في المقابل من
عاقبة سوء استخدام العقل حتى لا يكون مصير الإنسان مثل مصير مالك الحزين ” ياعدو نفسه ترى
الرأي للحمامة و تعلمها الحيلة لنفسها ،و تعجزعن ذلك لنفسك حتى يتمكن منك عدوك
– و لا تخلو هذه القصص كذلك من دعوة إلى نبذ القيم الفردية مثل الأنانية والنفاق و الوصولية
و الانتهازية و الكذب و دعا في مقابل ذلك تصريحا أو تلميحا إلى ضرورة الصدق و حسن الخلق
والتعاون و التضامن و الإيثار .

* الوظيفة السياسية:و تمثل أبعد الغايات و أكثرها أهمية و خطورة فهي ثاوية في عمق الدلالة لا
يشف عنها النص القصصي إلا بمقدار .و يهدف ابن المقفع من ورائها أن يجلس من المنصور كما
جلس الفيلسوف من الملك لفضح مساوئ الاستبداد و الانفراد بالرأي و تداخل السلط و العمل بالظن
و الشبهة .و يدعو في المقابل إلى حكم رشيد يعتمد على المشورة و إعمال العقل و اصطفاء الرجال
الأكفاء ليكونوا سندا للحاكم فلا يحدث له مثل ما حدث للأسد من حاشيته.
التأليف جزئي :تتمحور مظاهر الإقناع و الإصلاح في “كليلة ودمنة” إذن حول الخطة الحجاجية
التي تبرهن على أهمية الحكمة وتدعو ضمنيا إلى ضرورة العمل بها، كما تكمن فيما يمرره ابن المقفع
من مواقف نقدية عبر ثنايا القصص وقد اتخذ من المقصد التعليمي سبيلا لتحقيق ذلك.
* التأليف النهائي:موضوع مقال أدبي منجز كليلة ودمنة
– على هذا النحو يبدو لنا التكامل بين مختلف الوظائف و المقاصد في الحكاية المثلية. فتتحقق الوظيفة
الجمالية الإمتاعية من خلال إنطاق الحيوان وتوظیفه توظيفا مجازيا يلهو به السخفاء ويتسلى به
الأغرار، وتتحقق الوظيفة التأثيرية الإقناعية من خلال المسار الحجاجي الذي سلكته الحكاية استدلالا
على الحكمة. و تتحقق الوظيفة المرجعية من خلال الرسالة النقدية والفكرية التي يدعو ابن المقفع إلى
تحقيقها في مجتمعه و إخراجها من المجازإلى الحقيقة و من حيز الإمكان إلى حيز الوجود. و بذلك
يتحقق مفهوم العقل كما يراه ابن المقفع بمرجعيته الإسلامية الفارسية.
– فالحكاية المثلية شكل أدبي ذو طبيعة رمزية فلا قيمة لظاهرها الهزلي إلا بباطنها الجاد, و بذلك يبقى
كتاب كليلة و دمنة كتابا متجدد القيمة لاتساع مجالات التأويل و اختلاف القراءات.


3- الخاتمة


* التذكير بأهم الاستنتاجات لئن تعددت مقاصد تأليف كتاب “كليلة ودمنة” وتنوعت وظائفه فإنه يظل
مشدودا إلى مقصدين أساسيين منهما يستمد نزعته التعليمية وهما الإمتاع و الإقناع ، فلا يمكن إذن أن
نفصل الوظيفة الجمالية عن الوظيفة الإصلاحية لأنهما الأس الإبداعي الذي تقوم عليه الحكاية المثلية
فهي لا تقرأ إلا ظاهرا و باطنا.
* حكم :لا يمكن أن نغفل دور الترجمة التي أوصلت هذا الشكل القصصي للأدب العربي.
فتح الآفاق: فإلى أي مدى نجح ابن المقفع في دعوته إلى الإصلاح من خلال بثه للحكمة على هذا
النحو؟

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.