التعليم الإبتدائي

تلخيص محور الحكاية المثلية – كليلة ودمنة – الأولى ثانوي

يقدم لكم الموقع التربوي نجحني تلخيص محور الحكاية المثلية كمثال كتاب كليلة ودمنة للسنة الأولى ثانوي

 تلخيص محور الحكاية المثلية كمثال كتاب كليلة ودمنة
تلخيص محور الحكاية المثلية كمثال كتاب كليلة ودمنة

تعريف الحكاية المثلية

يشير إلى قصة تتضمن أبطالًا وشخصياتٍ غالبيتها حيوانات، تستخدمها الكتّاب للتعبير عن فكرة أو عبرة أو مبدأ خلقي أو قاعدة سلوكية يهدفون إلى تعليمها وتعميمها لتحقيق التوازن في الحياة وإصلاح ما بها من أخطاء.

وبناءً على هذا التعريف، تستخدم الحكاية المثلية إما لعرض صور ومواقف تجسّد ما يجب أن يتم اقتباسه، أو لعرض صور ومواقف تجسّد ما يجب تجنبه ورفضه.

وتكمن غاية الحكاية المثلية في كلا الحالتين في تحقيق النفع والإصلاح.

1- الخصائص الفنية للحكاية المثلية:

  • البنية الثنائية: تتميز الحكاية المثلية ببنيتها المتماثلة. فكل فصل في كتاب “كليلة ودمنة” ينطلق من قصة إطارية، يطلب فيها الملك دبشليم من الفيلسوف بيدبة أن يشرح له مثلاً سائداً. ويستجيب الفيلسوف بيدبة لطلبه بسرد حكاية تمثل مثالًا مثل حكاية الأسد مع الثور ودمنة. وقد تنشأ من الحكاية المضمنة قصة أخرى تتولد عنها قصة مضمنة، مثل قصة القملة والبرغوث التي نشأت عن قصة دمنة أثناء محاولته تحريض الأسد على الثور.

يطلب الفيلسوف في حكاية “فيلبّي الفيلسوف” من بيدبا سرد حكاية مثل حكاية الأسد مع الثور ودمنة. وهذه الحكاية المضمنة يمكن أن تولد قصة ضمنية، مثل حكاية القملة والبرغوث التي نشأت عن حكاية دمنة وسعيه لتحريش الأسد على الثور.

ويلاحظ أن الحكاية في كليلة ودمنة ليست مجرد ترفيه وتسلية بل تهدف إلى التأثير في القارئ وإيصال رسالة معينة، وتتضمن عدة مقومات قصصية تساعد على تحقيق هذا الهدف.

ومن بين هذه المقومات القصصية هو السرد، حيث ترتبط الأماكن في الحكايات المثلية بالطبيعة وتتضمن مؤثثات من بيئة البشر، ولكنها لم تكن محددة جغرافياً أو سياسياً، مما يجعل الأحداث صالحة لكل زمان ومكان، ويزيد من النزعة الحكائية للحكاية.

وبالنسبة للزمن، فلا يتوفر في الحكايات المثلية زمن محدد، بل ترجع الأحداث إلى مطلق الزمن، مما يجعل الحكمة تتقيد بزمان محدد وتتضمن تأثيراً سحرياً على النفوس، وهو ما يزيد من قوة الحكمة على القارئ.

إستنتاج:


تعتبر الأمثال في كتاب كليلة ودمنة ممتعة وشيقة بسبب تشويق القارئ للأحداث والشخصيات الطريفة التي تمثلها. وتتميز الأحداث بتنظيمها وتسلسلها بشكل يشد القارئ ويجذبه للتأمل في الحكمة التي تنطوي عليها. ويعتبر تواجد الشخصيات الطريفة بمثابة مدخل لإقناع القارئ بقيمة الأفكار التي يدافع عنها الكاتب. وتتألف الأحداث عادة من ثلاث مراحل: وضع الانطلاق، سياق التحول، ووضع الختام، وتتولد الطرافة والمتعة من تتابع الأحداث وتسلسلها بشكل يشد القارئ ويشوقه ويدفعه إلى البحث عن الحكمة التي تنطوي عليها الأحداث.

الوصف:


يمثل الوصف في الحكايات عنصرًا مهمًا يساهم في إحداث الطرافة وتطوير الأحداث وفق الغاية الحجاجية التي وضعها المؤلف. ويعبر الوصف أيضًا عن موقف السارد من الشخصيات، حيث يستخدمه للسخرية من بعض الشخصيات وإبراز عيوبها لإقناع القارئ بتجنبها واعتماد قيم أصيلة بدلاً منها.

الحوار:


يعتبر الحوار في الحكايات عنصرًا ممتعًا ومسليًا للقارئ، حيث يجمع عادة بين أطراف حيوانية ويعقد حول قضايا متعددة، مما يحقق الوظائف المختلفة للحوار عند البشر، سواء كان ذلك استرجاعيًا أو جداليًا أو تبريريًا. ويعتبر الحوار مجالًا يعرض من خلاله الكاتب أفكارًا ترد على لسان الشخصيات، بعضها يدعونا إلى الالتزام بها وبعضها الآخر ينفرنا من تجنبها.

النزعة الحجاجية في محور الحكاية المثلية:


يتميز السارد في الحكايات بكثرة استخدام الأساليب التي تخدم البعد الحجاجي، مثل الجمل الخبرية والتقريرية والتركيب الشرطي التلازمي والنهي والنفي والتعليل والحكمة والاستفهام والاستدراك والتفصيل والأمر، وذلك لإقناع القارئ بالفكرة التي يريد إيصالها وجعله يتبناها.

البلاغة في محور الحكاية المثلية (كتاب كليلة ودمنة)


الكتاب يتألف من مجموعة من الحكايات التي تدور حول ألسنة الحيوانات وتحمل رسائل توجيهية. يروي الفيلسوف “بيدها” هذه الحكايات للملك “دهشليم”، وينقل من خلالها آراءه السياسية بشأن طريقة الحكم المثلى. ميزة هذا الكتاب هي أنه لا يقتصر على فترة زمنية أو بيئة محددة، بل يمتد لكل الأزمنة والبيئات. لذلك، يجب الاعتماد على منهج مناسب يسمح بمرونة وفعالية تحليل الخطابات الموجودة في الكتاب. لذلك تم اختيار المنهج التداولي.

تهدف النظرية التداولية إلى تطوير أساليب الأفعال اللفظية، بما في ذلك الأنماط المحددة والأفعال الشخصية التي تنشأ أثناء الحديث. تطرح التداولية التساؤل حول العلاقة بين اللغة والكلام وترفض اعتبار الكلام موضوعًا لا يمكن دراسته بشكل منهجي. فقد تطورت اللسانيات لتصبح علمًا يندمج في التجربة اللغوية الحية، ولم تعد مجرد علم مختبري يعتمد على الملاحظات اللغوية المنعزلة عن وظائف أخرى. فهم طبيعة اللغة يتطلب فهمًا لكيفية استخدام اللغة في التواصل.

اختيار كليلة ودمنة في محور الحكاية المثلية كنموذج للبحث ليس صدفة. إنه يتميز بالعناصر التي تجعله مجالًا خصبًا يمكن تطبيق التداولية العملية فيه. على سبيل المثال، أسلوب الحوار يكشف عن طبيعة اللغة التفاعلية والتواصلية من خلال التفاعل بين الملك “دهشليم” والفيلسوف “بيدها”. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد قسم الكتاب على أسلوب التلميح الذي يستخدمه الشخصيات الحيوانية، ويمكن دراسة هذا ضمن قواعد الخطاب المتضمنة في الأقوال المستترة. ويتمتع “ابن المقفع” بعقل فذ وذكاء حاد، حيث يمتلك ثروة لغوية ومادة فكرية واسعة. ساهم في تطوير أساليب العربية نفسها، وتمكن من تحقيق التفوق المطلوب في الوضوح والجمال الفني. يبرز قيمة ما قدمه للغة العربية والبحث الأدبي والفكري في زمن البدايات الذي عاش فيه “ابن المقفع”. جميع هذه العوامل كانت وراء اختيار هذا الموضوع.

تأليف محور الحكاية المثلية

بنية الحكاية المثلية :
يقوم كتاب كليلة ودمنة على ثنائية السؤال و الجواب فالملك دبشليم يطلب المعرفة و الفيلسوف بيدبا
لبي طلبه و يزوده بكل المعارف ولكن بصفة غير مباشرة بل باستعمال القص على لسان الحيوان ،إنها
المثقف جدلية الحكمة و السلطان بین و السائس
تترابط أبواب الكتاب بطريقة دقيقة عبر جملة من الآليات و من أهمها: *بنية التضمين وهي .
القصة خاصة مزدوجة الوظيفة: فهي تساهم في التشويق وتخدم جانب الحجاج. فالقصة الأصلية مثل بين الملك و
الفيلسوف تنفتح على حكاية مثلية و الحكاية بدورها تنفتح على قصص فرعية مضمنة تتحول هذه
القصص إلى عامل من عوامل المتعة القصصية و حجة مثلية تدعم أطروحة تدافع عنها إحدى
الشخصيات. ومثال ذلك قصة القملة و البرغوث التي استشهد بها دمنة في باب الأسد والثور ليقنع
الملك بخيانة الثور و عدم جدارته بصحبه الملك له. * بنية التتابع : تتوالى الحكايات متعاقبة فتنفتح
القصة الجديدة من رحم القصة السابقة كما هو الحال في باب الأسد و الثور ثم الفحص عن أمر دمنة. –
الاعتماد على ثنائية السند المتن(الوكيل الروائي) “زعموا أن…” وهذه الخاصية البنائية توهم بواقعية
و تدعي وجود مرجع تاريخي لها مما يسهل تحقيق الغايات المطلوبة من المثل.
الحكاية المثلية هي قصة تقوم على أطروحة “اضرب لي مثل الرجل…” فهي ليست مجرد قصة
تروى لتسلي قارئها لكنها تتعدى ذلك إلى طرح قضية سياسية أو مسألة أخلاقية أو غيرها من
المواضيع.

الاعتماد على الرمزية: فالقصة تقرأ ظاهرا وباطنا. فظاهرها لهو ومتعة وباطنها إشارة
إلى بعض القضايا السياسية أو الأخلاقية و
لموقف الكاتب منها.

الأركان القصصية في محور الحكاية المثلية : تخضع الحكاية المثلية إلى الخصائص القصصية المميزة
لهذا الجنس الأدبي فهي حكايات رمزية تتميز مقوماتها القصصية بالخصائص التالية:
المكان و الزمان : غائمان يطغى عليهما الإطلاق و التعميم فالزمان هو النهار و الليل أما المكان فهو
الغابة أو هو فضاء خرافي يضطلع فيه الحيوان بدور الإنسان .ولكن هذا التعميم مقصود باعتبار أن
الحكاية المثلية إنسانية تضمین بطبعها و تتملص من الزمان المكان
الشخصيات :أصنافها: وهي بالأساس شخصيات حيوانية في جنسها لكنها عجيبة لأنها إنسانية في
خصائصها تمتلك عالما يتماهى مع العالم الإنساني في نظامه ومؤسساته ونظامه القيمي والاجتماعي
(حاكم – حاشية- رعية – قضاء – محاکم – نفاق-دسائس- ذكاء -غباء..) – علاقاتها:متنوعة حسب تنوع
مجال الحكاية المثلية فهي قائمة مثلا على ثنائية السيطرة و الخضوع (الأسد/الثور-الثعلب/ الحمامة )
والخداع (الأسد/دمنة) أو الحكمة والتسرع (المطوقة /السرب).. دلالتها:فهي شخصيات رمزية يستدل بها على عالم الناس بخيره و شره بحكمته و جهله بذكائه و عبائه بقوته و ضعفه و خضوعها لرؤية ما حسب تقتضيه مقاصد
الأحداث :خيالية بسيطة ينسجها السارد و ينظمها بالطريقة التي يراها مناسبة لتحقيق المثل.

توظف الحكاية بني حدثية متنوعة توظيفا موجها بقدر ما يوحي بواقعية الأحداث فإنه يؤكد السارد فهو يوزعها
المثل.
أنماط الخطاب : *السرد فيها تتابعي خطي غالبا يخضع لتوجيه السارد و يذهب رأسا نحو النهاية
المعلومة مسبقا تحقيقا للمثل المطلوب فلامجال فيه لأحداث فرعية بل هومختزل بطريقة تجمع بين
الإمتاع القصصي و الإقناع الحجاجي و البعد التعليمي. * الحوار:هو ذو طابع حجاجي عادة ما
يجمع بين شخصيتين يحملان وجهتي نظر مختلفتين من المسألة المطروحة مثل الحوار بين الأسد و
دمنة حول خيانة الثور ، وهو أحيانا حوار تعليمي يقوم على النصح و التنبيه مثل الحوار بين الحمامة
مالك الحزين أو بين المطوقة و سربها،و يضطلع الحوار أحيانا أخرى بوظيفة التشويق و يساهم في
التقدم بالأحداث مثل الحوار الذي دار بين الحمامة و الثعلب * الوصف :رغم قلته لكنه يؤدي الوظيفة
يساهم في تحقيق المثل فدخل فوجده مقعيا على ذنبه..”

النزعة التعليمية الإصلاحية: و ذلك من خلال تواتر الأساليب الإنشائية في مخاطبات بعض معه السمة القصصية لأنه يميل إلى المباشرة
*الأبعاد الحجاجية: -اعتماد بنية حجاجية: – أطروحة مدعومة- أطروحة مدحوضة – سيرورة استنتاج←تبرز هذه البنية
الثور.

توظيف الحجج المتنوعة :المنطقية- التاريخية- المثلية وهي تعتبر أهم الحجج لأنها تستوعب الحكاية
المثلية برمتها باعتبار ان طبيعة القضايا السياسية المطروحة اقتضت هذا النوع من الاستدلال ،فغاية
الفيلسوف و من ورائه ابن المقفع- البحث عن نموذج سياسي إصلاحي يسهل إقناع رجل السياسة به.

أطراف الحجاج :وهي الشخصيات الأساسية المشاركة في كل باب مثل الأسد والثورأو دمنة
و القاضي …و يتبنى كل طرف أطروحة مدارها توظيف العقل أو غياب العقل وذلك من خلال مواضيع
متنوعة ( الصداقة – الفطنة – حسن القيادة..). – وظيفة الحجاج: الإقناع والتأثير باتباع خطة حجاجية
ذات نزعة تعليمية مثل إطاحة الثعلب بمالك الحزين أو قتل الأسد للثور.
*أهم القيم المستخلصة من الحكاية المثلية/ القضايا المطروحة :
تثير محور الحكاية المثلية بعض الظواهر السياسية أو الاجتماعية أوالأخلاقية لتدعو من خلالها إلى إعلاء
بعض القيم أو نبذ البعض الآخر بالاعتماد على الرمزية أوالإشارة اللطيفة أوالنزعة التعليمية ومنها:
*قیم سياسية:يعتبر المجال السياسي أهم مشغل توجه له ابن المقفع بالنقد و الإصلاح
صورة السائس: تنقد الحكاية المثلية مسألة الاستبداد و الانفراد بالحكم أو ضعف شخصية الحاكم و
تدخل الحاشية أو الأهل في الحكم مثل ما فعل دمنة و أم الأسد .و تدعو مقابل ذلك إلى العدل وإعمال
العقل و استشارة الحكماء و الاستنارة بآرائهم كما فعلت المطوقة مع الجرذ.(عكس تصرف الأسد)
و قد أقام ابن المقفع تقابلا بين نموذجين من الحكام نموذج فاشل مرفوض لا يعتمد على العقل و هو
الأسد.و نموذج مطلوب يعتمد على الحكمة و اللين وحسن التصرف في المواقف الحرجة وهي
المطوقة وتلك كانت رسالة ابن المقفع .
-الراعي و الحاشية: يرى ابن المقفع أن صلاح الملك لا يتحقق إلا بإصلاح الحاشية الفاسدة (دمنة )
فهي فئة لا تتعامل إلا بالدسائس و المكائد و قد تجعل الحاكم يخرج عن طوره ( قتل الأسد للثور) ،لذلك
دعا ابن المقفع إلى إصلاح هذه الفئة – العلاقة بين الراعي و الرعية: تقوم على التعاون و حسن
الانقياد كما هو الأمر بين المطوقة وسرب الحمام، و يكتمل هذا الإصلاح الداخلي بإصلاح خارجي
قوامه التعاون والتكامل .و قد جسد ابن المقفع ذلك من خلال العلاقة بين المطوقة و الجرذ.
*قيم أخلاقية : * دعا ابن المقفع إلى نبذ الأنانية والنميمة و اعتبرهما سببا أساسيا في انخرام العلاقات

تمازج الأجناس داخل المجتمع العباسي الاجتماعية و قد أشار إلى ذلك من خلال نموذج دمنة ونهايته.

الرمزية. * أشاد ابن المقفع بالحكمة

والتعاون من خلال مثال الحمامة المطوقة وعلاقتها المتينة بسربها و حسن تصرفها في أوقات الشدة .

أثنى ابن المقفع على الصداقة الخالصة بعيدا عن المصالح الضيقة من خلال أنموذج الصداقة بين
فصيلتين مختلفتين من الحيوانات و هما الحمامة المطوقة والجرذ. وهي قد تكون دعوة ضمنية إلى
و نبذ الشعوبية.
الدعوة إلى إصلاح النفس قبل إصلاح الغير لأن من يرى الرأي لغيره ولا يراه لنفسه لا يعتبر حكيما
(مثل مالك الحزين).فالعقل ليس مجرد أفكار نظرية بل هو استفادة عملية وتطبيق للحكمة في الحياة.
*في مجال القضاء: أشاد ابن المقفع بأهمية العدل في المجال القضائي و في الحياة عامة ونبه من مغبة
الأخذ بالظن و الشبهة ،و اعتبر أن إنصاف المحكومين وتوفير ظروف المحاكمة العادلة وحياد
القاضي شروط أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية و كسب ود الرعية وهذا ما أشار إليه ابن المقفع
على لسان دمنة “فإنه من أعظم الخطايا قتل البريء الذي لا ذنب له بالكذب و النميمة”.
جل هذه القيم لا تخرج عن إطارمرجعي واحد وهو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
*قيم إنسانية :و تتمثل بالأساس في الإشادة بدور العقل ،فهو المتحكم في كل تصرفات الإنسان.

فكلما غاب العقل سقط الإنسان في تصرفات انفعالية و مال إلى استخدام القوة و تغليب غرائزه كما
كان الأمر أو الحمامة خوفا على حياتها.
مع الأسد خوفا على منصبه

وفي مقابل ذلك فإن استخدام العقل يوفر للإنسان حلولا متنوعة ويجنبه الوقوع في الخطا و سوء
التصرف و هذا كان شأن المطوقة .كما نبه ابن المقفع من سوء استخدام العقل أو التطرف في استخدامه
هدام ومثال حتى لا يتحول إلى سلاح ذلك ما فعله دمنة تلك هي رسالة ابن المقفع إلى الإنسانية جمعاء فالعقل هو ضالة الإنسان لينجح في معاشه و يضمن النجاة في معاده .
.
* وظائف محور الحكاية المثلية: يرى الناقد محمد رجب النجار أن الحكاية المثلية تنشد تحقیق ثلاث وظائف:

الوظيفة السياسية: القصص على لسان الحيوان إطارمناسب للنقد السياسي من كشف عن الانظمة
السياسية القاهرة وفضح لمظالمها كما تنطوي على دعوة لتقويم السلوك السياسي للراعي والرعية.
فالحكاية المثلية تسمح باختراق الحياة السياسية لأن ظاهرها لهو وباطنها حكمة. فابن المقفع أراد أن
ينقد سياسة المنصورمستترا بالفيلسوف الذي كان يسعى إلى إصلاح الملك دبشليم.

الوظيفة التربوية وهي تستهدف النقد الاجتماعي و الأخلاقي فلا تقف عند حدود تقويم العادات أو
السلوك بل تقدم تجربة إنسانية لكل الأجيال فرديا وجماعيا.وقد ساعد على ذلك أن الحكاية المثلية
عالمية بطبعها إنسانية بمضمونها مطلقة بأحداثها وأشخاصها لا محدودة بمكانها وزمانها.
الوظيفة الجمالية لا تكتفي الحكاية المثلية بالإمتاع نظرا لطبيعتها العجائبية بل هي أكثر إمتاعا
لقدرتها على الإقناع بعيدا عن الوصايا البشرية أو الأسلوب الخطابي المباشر.فالحكمة على لسان
الحيوان أدعى للقبول والإقناع منها على لسان الإنسان لأنها تجنب عناء الاستعلاء بين الناصح
والمنصوح.

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.