السنة السابعة أساسيمحور المدرسة

نص للإثراء من محور المدرسة – السابعة أساسي

يقدم لكم الموقع التربوي نجحني نص للإثراء من ضمن محور المدرسة:

النص:

مدرستي ..الجديدة

في أول أيام الدراسة ، في مدرستي الجديدة التي جئتها غريبا من مكان بعيد، بعد أن نزحنا من الريف للمدينة، كانت من أجمل الأيام و أفضلها، ففيها عرفت رفیقا و كسبت صديقا.

في السنة الماضية ، جئت للمدينة التي لا أعرف فيها غير أهلي ، و قد كنت رافضا الالتحاق بالمدرسة ، لأن لا صديق لي ولا رفيق يؤنسني و يرافقني الطريق ، ليس من عادة الأمطار تنزل بغزارة في العودة المدرسية ، و لكن يومها غيمت السماء و اسودت ، و لمع برقها و قصف رعدها ، فتحولت الشوارع لبرك من المياه ، و الأشجار اغتسلت من غبارها و برز جمالها و ظهر لونها ، الأخضر الجميل ، فزادها جمالا ، حملتني أمي كرها و رغما عني تبعتها ، وقفت عند الباب متأملا ، ناظرا ، لا أحد استقبلني و لا أحد يعرفني ليقبلني و يحكي لي بطولاته صيفا و عن عطلته كيف قضاها ، و بينما أنا بين النظر و الانتظار ، بين الدهشة و التعجب ، دهشة من العدد الكبير للتلاميذ و تعجب من تعدد الأقسام ، ففي ريفنا المنسي ، مدرسة تضم قسمين يتيمين عدد التلاميذ لا يتجاوز الخمسين ، و إذ بطفل يجري مرحا و سرورا يلهو ، تعثر بي فأسقطني أرضا ، بكيت حين تألمت و تألمت أكثر حين من دون أن يعتذر ، و ما هي إلا دقائق حتى رن الجرس ، فاصطف المصطفون و وقف المعلمون ، رفع العلم على أنغام نشيد الوطن ، الصمت عم و الهدوء غلب ، كنت تائها لا أعرف لا المعلم و لا القسم ، لا الزميل و لا الصديق ، وقفت وسط الساحة كالغريب ، بل أنا غريب فعلا ، حينها شعرت بيد تلامس كتفي ، و صوت طفولي عذب رقيق يقول : مرحبا بك أيها الغريب ، لم أعرفك و إني أعتذر . فلما التفت وجدته ذلك الذي أسقطني أرضا يلاطفني بحلو الكلام و ينظر إلي بعينين فيهما من البراءة الكثير ، ابتسمت و قلت لا عليك ار منذ ذلك اليوم أصبح من ألحق بي الألم يحول بيني و بين الألم ، عرفني طلاب المدرسة و حذرهم إن ألحقوا بي الأذى ، صار يرافقني كظلي ، فنحن ندرس سويا في نفس القسم و الفصل ، إنه مخلص وفي ، محب للخير سباقا له ، يساعد هذا و يعين ذلك ، دائم الابتسامة و الفرح ، طيب القلب نقي السريرة ، إن أودعته سرا كتمه و إن ائتمنته شيئا حفظه ، أصبحنا لا نفترق إلا بافتراق الطرق ، و لا نتباعد إلا بانتهاء الحصص ، كانت علاقتنا كبيرة و مازالت ، فهو أخي الذي لم تنجبه أمي . ذات يوم لم أنجز عملي ، و كان المعلم غاضبا ، يومها ، غضبا شديدا ، فعاقب المتخاذلين و الكسالي ، و لما وصل سيدنا المعلم لمقعدنا ، كان صديقي قد غير الكراسات و عوقب بدلا عني ، و لما سألته لماذا فعلت هذا ؟

حينها قال أما يكفيك عقاب الاغتراب ….ذهلت من تصرفه و زادت محبتي له في قلبي ….أجل فالصديق هو الذي يفرح لفرحك و يحزن لحزنك …و يسابقك بخيره إليك….

أبو لبابة بلعيد

العودة لصفحة محور المدرسة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.