موسوعتي للنجاح

اليابان

اليابانيون عاداتهم و تقاليدهم

لم يكن الغرب، وحتى مائة عام مضت. يعرف شيئا عن اليابانيين، وقد ظلت اليابان معزولة تماما عن العالم الخارجي طيلة ۲۵۰ عاما، قبل عام ۱۸۵۳, فلم يكن يسمح لأي اجنبي بدخول البلاد فيما عدا بعض التجار الهولنديين، كما أنه لم يكن مسموحا لأي ياباني بمغادرتها، وقد ظلت الحال كذلك حتى عام 1853، عندما وصل القبطان بيري Perry  على ظهر سفينة حربية أمريكية، ليحاول اقناع اليابانيين، ولو بالقوة، ليفتحوا أبواب بلادهم في وجه التجارة الخارجية، وعندئذ بدا الناس يعرفون بعض الشيء عن البلاد، وعن اهلها. وحتى اليوم، يبدو أن الناس لا يكادون يعرفون عن اليابان اكثر مما تقصه عليهم اوبرا «مدام بترفلاي، لبوتشيني، أو أوبرا الميكادو» لجلبرت وسوليفان. وهم لا يدركون أن اليابانيين اليوم شعب صناعي حديث، يملك مصانع عديدة، تنتج مختلف المصنوعات، مثل آلات التصوير الممتازة، والأجهزة الكهربية، وأن لهم أحواضا عظيمة للسفن،
و قطارات، قد تكون أحسن قطارات العالم في الوقت الحاضر.
و طوكيو Tokyo العاصمة، اكبر مدن العالم واكثرها سكانا، اذ يبلغ تعدادهم نحو 9 ملايين نسمة (إحصاء اول اکتوبر سنة ۱۹۷۰). ووسط المدينة، فيما عدا قصر الامبراطور الذي أقيم فوق جزيرة، ويحيط به خندق عظيم، لا يكاد يختلف عنه في
أية مدينة عصرية اخرى .ففيه مجموعات ضخمة من العمارات، التي تعج بالمكاتب، والعديد من السيارات، لدرجة أن مشكلة المرور بها، أصبحت لا تقل صعوبة عنها في لندن، كما أن جموعا غفيرة من سكانها يرتدون الملابس الأوروبية.
اما في الريف، فان الأحوال بالطبع لم تتغير بمثل السرعة التي تغيرت بها في العاصمة. فاذا انت ذهبت الى احدى قرى صيد السمك، او احدى القرى الجبلية، لشاهدت السكان لا يزالون يرتدون ملابس، ويقطنون بيوتا لم تكد تتغير طيلة مئات السنين.
إمرأة يابانية باللباس التقليدي.
المنازل اليابانية
كثيرا ما نسمع عن المنازل اليابانية انها مصنوعة كلها من الورق. وهذا القول بالطبع بعيد عن الحقيقة. فالجدران الخارجية تصنع عادة من الخشب، والسقف من الحطب او القرميد المعرج، ولو اننا في داخل المنزل، نجد الجدران، أو بعبارة أخرى
الحواجز المتحركة التي تفصل بين كل حجرة واخرى تصنع من الورق السميك. وبعضها يصنع من نوع من الورق الشفاف، يسمح بمرور الضوء، وان كان سهل التمزق، وبعضها الآخر يصنع من الورق السميك المزخرف برسوم الطيور، والزهور، والمناظر
الطبيعية. وكل هذه الجدران الداخلية تتحرك منزلقة فوق مجار، بحيث يسهل فتح اي حجرة على الحجرة المجاورة لها.
ومثل هذا الطراز من المنازل لطيف جدا في الصيف، ولكنه بارد في الشتاء، ولا سيما اذا لم يكن به سوى تلك الوسيلة التقليدية للتدفئة, وهي إناء كبير من الصيني، يطلقون عليه اسم هيباشي Hibachi، ويضعون فوقه بعض جمرات من الفحم
المتوهج . اما اليوم، فكثير من منازل المدينة يستخدم الغاز في التدفئة، ولكن الهيباشي لا يزال مستخدما في الريف.
ومن الأشياء الأخرى التي يجب التعود عليها في المنزل الياباني، ملاحظة أن الجدران متناهية في الرقة، ولذلك فمن الممكن سماع اي صوت لحركة او حديث، يحدث في أي جزء من المنزل.
ولا يلبس احد في المنزل الياباني اي نعال اطلاقا، بل تترك هذه كلها فيما يشبه البهو الصغير، قبل الدخول الى المنزل. والسبب في ذلك، هو ان ارضية المنزل كلها مكسوة بالحصائر المصنوعة من القش، والتي تعرف لديهم باسم «تاتامي» Tatami ، وهي سهلة التمزق والاتساخ، ولا تعمر اكثر من اسابيع قليلة، لو أن سكان المنزل ساروا فوقها باحذيتهم.
كما أن المنزل الياباني خال من الأسرة والمقاعد . وكل فرد في المنزل، يجلس على الأرض فوق وسائد مسطحة وجامدة. أما ليلا، فانهم ينامون فوق الحفة تطوي اثناء النهار، وتحفظ في صوان كبير. وكافة المناضد منخفضة، أما اليوم فان كثيرا من المنازل، ولا سيما في المدن، بها حجرة على الطراز الغربي، وبها مناضد ومقاعد وسجادة تكسو الأرضية، وان كانت هذه الحجرة أقل جمالا من الحجرات اليابانية التقليدية.
الطعام الياباني
يختلف الطعام الياباني عن الطعام الصيني اختلافا بينا، بالرغم من أنه توجد آلاف من المطاعم الصينية منتشرة في كافة أرجاء اليابان. واليابانيون باكلون قدرا كبيرا من الأرز، مثلما يأكل البريطانيون الخبز. وهم مغرمون بالسمك، ولا سيما وهونېء، أن
انه يكون لذيذ الطعم، اذا ما تبل بصلصة فول الصويا. كما أنهم يحبون الفطائر الحلوة المصنوعة من دقيق الفول، وكذلك أحد أنواع الأعشاب البحرية الذي يشبه في مذاقه طعم السمك. ويأكل اليابانيون كل هذه الأطعمة باستعمال العصي الرقية
وفيما مضى، او منذ حوالي ۱۰۰ عام، لم يكن اليابانيون يذوقون لحم اي حيوان ذي أربع ، اذ انهم كانوا يعتبرونه قذرا، أما اليوم، فمعظم اليابانيين يأكلون لحوم الأبقار والخنازير، والواقع أنه توجد مطاعم على الطراز الغربي في كافة المدن الكبيرة ،وفيها يمكن الحصول على طعام الغرب، وتناوله باستخدام الشوكة والسكين والمشروب الرئيسي هو الشاي، وهو ذو لون اصفر
عادي، وان كان يوجد منه نوع آخر، يقدم في المناسبات الخاصة، وهو على شكل مسحوق اخضر.
اللغة والكتابة
كانت اللغة اليابانية في بداية الأمر مختلفة تماما اللغة الصينية، ولو أن كثيرا من الكلمات الصينية قد دخلت عليها خلال فترة الألف سنة الماضية أو نحوها، مثلما توجد كلمات كثيرة في اللغة الانجليزية، مشتقة من اللاتينية واليونانية. ومما يؤسف له كثيرا، أن اليابانيين لم يخترعوا لأنفسهم حروفا هجائية خاصة بهم، بل اقتبسوا الطريقة الصينية للكتابة، وهي طريقة لا تتفق اطلاقا ولغتهم، اذ انها غاية في الصعوبة، حتى بالنسبة للصينيين أنفسهم، لأنها لا تتكون من حروف تمثل أاصواتا ، ولكن من رموز تعرف بالأشكال»، وهي تمثل افكار واشياء مستقلة، مثل جواد، او رجل، او شجرة، او قمر. ولامكان القراءة، يجب الالمام
بالالاف من تلك الأشكال. بيد انه عندما اقتبس اليابانيون هذه الطريقة، زادوها صعوبة، لدرجة يمكن معها القول أن الكتابة اليابانية هي اصعب كتابة في العالم.
الديانة اليابانية
توجد باليابان دیانتان مختلفتان الشنتو والبوذية Buddhism والأولى هي الديانة الوطنية الأقدم، ويرجع اصلها الى عبادات الأسلاف، وعبادة الطبيعة، التي كانت سائدة قبل دخول الديانة البوذية الى اليابان في القرن السادس الميلادي.
وعندما ادخلت البوذية من الصين، لم تحاول أن تقضي على الشنتو – كما فعلت المسيحية بالديانات الأقدم منها في بريطاينا، مثل ديانة اهل بريتون القدماء. ولكنها بدلا من ذلك، حاولت هضم الاعتقادات السابقة، ولذلك فانه يمكن القول، بان معظم
اليابانيين يعتنقون الديانتين في نفس الوقت. وفي الوقت الحاضر، ينظر معظم اليابانيين الى المعبد البوذي، نظرتهم الى مكان و دور للتعبد، ولذا فهم يجرون فيه مراسم الجنازات، في حين أنهم ينظرون الي معبد الشنتو، بطلائه الأحمر، وبوابته الزخرفية
المميزة، او الى «توراي Torii ، نظرتهم الى مكان اكثر بهجة، حيثيمكنهم أن يقيموا فيه حفلات الزواج، او تحقيق الأمنيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.