التعليم الإبتدائي

تقديم محور الأقصوصة – السنة الأولى ثانوي

تعريف الأقصوصة:

تعريف الأقصوصة هو أنها عبارة عن مجموعة من الأحداث الخيالية التي تحدث في حياة شخصيات متخيلة، ولكنها تستند إلى أحداث وشخصيات واقعية. وعلى الرغم من أن القصة مجرد خيال، إلا أنها تفسر وتوضح تجارب ومشاعر يمكن أن يواجهها الناس في حياتهم الواقعية، ويعجزون في بعض الأحيان عن فهمها وتفسيرها.

ومن المعروف أن القصاص يتميزون بدرجة عالية من الإدراك والملاحظة، حيث يمكنهم التعبير بدقة عن مشاعر الناس وتحليل دوافعهم وسلوكياتهم. وبالتالي، فإن القصة توفر وسيلة للناس لفهم تجاربهم الشخصية بشكل أفضل، وتعزز الإحساس بالترابط الإنساني والتفاهم بين الناس.

لذلك، يمكن القول أن القصة هي وسيلة فعالة للتعبير عن التجارب الإنسانية، وتساعد الناس في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل أدق وأفضل. وبفضل دور القصاص في تحليل النفس البشرية، فإن القصة تشكل مصدرًا هامًا للتعلم والتطوير الشخصي.

كما أن القصة تمتاز بأنها تثير الاهتمام والتشويق لدى القارئ، وتعرض له قضايا مختلفة ومتنوعة تتعلق بالحياة الإنسانية، وتشجع القارئ على التفكير والتحليل والتأمل في الأحداث والشخصيات. وبالتالي، فإن القصة تعتبر وسيلة هامة لنشر الأفكار والمفاهيم والقيم في المجتمع.

ومن خلال كونها تعكس الحياة وتفسرها، يمكن للقصة أن تكون أيضاً وسيلة للتغيير الاجتماعي والثقافي، حيث تعرض لمواضيع مثل العدالة والمساواة والحرية والتسامح، وتحث الناس على التفكير في قضايا المجتمع والسعي لتحسين الأوضاع والظروف.

وبشكل عام، فإن القصة تعتبر وسيلة فعالة لنقل الخبرات والتجارب والمعارف بين الأجيال، وتحتفظ بالذاكرة الإنسانية وترسخ التراث الثقافي والأدبي، وتعزز الوعي والتنوير لدى الناس.

لذا، يمكن القول بأن القصة هي وسيلة تعبير قوية ومهمة في الثقافة الإنسانية، وتلعب دوراً حيوياً في التفاعل الإنساني والتواصل الاجتماعي، وتشكل مصدراً غنياً للإلهام والتأمل والتغيير.

عناصر الحبكة في الأقصوصة:

  1. الحكاية:

تتكون الحكاية من سلسلة من الأحداث الجزئية مرتبة على نسق خاص يجذب القارئ إليها ويتابعها بشغف. وأسهل طريقة لعرض الأحداث وتسلسلها هو عن طريق إيصالها عبر الشخصيات التي ترويها، ويعرف هذا الأسلوب بـ”ضمير المتكلم”. ومن عيوب هذا الأسلوب هو أن جميع الأحداث والشخصيات تُسرد من وجهة نظر الشخصية التي تروي الحكاية، وبعض المواقف المهمة أو الأحاسيس الأخرى للشخصيات الأخرى قد لا يتم تسجيلها لأنها بعيدة عن تأثيرها على شخصية الراوي، ويمكن أن يتسبب هذا في ترجمة الحكاية بشكل ذاتي للكاتب.

  1. الشخصيات:

ترتبط الشخصيات بالأحداث وتتفاعل معها، ويختلف عددها بناءً على نوع القصة، فالقصة الاجتماعية تحتوي على عدد كبير من الشخصيات المتباينة فيما بينها، مما يؤدي إلى صراع بينها، وتسير الحركة في القصة بينما يكون عدد الشخصيات في القصة النفسية أقل، لأن الكاتب يركز فيها على دراسة وتحليل الشخصيات من خلال الأحداث.

  1. الحبكة:

يشير مصطلح الحبكة إلى بناء القصة والمجرى الذي تندفع فيه الشخصيات والحوادث حتى تصل القصة إلى نهايتها بتسلسل طبيعي منطقي.

  1. الرسالة:

هي المغزى العام الذي يحمله النص الأدبي والذي يريد الكاتب إيصاله إلى القارئ، وتكون الرسالة واضحة في بعض الأحيان، فيما تكون ضمنية في أحيان أخرى، ويمكن للرسالة أن تكون من أهم العناصر التي تجعل النص الأدبي يحمل قيمة أكبر بالنسبة للقارئ.

  1. الأسلوب:

وهو الأداة التي يستخدمها الكاتب للتعبير عن الأفكار والأحداث، ويمكن أن يكون الأسلوب بسيطاً أو معقداً وذلك يتوقف على طبيعة النص والأهداف التي يريد الكاتب تحقيقها، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يختلف الأسلوب بين الكتاب حتى في نفس النوع من الأدب.

  1. اللغة:

وهي عنصر أساسي في النص الأدبي ويعتبر الكاتب مهارته في استخدام اللغة من الأمور المهمة لتحقيق الغرض من النص الأدبي، ويستخدم الكاتب اللغة للتعبير عن الأفكار والأحداث بشكل يجذب القارئ ويثير اهتمامه وفضوله.

  1. الشكل الخارجي:

وهو الشكل الذي يظهر عليه النص الأدبي، وقد يشمل الشكل الخارجي تصميم الصفحة والخطوط والألوان والرسومات، وقد يكون للشكل الخارجي تأثير على الطريقة التي يتفاعل بها القارئ مع النص الأدبي وعلى التأثير الذي يحدثه فيه.

الزمان والمكان

الزمان والمكان هما عنصران أساسيان في الأقصوصة، فهما يساعدان على تشكيل الخلفية والإطار الزمني والمكاني للحكاية، مما يجعلهما جزءًا لا يتجزأ من تأثير القصة على القارئ.

إذا تحدثنا عن الزمان، فإنه يمكن أن يتم تصنيف القصص القصيرة إلى قصص قصيرة جدًا، وقصص قصيرة، وقصص متوسطة الطول، وقصص طويلة الطول. وكلما اختلفت مدة الزمن التي تم تغطيتها في القصة، اختلفت تأثيراتها على القارئ.

فمثلاً، إذا كانت القصة قصيرة جدًا، فإنها عادة ما تركز على لحظة معينة في الوقت، ولا يمكن أن يتم تحقيق ذلك بشكل جيد إلا إذا كان الوقت محددًا بدقة. وبالتالي، يتم التركيز على الأحداث والتفاصيل الصغيرة التي تحدث في ذلك الزمن القصير، والتي قد تكون مثيرة للإعجاب أو الرهيبة.

وعندما تتحدث عن الزمان في القصص القصيرة، فإنه يمكن أيضًا التحدث عن ترتيب الأحداث في القصة. فالبعض يستخدم الترتيب الزمني الخطي، حيث تحدث الأحداث بترتيبها الزمني الطبيعي، والبعض الآخر يستخدم الترتيب غير الخطي، حيث يتم تقديم الأحداث بطريقة غير تسلسلية، مما يتطلب من القارئ التركيز والانتباه للتفاصيل الدقيقة في القصة.

يمكن للمؤلف أن يحدد الزمان والمكان في قصته بطريقة تخدم رؤيته الفنية والأدبية والروائية، وذلك لا يعني أنه يجب أن يكون دقيقاً في التفاصيل التاريخية أو الجغرافية، وإنما يعني أنه يجب أن يتعامل مع الزمان والمكان كعناصر ناقلة للمعاني والمفاهيم التي يريد إيصالها إلى القارئ.

وعندما ينجح المؤلف في التعامل مع الزمان والمكان بشكل فني ومتقن، فإنه يستطيع إنشاء عالم خيالي متكامل يأخذ القارئ إلى عوالم جديدة، وهذا ما يميز الأقصوصة عن غيرها من الأشكال الأدبية، فهي تحتوي على أسلوب فريد ومميز في التعامل مع الزمان والمكان.

وفي النهاية، فإن الزمان والمكان هما جزء لا يتجزأ من العناصر الأساسية في الأقصوصة، وتحددان إلى حد كبير السياق الذي تدور فيه القصة والمعاني التي يمكن استخلاصها منها. لذا، يجب على المؤلفين الذين يرغبون في الكتابة في هذا النوع من الأدب، أن يكونوا حريصين على تعاملهم مع هذين العنصرين بشكل مهني ومدروس، لكي يتمكنوا من إنشاء قصص تثير اهتمام القراء وتبقى في ذهنهم لفترة طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
MENU

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم مانع الإعلانات على متصفحك. الرجاء غلقه لتواصل التنقل داخل الموقع.